نهى ابراهيم السالم.. تكتب.. ( عيون لاجئة) .. ( وطني_ قمري_ و همس المكاتيب ) !
ها نحن نعود من زمن بعيد إلى زمن أبعد ظنناه انطوى، أنا برفقة قمري ومداده لنصنع لنا وطناً بروحٍ جديدة داخل حلم جديد بحرف جديد.. هو يضيئ عتمتي وأحداقي و أوراقي وأنا أكتب بحبر مشاعري على ضوءه ، وطناً ظنناه قد أغلق أبوابه دوننا وأعدم البنفسج وعلق المشانق للأماني بعد أن هجرناه وهجرنا هويتنا وحصوننا وسلامنا وأمننا وأدمنّا الغياب والرحيل ، وطن وديع.. نهره من ماء ورد كلما ارتوينا منه نبتت في المسام حدائقٌ، وغردت فوق الأهداب عصافير الكنار، وفاح في شوارع المشاعر الأريج، وتزينت الأرصفة في البال بأشجار التوت والبيلسان، وتراكمت خليات النحل في الفؤاد ليخرج الكلام من عسلٍ مُصفّى.
ها نحن نعود وفي كفينا زهرة جلّنار و جذوة نار وحكايا وحلوى، وفي حقائبنا كتب عتيقة ومحابر عريقة وأغنية وألعاب وسلوى، وهمسات ومكاتيب كثيرة خطتها دموع الغائبين المتعبين لكل قلب ينتظر خبراً بالخير وبشرى بالإياب ترد للأشواق روحها وتقتل الحِداد والكئآبة والضياع .
ها أنا أعود وقمري ينشر ضوءه في أزقة الأحياء وجدران البيوت..
والشبابيك التي بالضوء تحيا ولا تموت..
وهانحن ياقمري نرتب بعضنا في وطنٍ جديد نحقق حلمنا و نوفي بالوعود..
وها نحن ياهمسي مع المكاتيب نعود .
——-
فياااا أنت
أيها الجاثي على وهمك زمناً طويل…
هيا انتفض _ دع عنك أحزان الرحيل
إغسل عروقك بالندى، وامسح دموع الذكريات
لملم حقائب غربتك، لملم حنينك والشتات
مُد أجنحتك وحلّق _ كم يشتاقك الوطن الجريح ويرهقه السهاد!
يمد ألف ذراع لإحتضانك و رتق الفتق بينكما فلِما التردد والعناد؟؟؟
ألا تحن إليه ؟
ألا تشتاق لضم الأهل وصحن الدار ؟
للأحباب والجيران، للطرقات والأبواب وعطر الأمس والأشجار ؟
ألا تشتاق لرشف الشاي في بيتك ورشف القهوة والأخبار ؟
للضحكات تحت البدر مع السمّار ؟ ألا تشتاق ؟؟
عُد.. فالغربة تطمع في سنينك والعمر ليس فيه مايكفي الرهق.
والروح تهفو للسلام.