مدير الهلال الأحمر الكويتي عبدالرحمن العون في حوار مع ” ترياق نيوز ”
لأهمية العمل الإنساني لدى الكويتيين أمير البلاد هو الرئيس الفخري للهلال الأحمر الكويتي
تفاجأت بمعرفة السودانيين الدقيقة لفضائل أمير البلاد الراحل “الصباح” وحزنهم عليه
كارثة السيول الأخيرة في السودان غير مسبوقة لذلك حكومة الكويت وجهت بإغاثة عاجلة
فرحة الشعب السوداني بوجودنا خففت عنا كل تعب وهذه المساهمة نعتبرها بسيطة في حق إخوتنا في السودان
حوار. ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة
العلاقات السودانية الكويتية تتميز بعمق تاريخي , وخاصة بأن الشعب السوداني يحفظ المواقف الكريمة لحكومة وشعب الكويت منذ عقود مضت حيث تجد في أي كارثة إنسانية ألمت بالشعب السوداني تجد الكويت أول يخف لنجدة هذا الشعب كما تتميز حكومة الكويت بالنوعية في مساعداتها ولمعرفتهم لقيمة وتاريخ الشعب السوداني دائما يضعونه في المكان الذي يحفظ له كرامته كما تعكس الجالية السودانية المقيمة بالكويت مدى حب وتقدير شعب الكويت للسودانية وأنهم يقدمون لهم معاملة خاصة متميزة عن سائر الجاليات المقيمة في ذاك البلد المضياف , في المحنة الأخيرة التي ألمت بالشعب السوداني جراء السيول والأمطار كانت الكويت من الدول السباقة للمساهمة في تخفيف آثار هذه الكارثة وكان فريق الهلال الأحمر الكويتي الذي مثل الجانب الإنساني لتلك الدولة الفاضلة خير تمثيل وكانوا يقفون على توصيل المساعدات بأنفسهم حيث تركوا أثر طيب في نفوس المتضررين وكذلك أخذوا انطباع طيب عن هذا الشعب الذي يحفظ الجميل لتوثيق هذا الموقف النبيل لدولة الكويت الشقيق أجرينا هذا الحوار مع رئيس بعثة الكويت مدير الهلال الأحمر الكويتي الأستاذ / عبدالرحمن محمد العون فإلى ما أدلى به :
بدءا دعنا نتعرف عليك ومهمتكم في السودان ؟
عبدالرحمن محمد العون مدير الهلال الأحمر الكويتي ورئيس البعثة للسودان من أجل أن نقدم هدية بسيطة من أهل الكويت لأخوانا في السودان الذين تضرروا من السيول والفيضانات وذلك من أجل تخفيف معاناة هؤلاء الذين لحق بهم الضرر وخاصة بأن السيول دمرت منازلهم وأراضيهم الزراعية وكل ما يملكون وكذلك نفوق المواشي حيث أتينا قبل شهر من الآن حيث وجدنا كل حب وترحيب من هذا الشعب الطيب وكانت فرحتهم بوجودنا هي التي خففت عنا كل تعب وجهد قمنا به وكعادة الشعب الكويتي يحب أن يقف مع اخوانه في أي محنة وحقيقة هذه تعد من أكبر الكوارث التي مرت على السودان مقارنة بالكوارث التي حدثت في السنوات الماضية ولذلك كان هنالك تحرك سريع من الهلال الأحمر الكويتي وبأمانة حكومة دولة الكويت خصصت إغاثة عاجلة عن طريق الهلال الأحمر الكويتي بالتعاون مع الاخوان في وزارة الخارجية وبالفعل عملنا جسر جوي .
