لعلنا في المقال السابق وعدناكم بأننا سنكتب سلسلة مقالات تحت عنوان في موضوع واحد الا وهو ” الحرية والتغيير بين الاصلاح والدغمسة ” ولكن عدلنا الفكرة بان نواصل الكتابة في ذات الموضوع لكن لكل مقال عنوانه الخاص به .
وعنوان هذا المقال عاليه ” الحرية والتغيير أحذروا الرجل اللي خلف حمدوك ” بالتأكيد العبارة مستلفة من الحديث حول الرجل اللي خلف مبارك وكان مقصود بها رجل المخابرات الاول في مصر بل في الشرق الاوسط اللواء الراحل عمر سليمان له الرحمة والمغفرة ، بالتأكيد الفرق كبير بين الرجلين عمر سليمان وشخصيتنا في هذا المقال الاول رجل مخابرات من طراز فريد والثاني سياسي صغلته التجارب والمعتركات التي خاضها .
ما يميز هذه الشخصية يعد من الشخصيات القلائل في مشهدنا السياسي لم تتكئ على على قببلة او اثنية محددة بل حتى الحواضن السياسية التي انتمى لها اذا لم يضف لها لم يكن يخصم منها ، من جانب آخر قد يكون السياسي رقم اثنين في السودان الذي تعرض لمحاولات عديدة للاغتيال البدني والشخصي بعد الامام الصادق المهدي وذلك طيلة سني الانقاذ .
شخصيتنا هو الاستاذ ياسر سعيد عرمان الذي يبدو انه لا يعترف بان هنالك سياسي يتفوق عليه إلا مرجعيته الراحل جون قرنق الذي ترك له فراغا كبيرا وامانة ثقيلة الا وهي صناعة السودان الجديد ، هذا المشروع الذي تعرض لقاسمة ظهر كبيرة بانفصال جنوب السودان وتلى ذلك ضربة أخرى بانقسام الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وانحياز عرمان للطرف الاخر مالك عقار .
وتجاوزا لمحطات كثيرة حصل التغيير عبر ثورة ١٩ ديسمبر متعددة الآباء يتيمة فشل مخرجاتها الآن .
على أي حال ياسر عرمان اظهر زهدا كبيرا في تبوء أي منصب دستوري في الحكومة الانتقالية ، رغم أنه عليه إجماع على إعتباره من اميز الشخصيات التي يتوقع لها نجاح في مناصب رفيعة وخاصة وزارة الخارجية ، لما يتمتع به من خبرات وعلاقات خارجية واسعة .. لكنه امام كل هذه المغريات أصبح كالاسد الرابض لفريسة أكبر ..
وهذا بالضبط ما يرنو اليه عرمان وخايب ظن كل من يعتقد بأن ياسر عرمان تخلى عن مشروع السودان الجديد ، رغم تغيير خارطته وواهم أكثر من يظن ياسر عرمان قلت حيلته وكلت عزيمته وانهارت قواه .. والأكثر وهما الذين يظنون بأن ياسر عرمان يظنون بأن قبوله بمنصب تراجع عن زهده في المناصب وقبل بمجرد وظيفة مستشار خلف رئيس الوزراء .
نقول لهؤلاء لا وألف لا عرمان طموحه أكبر من ذلك بكثير .. ونشير لذلك بعدة وقائع هذه الوقائع جعلت جميع الفاعلين في المشهد يعملون لصالح طموح ياسر عرمان بوعيهم او بدونه ، بما فيهم الاسلاميبن الذين أطاحت بهم الثورة والعدو اللدود لخصمهم العنيد ياسر عرمان ، حيث غازلهم في كتاباته وبدأ كأنه يدعو للمصالحة معهم وبالتأكيد هم كالغريق يتمسك بأي قشة لانقاذه ولو ” لاصقة فيها عقرب ” .. كذلك اظهر عرمان علاقة حميمية مع المكون العسكري فأمن بذلك ظهره تماما ، ثم أتى للعقبة الأسهل ألا وهي المكون المدني وأختار زاوية تمركز جيدة للانقضاض على آخر المعاقل التي تحول دون وصول عرمان لمبتغاه ، الا وهي مستشارا سياسيا لرئيس الوزراء وعبره يحقق أهم هدف الا وهو تغيير الحاضنة السياسية للحكومة السياسية وتكسير مراكز القوة التي يمكن ان تشكل عائقا لما يهدف اليه ياسر .. خطوات عملية بدأها للوصول لهذه الغاية اولها مبادرة حمدوك ” الطريق الى الامام ” التي تبدو في ظاهرها ك ” موسى ” وسرعان ما تحولت عبر آليتها الى ” فرعون ” .. ثم الاشارة لغزو مراكز القوة في المكونات السياسية اجتماع ممثلي الاتحاد الاوربي بالخرطوم مع الامين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير بعيدا عن مؤسسات حزبه ومن جانب آخر إختيار الرئيس المكلف لهذا الحزب اللواء م فضل الله برمة ناصر رئيسا لمبادرة حمدوك ” البديل المستقبلي لحاضنة حكومة الثورة . هذه اللعبة الذكية جعلت رئيس حزب الامة اللواء برمة يهاجم اللجنة الفنية لاصلاح الحرية والتغيير والتي مقررها قيادي بارز بحزبه هو الكابتن عادل المفتي رغم أن هذه اللجنة اهدافها لا تخرج من موجهات مؤسسات حزب الامة القومي … ولكن الامين العام البرير لم يتحدث حتى الان لكنه يصعب عليه الخروج من بيت الطاعة الذي يدعم اتجاهه الرأسمالي ، وخاصة بان هنالك معلومات تشير الى أن الاتحاد الاوربي يمول كل هذا النشاط المحموم بملايين الدولارات ل فرض واقع جديد بما فيه مبادرة حمدوك .. على أي حال ياسر عرمان أقترب كثيرا لجمع كل ” البيض ” في سلة واحدة .. لكن ساعة الصفر لم تحدد بعد للقذف بها في مذبلة التاريخ .. لنرى .. !