الإمارات بين المعسكرين الغربي والشرقي
تقرير : يوسف حسن
تجلى خلال الحروب التي تشهدها المنطقة، ان للإمارات دور مؤثر سواء من الناحية الجغرافية أو من حيث المرافق والمنشآت، فإن وجود دولة الإمارات العربية المتحدة يمكن أن يكون عنصراً مؤثراً لكل من الطرفين.
وفي وقت سابق، أفادت بعض المصادر أن الشيخ طحنون بن زايد اقترح على نظيره الأمريكي استخدام إقليم أرض الصومال كقاعدة عسكرية مستقرة لسحق المقاومة اليمنية، معتبراً الدور المؤثر للحوثيين اليمنيين في الضغط المزدوج على إسرائيل من النقاط المهمة فيما يتعلق بدولة الإمارات، التي لديها القدرة على أن تصبح الفاعل الإقليمي الأهم.
بالاضافة الى ذلك تراود خلال الهجوم الإيراني على إسرائيل أن الدفاعات الإماراتية أصبحت جاهزة للتصدي للصواريخ الإيرانية، وتم الكشف أخيرا عن قدرتها على إسقاط بعض هذه الصواريخ أيضا. إلا أن الجهات الرسمية في دولة الإمارات رفضت هذا الموضوع لما قد يترتب على هذا الإجراء من تبعات عليها، وأعلنت أنها لا تسمح باستخدام أرضها وسماءها لأي طرف من الأطراف.
فبينما نشهد من جهة تشكيل تحالف بين أمريكا وإسرائيل والإمارات وبعض الدول العربية الأخرى مثل الكويت، فإن التحالف على الطرف المقابل مهم أيضاً.
تعد إيران، إلى جانب روسيا والصين، أحد أهم الجهات الفاعلة التي تحاول كسر هيمنة القوة الغربية الحاكمة على منطقة الشرق الأوسط. وتشتهر إيران بوجود مجموعات وكيلة في جميع أنحاء المنطقة، كما تشتهر روسيا باقتصادها القوي وأسلحتها العسكرية الواسعة التي يمكنها تغيير معادلات العديد من الدول. كما تعتبر الصين أهم منافس لأمريكا في مجال الاقتصاد الرقمي.
لقد تغيرت العلاقات بين إيران وروسيا كثيراً منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. حتى الآن، وبجهود روسيا، أصبحت إيران عضوًا في مجموعة البريكس وهم يحاولون إجراء معاملاتهم بالروبل وتسريع عملية إزالة الدولار. ونظراً لارتفاع حجم التجارة بين أعضاء هذه المجموعة، وهي الصين والهند والبرازيل وروسيا وأفريقيا؛ لقد ظهر تحذير خطير للولايات المتحدة فيما يتعلق بسياساتها في الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، وبعد العمل العسكري الذي قامت به إيران ضد إسرائيل، أظهرت روسيا لإيران من خلال توفير أنظمتها الدفاعية أنها صديق جيد لإيران في الأوقات الصعبة. وهو الإجراء الذي أصبح أكثر وضوحا مع إجراء مناورة عسكرية مشتركة بين إيران وروسيا وعمان ووجود الأسطول البحري الروسي في هذا التمرين يشير إلى سياسات التحالف بين إيران وروسيا.
وعلى الساحة الدولية، تصرفت روسيا عدة مرات لصالح إيران، ومن خلال استخدام حق النقض ضد القرارات التي كانت ستتخذ ضد إيران، فقد ساعدت دولة لها مصالح مشتركة معها.
إن وجود علاقات سليمة بين أعضاء كل من الائتلافين المذكورين أمر واضح. وما يثير الدهشة في هذه الأثناء هو العلاقات الودية التي تحاول روسيا إقامتها مع الإمارات.
ودُعي الشيخ محمد بن زايد للمشاركة في اجتماع الدول الأعضاء في مجموعة البريكس بدعوة رسمية من بوتين. وهذه الدعوة تحمل رسائل كثيرة لأعضاء التحالف الإماراتي، وهما أمريكا وإسرائيل.
وأصبحت العلاقات بين الإمارات وروسيا وثيقة للغاية لدرجة أن بوتين دعا الشيخ محمد بن زايد للذهاب إلى منزل بوتين في مأدبة غير رسمية وتناول العشاء معًا.
إن تحول الإمارات في خضم الحرب الإسرائيلية هو علامة على الاعتراف بمصالح جديدة للإمارات. فالإمارات التي تصرفت بحيث تعتبر واجهة لخصوم إيران، تقترب الآن من إيران بوساطة روسيا، وتريد استغلال مصالح الجوار الاقتصادي والعسكري والمائي مع إيران.
ومن المقرر أن يلتقي بوتين مع الشيخ محمد بن زايد من خلال تقديم مقترحات مثل منح حق الوصول إلى الإمارات لعبور واسع النطاق عبر إيران، فضلا عن الدعم العسكري الروسي للإمارات، وإنجازات هذه الرحلة يمكن أن تغير الكثير من المعادلات.