تفاقم أوضاع النازحين في معسكرات الإيواء بولاية جنوب كردفان
بورتسودان – علي الأسباط
تفاقمت أوضاع النازحين في ولاية جنوب كردفان بصورة غير مسبوقة خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً القادمين من منطقة هبيلا ومدينة الدلنج وغيرها من محليات الإقليم.
وتأخذ المعاناة أشكالاً مختلفة في عدد من معسكرات الفارين من ويلات الصراع المسلح، منها تمدد المجاعة وانعدام السلع الغذائية ونفاد المدخرات المالية، بجانب أزمة الدواء وغياب مساعدات المنظمات الدولية.
مجاعة وأزمات
واختار غالبية النازحين محلية القوز في الولاية، وكذلك مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان.
وباتت الأوضاع حرجة للغاية في ظل الحصار المفروض على الإقليم من قبل قوات “الدعم السريع” والحركة الشعبية – شمال.
يقول الفاضل محمد حسين، أحد النازحين بالمنطقة لـ (ترياق نيوز) إن “أكثر من (20) طفلاً ماتوا جوعاً في أحياء الدلنج، إلى جانب وفاة (11) من كبار السن بينهم رجال ونساء، بينما يعاني الأطفال في مراكز الإيواء بالمدينة من سوء التغذية، ولا توجد إحصاءات دقيقة حول وفيات اليافعين في مستشفى المدينة الناتج عن سوء التغذية.
وأضاف أن “الولاية أصبحت شبة معزولة تماماً، ويعاني الناس فيها الحرمان من جميع مقومات الحياة أو ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل يصعب على الفارين من ويلات الحرب الحصول عليها.
وتابع : من بين المشكلات انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الوقود الذي يحول دون قدرة السكان على تشغيل المولدات، كما تشهد أحياء في ولاية جنوب كردفان أزمة حادة في المياه.
ندرة الغذاء والدواء
من جهتها تقول كلتوم السيد لـ (ترياق نيوز) إن “الطرق التي تمر عبرها البضائع للولاية مغلقة، وهناك مجموعات مسلحة تقوم بوضع نقاط تفتيش ومنع دخول الذرة والبضائع ونهب التجار ومصادرة بضائعهم، مما زاد من معاناة النازحين.
وأضافت “أسهم الحصار المفروض على الولاية في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية، إذ إن آخر قافلة للإغاثة توقفت في منطقة “حجر جواد”، كما هناك ندرة في الأدوية المنقذة للحياة إلى ارتفاع الفاتورة الاستشفائية والفحوص الطبية، فضلاً عن معاناة مرضى الكلى بالمستشفيات في ظل شح الأدوية.
وأوضحت أن “أسعار السلع الغذائية التي تأتي من جنوب السودان ارتفعت بصورة غير مسبوقة، ويصعب على النازحين شراؤها في ظل انعدام مصادر الدخل.
أمراض ووفيات
وسجل السودان أكثر من 10 ملايين نازح داخل البلاد، بينهم أكثر من 7 ملايين شخص نزحوا بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” العام الماضي، على ما أفادت به منظمة الهجرة الدولية.
يقول محمد إسحق الذي يقيم في أحدي معسكرات الإيواء إن “النازحين في جميع المعسكرات بولاية جنوب كردفان تتشابه معاناتهم، إذ يعيشون أوضاعاً إنسانية مزرية، إلى جانب كل أشكال الانتهاكات لحقوق الإنسان والمتاجرة بقضاياهم، في ظل نقص الغذاء والمجاعة الضارية، فضلاً عن عدم وصول المساعدات.
وأضاف : هذه الأزمة أدت إلى انتشار الجوع ومرض سوء التغذية الذي أسهم في موت الأطفال الذين يمزق صراخهم العالي تضوراً من الجوع القلوب، إلى جانب أنين كبار السن والنساء الحوامل.
وتابع : معسكرات النازحين تحتاج إلى استغاثة عاجلة من توفير مواد إيواء وبذل الجهود في تصريف المياه الراكدة في البرك والمستنقعات تفادياً لانتشار الأوبئة، إضافة إلى فتح الممرات الآمنة لدخول المواد الإغاثية المقدمة من الأمم المتحدة.