ـ هل هنالك إحصاءات لهذه المساهمة ؟
نعم هنالك خمسة طائرات محملة منها أربعة طائرات حمولة الواحدة أربعين طن وطائرة واحدة فقط كانت حمولة عشرة طن وهذه الطائرات محملة بالأدوية والخيام والبطانيات وكذلك مضخات سحب المياه والمواد الغذائية والكراسي المتحركة , طلمبات رش ومبيدات , وبعد شاهدات هنالك أزمة خبز أتينا بالدقيق وكل ذلك نعتبره مساهمة بسيطة بالإضافة الى أن هنالك مواد قمنا بشرائها من السوق المحلي مثل المشمعات البلاستيكية والفرشات الأرضية و”جركانات” المياه أطقم أواني طبخ لأننا شاهدنا الأهالي طلعوا من منازلهم وفقدوا كل شئ أيضا قمنا بتوفير المشمعات وخزانات المياه والأواني المنزلية والمواد الغذائية وخزانات سعة خمسة آلاف لتر خصصناها للمخيمات المواد التي اشتريناها من داخل السودان المعاول بأنواعها أجهزة محاليل وتجلط الدم وكذلك أحضرنا قوارب “فايبر قلاس” لأن حتى هذه القوارب البسيطة لا توجد لإنقاذ الناس حيث وزعناها على الولايات وتساعد المتطوعين وأيضا ساهمنا في نقل الأهالي بأمتعتهم الذين ليس لديهم وسيلة .
ـ ما هي المناطق المستهدفة لدى البعثة الكويتية ؟
حقيقة استهدفنا خمس ولايات هي الخرطوم , سنار , البحر الأحمر والولاية الشمالية والأخيرة لم نستطع نصل لها نتيجة للظرف الصحي وانتشار الحميات كذلك البحر الأحمر نتيجة للوضع الأمني أيضا لم نستطع الذهاب لها رغم التخطيط لذلك لكن سلمنا أخوانا في الهلال الأحمر السوداني هم يقومون بذلك باقي الولايات قمنا بزيارتها جميعا ووزعنا المساعدات الحمد لله أيضا أثناء وجودنا خلال شهر قمنا بعمل اجتماعي نفرح فيها الناس الموجودة مثل شريحة الأطفال الأيتام حيث زرنا دور رعاية الأيتام وعملنا حفل ترفيهي ووزعنا الهدايا والألعاب وكانت فرحة كبيرة كل هذا العمل بالتعاون الكامل مع الهلال الأحمر السوداني أيضا زرنا دار المسنين نساء ورجال وقدمنا لهم الهدايا ولكن لم نستطع عمل الحفل لأن الزيارة تزامنت مع وفاة والدنا قائد العمل الإنساني الشيخ / صباح الأحمد عليه رحمة الله والحقيقة الناس هنا في السودان وجدتهم متأثرين جدا لرحيل الشيخ صباح ويعددون مآثره وهذا شئ يثلج الصدر هذال القائد في حياته وفي مماته جعلنا نفتخر فيه ونحن الكويتيين عندما ننزل في أي بلد في العالم نجد الترحيب بأثره الطيب وكل الناس هنا كانوا يدعو له بالشفاء وعندما علموا بوفاته يدعون له بالرحمة والمغفرة من الله ولاحظنا الحزن الشديد علي كل فئات الشعب السوداني شباب وكبار السن وغيرهم الكل يعرفه هنا وهذا نادر تجد رئيس دولة يحظى بهذا الحب والتقدير .. وللأمانة وطوال عملي في العمل الطوعي على مدى ثلاثين سنة وجدت العمل الطوعي متأصل في الشعب الكويتي والأسرة الحاكمة جزء من أهل الكويت ولذلك يتوارثون هذا العمل حيث كل من يتوفاه الله من الحكام يستلم راية العمل الانساني الذي يأتي بعده نحن عندنا أمير البلاد هو الرئيس الفخري لجمعية الهلال الأحمر الكويتي وكل خلف يكون حريص جدا على حفظ هذه الأمانة وأهل الكويت جبلوا على حب عمل الخير والعمل الطوعي .