دكتور. عثمان البشرى مهدي.. يكتب.. ليه تسيبنا يا حبيبنا .. خطاب مفتوح نقرأه علي قبر الامام وعاد تاني وين .. الحكمة ديك وين تتلقي؟!
لعلنا ( عقاب كتلة ) .. احفاد رجال ( تحزموا وتلزموا ) .. وقابلوا الموت ضحوية ..
كنا ونحن صغار نهتف ( البلد بلدنا .. ونحنا سيادها .. تشهد كرري والشكابة ) .. في عفوية لاندري ماهما وما خطه اولئك الرجال من تضحيات .
حتي اذا ما شببنا عن الطوق وجدنا امامنا .. رجل غدوة وكريزما ( يشهيك لبس العزبة وجناح ام جكو ) كما تقول الامهات .. فهتفنا ( لن نصادق الا الصادق ) .. عن وعي في هذه المرة ..
وان كنا ( تحت تحت ) نهتف
( الصادق المهدي ..
انا صوتي ليك بدي ..
لا جبهة لا شيطان ..
شيطان .. وانا مالي
الخدار نزل لوداري ) ..
تبعنا ندواته ولياليه السياسية .. طلاوة حديث .. جمال روح .. صدق قول وقوة طرح ..
اندفعنا نحو الكيان والحزب .. ليس اتباعا اسري ولا انقياد اعمي .. بل قناعة ومحبة .
الصادق المهدي ..
لم يكن سياسا .. ينثر احاديث الخرافة .. ولبوس الدين .. و بطولات الجوقات الموسيقية .. بل حديثا لواقع نعيشه .. ومستقبلا واعدا لاجيال تاليات .
الصادق المهدي ..
كان يرتسم في خيالنا الضريح الفاح طيبو عابق ..
ومن علايل ابروف للمزالق ..
كان نتمثله في طريقة كلامه .. ومن منا من كان لا يتمني الا ان يكون صادقا كما الصادق ..
( وكم صادق تمني يشوف في يديك حنةً ..
حريرة يا عجباني ) ..
تتمني وانت تلتقيه .. ان يطول زمان اللقيا .. لتنهل كل المعارف الانسانية ..
الصادق المهدي ..
هين .. لين .. ليس به فظاظة بادية .. ولا غلاظة اجلاف .. ولا بطر ملوك .. ولا عنجهية ساسة .. يجعل حتي من يتابطأ شر تجاه .. ان يدخل قلبه ( تووووش) ..
( يا الخرطوم العندي جمالك جنة رضوان ) ..
لم تعد الخرطوم جنة رضوان بل قلت ( نفائسها ) وكترت ( كدايسها ) ..
حرب وضرب وموت بالجملة ..
افتقدناك يا ابو ام سلمة وكتلنا وراك ..
ماتت الحكمة بموتك .. لم يعد هنالك رجل حكيم .. بين القوم .
يوفق بين هذا وذاك ..
كنت قادرا علي تصفيد شياطين أنس العسكر .. ومجون ومحن الساسة بحكمتك وموعظتك ..
ولكن الكل ( لبنو فات روبو ) ..
علي كيفي ارقع جبتي او لا ارقعها ..
اطرزها من اللالوب البسها بالمقلوب ..
اخلعها علي كيفي ..
انا لم انتخب احدا وما بايعت بعد محمدا رجلا ..
وهانذا لن ابايع بعدك .. فانت اخر الائمة العظماء ..
فثوب الامامية الذي تركته لثقيل ولا يقوي عليه احد ..
فلم يعد هنالك من تعنيه بنونة بت المك
ما دايرالك الميتة ام رماد شح
دايراك يوم لقا بدماك تتوشح ..
تواليا قد تنتهي الحرب .. يخبرنا التاريخ ان الحرب عادة ما تؤدي الي عصور عظيمة ..
عصر النهضة ..
عصر الثورة الصناعية ..
عصر العولمة والانفتاح ..
ولكن واحسرتا ان حربنا هذه ستقودنا لعصر ( القونات ) .. سيئات المخبر والمظهر .
كتلنا وراك ..
فكل ما تركته في دواخلنا من قناعات قد تتبدل وترحل ..
لم نعد نفكر في عام مضي وعام آتي ولا عقد اجتماعي ..
بل غدونا نترقب اتكسر اعشاب ( الكتر ) (برام )الحزب .. ام تخرج لها عسلا ام سم زعاف ؟!
دائما ما يستحضر الناس ارواح العظماء من القوم .. حينما تدلهم الخطوب ويكتر ( السكليب والحي ووووب ) ..
الا ان روحك تركتها معنا في مؤلفاتك واحاديثك وتعاملك الفوق انساني ..
اسفا لم نستحضرها فتفرقنا ايدي سبأ ..
في ظل هذا الركام .. استلهمنا منك الا نيأس فأن بعد العسر يسرا .. وهنالك امل قادم
عشان الصبح ما يروح ..
عشان الحزن ما يجرح ..
يلا نغني للفكرة .. يلا نغني شان بكرة ..
للبللد الصبح ذكري ..
اقمار الضواحي ..
يا القابضين عليك جمرة ..
يا النايمين بدون تمرة ..
اقمار الضواحي النور
يصحو علي حلم راجع ..
يكتبوا في الفضاء الشاسع ..
يحلموا بوطن واسع
لا محزون ولا مهموم
لا مسجون ولا محموم
ومهما ضاقت الاحوال
اكيد قلم الظلم مكسور ..
اذن سنحلم كما علمتنا ايها الصادق النبيل ..
نم في برزخك عليك رضوان الله .. فما زال بعض تلامذتك يحملون ويحلمون بافكارك وان تنكر البعض ..
د . عثمان البشري المهدي
امام قبر الامام في ذكراه الرابعه