عبدالباقي جبارة .. يكتب.. (فزع الحروف).. (جامعة التقانة ) الصمود في عهد العاصفة !
الهزة القوية التي تعرض لها السودان جراء الحرب اللعينة الدائرة الآن ، والتي اصابت كل شئ في البلاد لا يدرك عمقها ٱلا ابناء البلد اصحاب الوجعة الحقيقين، والتي جعلت كل الوطن وشعبه على حافة التلاشي، وما يصمد فيه يصنف في خانة المعجزة، لأنه بالفعل هنالك كثير من الممسكات المادية والحيوية والتي عمرها بعمر الدولة السودانية تلاشت واصبحت في خانة العدم، بل اصبح اذا وجدت مواطن متمسك بالامل فقط بان هذه البلاد ستعود بيد ابناءها فذلك الصمود بعينه ، فما بالنا اذا وجدنا مؤسسة كاملة تقاوم هذا التحدي وتحافظ على إرثها وتاريخها وتلملم جراحاتها لتواصل عطاءها بكل عنفوان رغم انها لم تكن استثناء للاستهداف الممنهج للبنية والقيم مباني ومعاني لمؤسسات الدولة السودانية ، هذا النموذج الحي هو جامعة التقانة للعلوم والتكنولوجيا.. هذه الجامعة يا سادتي يكمن سرها في تميزها حسب ما جاء في آخر تصنيف عالمي قبيل حرب ١٥ ابريل، بأنها الاولى على مستوى الجامعات السودانية الخاصة والمستوى الرابع على كل الجامعات السودانية، بما فيها جامعة الخرطوم والسودان وغيرها.. هذه الجامعة رغم انها فقدت كل شئ من ماديات في صرحها الشامخ بام درمان ٱلا أن القائمين على امرها بقيادة رائدها ومؤسسها رجل البر والاحسان الدكتور معتز البرير أراد أن لا يفقد طلابها أي شئ ويرى أن مستقبلهم فوق كل الجراحات، حيث ظلت الان جامعة التقانة بشحمها ولحمها واقعيا وافتراضيا تواصل عطاءها بكل عنفوان بل استصحاب كل مستجدات التعليم العالي التي ظلت في تطور مطرد ، ولعل الحكمة السائدة بأن (الله يستحي أن ينزع بركة وضعها في مكان ما) والسر الذي لا يعرفه الناس بأن عدد الذين يدرسون في جامعة العلوم والتقانة بمنحة كاملة يتجاوز عددهم ( 1500) طالب وطالبة وبكل صدق وامانة هذا السر لم يكشف عنه ملاك هذه الجامعة إلا أن التعليم الجامعي مرتبط بشكل وثيق بضوابط وزارة التعليم العالي من السهل جدا معرفة كثير من البيانات وإن اخفاها اصحابها، تخيل معي بان الف وخمسمائة بني آدم انت ملتزم لهم بشربة ماء لمدة اربعة او خمسة سنوات يوميا فكيف تكون مهمتك؟! ناهيك عن هذا العدد الالتزام لهم بأن ينهلوا من ارفع العلوم ابتداءا من الطب والهندسة وكل المجالات التطبيقية والنظرية ، وما ادراك بمدخلات التعليم العالي ولا سيما بان جميعها بالعملات الأجنبية أعتقد هذا من اسرار الله لا يضعه في كل الناس، وبالتأكيد هو إبتلاء نعمة رباني للدكتور معتز البرير وصيتنا له بأن يصبر عليه ويحمد الله عليه ونحسبه كذلك .. ولعل الحكمة السائدة والتي تقول ( كل صاحب نعمة محسود) من الطبيعي أن يواجه اهل هذا العطاء بهجوم مبرر وغير مبرر من العامة والخاصة لكن حتما الذي منحك هذه المهام الجسام قادر بأن يمنحك قوة مواجهة تحدياتها.. ونحن هنا لا نزكي على الله احد ولا نجزم بعدم الاخطاء لأي احد وخاصة بأن رجال الاعمال السودانيين في دائرة الاتهام بأنهم سبب رئيسي في حالة الشقاء الذي يعيشه الشعب السوداني إلا اننا ما نراه ظاهرا بأن اسرة آل البرير عموم وخصوصا بأنهم معروفين بانهم احد اعمدة الرأسمالية الوطنية الراسخة التي تسعى لتوظيف اموالها في صروح وطنية بما ينفع الناس مثل المؤسسات التعليمية والصحية ( جامعة التقانة ومستشفى رويال كير العالمي) نموذجا وايضا المشاريع الزراعية والصناعية ، على الاقل رأسمال يعتبر ( زيتنا في بيتنا) عكس النماذج الطفيلية التي تعمل في المضاربات وغسل الاموال والتجارة المشبوهة مثل السلاح والمخدرات وتوظيف مدخرات المواطنيين في البنوك لمصالح فردية كل تلك الشواهد الكثيرة ما نعلمه ولا نعلمه.. ٱلا أن النماذج المشرقة ما زالت تمشي بين الناس وهي ما يزرع الأمل ويجسد سنة الله في خلقه وسنة نبينا الكريم محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم القائل : ( الخير في وفي أمتي الى أن تقوم الساعة) والحمد لله رب العالمين..