اعمدة

عواطف عبداللطيف .. تكتب.. السبت المعلوم للشهادة السودانية المكلومة !

 

 

 

 

    لا أعتقد ان اي من جلس لامتحان الشهادة السودانية المحطة الأساسية لدخول الجامعات إلا وذاكرته مختزنة بحكايات طريفة وبعضها لامعة كغسل المريول ولملمت الأقلام والكراسات .. او الدخول من غرفة لآخري لعل الذاكرة تنشط لحفظ بعض الأرقام او أعراب جملة عربية فصيحة .. او فكفكت حاسوبية عصية ..
وفي قصة ملهمة رغم الأوجاع قطعت الطالبة السودانية شمس الحافظ عبد الله مسافة 2000 كيلومتر من تشاد إلى مدينة الدامر بشمال السودان للجلوس لامتحانات الشهادة وذلك بعد قرار السلطات التشادية بمنع إقامة الامتحانات على أراضيها.
وتجسد هذه الخطوة عزيمة وإصرار الطالبة على تحقيق حلمها التعليمي رغم التحديات، ما يعكس أهمية التعليم لدى الشباب السوداني في مواجهة الصعوبات .
و ممتحني الشهادة السودانية المقرر لها يوم السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤م كثير منهم حرقت كتبهم وجفت حلاقيمهم من نقص الماء والغذاء وبعضهم يعاني من فوفبيا الحرب والنزوح وضجيج اصوات المسيرات التي حرمتهم من نوم هاديء ومذاكرة راتبة فكثير منهم فقد الامن والامان بفقد الأعزاء جدهم او أمهم بل الكثيرون فقدوا نعمة التطلع لمستقبل أخضر .. فحسب ما معلن فان ما لا يقل عن 28 الف و338 طالبا وطالبة فقط من النازحين لجمهورية مصر العربية اكتملت ترتيباتهم للامتحانات فى أربعة محافظات الجيزة والقاهرة والاسكندرية واسوان 14 مركز بمحافظة الجيزة و8 مراكز بالقاهرة بجانب مركزين بالإسكندرية وواحد بمحافظة أسوان في حين سيجلس حوالي 192 طالباً وطالبة للامتحانات بالمدرسة السودانية بقطر ..
و الحصر الكلي لعدد الطلاب الجالسين من العالقين من العام 2023 يتجاوز ال(535848) وهم المسجلون قبل اشتعال هذه الحرب التي افقدت مدن وقرى البلاد اي بوصلة لايقاف لهيبها ..
ورشحت اخبار بأن مليشيا الدعم السريع في مدينة الرهد، سمحت للفتيات فقط بالمغادرة إلى مدينة الأبيض، للجلوس للامتحانات بينما تم منع الطلاب الذكور بشكل كامل ما أثار حالة من الغضب و الاستياء بين أولياء الأمور و الطلاب و زيادة معاناتهم وسط الأوضاع الصعبة التي يعيشها السودانيون عموما جراء الحرب حيث أن غالبية المدن سخرت المدارس كمراكز إيواء للنازحين والتي تعاني من بيئة غير موائمة أصلا .. ربي يلطف بهذا الجيل والذي يمثل أمل امة وشعب مكلوم نتيجة لهذه الحرب التي سكت عنها وتجاهلت نتائجة المنظمات العربية والاقليمية والدولية ..والله المستعان .

Awatifderar1@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى