خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.
الكثير من الدول الاسلامية وأهل السودان خاصة ينتظرون مطلع ربيع الأول بمحبة وشوق وفى مثل هذا اليوم من كل عام يتم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بمشاركة مجموعات متنوعة شعبية وطرق صوفية بمختلف مشاربها والتى تشترك جميعا فى المحبة لهذا اليوم فتنطلق الزفة بالأناشيد والأهازيج المتشربة بالتصوف وتتخللها المدائح النبوية .
زفة المولد النبوى الشريف ركن رئيسى وأساسى فى انطلاق أيام وليالى المولد ، والشعب السودانى واحد من الشعوب المحبة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ولهم فى ذلك حالات نادرة تميزوا بها من بقية الشعوب ، وتجوب الزفة الطرق الرئيسة بالمدن من نقطة الانطلاق الى موقع المخيمات المنصوبة وفقا لكل طريقة والتى يتصاعد من بين جنباتها اصوات المنشدين بالأناشيد الدينية والمدائح النبوية وقراءة الأذكار واقامة الدروس والمحاضرات والسيرة النبوية الشريفة العطرة تعكس الى أى مدى تمسك الانسان فى السودان بدينه واسلامه وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم .
هذه الصورة قد تكون مشتركة فى كثير من دول العالم الإسلامى، ويشير التاريخ ان أول من احتفل بالمولد النبوى الشريف هم الفاطميون فى القرن الرابع الهجرى وهناك جدل عن مشروعية المولد النبوى الشريف واقامة يوم أو ليالى للاحتفال بذلك فبقدر ما هناك من يعترض هناك الكثير ممن يستحسن الفكرة، ومن يومها ما ان يحل شهر ربيع الا وتجد الاستعدادات قد سبقت ذلك وتقوم الجهات الرسمية والشعبية بإعداد المكان الذي تقام فيه ليالى المولد وتكون كميادين عامة او ساحات فى مختلف المدن السودانية فتجهز الخيام وتزين باللمبات والثريات الملونة ومنها تنطلق وترتفع الاصوات الجميلة العذبة المنشدة محتفية بذكرى المولد النبوى الشريف .
زفة المولد والاحتفال به تعد من التقاليد القديمة والمتوارثة جيلا بعد جيل وهى أيام ينتظرها الكثير من المريدين والأحباب أهل الطرق الصوفية ، وفيها تتجلى الكثير من مظاهر تعظيم ومحبة رسول الأمة (ص) فى نفوس هؤلاء القوم وهى محبة لا تخلوا منها قلوب ونفوس كل أهل السودان ، وكل يعبر عن ذاك الحب والتوقير بطريقته الا أنهم فى مثل هذه الأيام يجتمعون فى التعبير وتأكيد هذه المحبة عيانا بيانا سواء بالأناشيد الدينية والمدائح النبوية والدروس ومدارسة سيرة المصطفى (ص) ومراجعتها ، والبعض الآخر المحب دون الارتباط بطريقة او طائفة نجده بالحضور والمشاركة والتفاعل مع ما يقدم من مختلف الجماعات ويحرص الكل بالتزود بالحلويات التى تعرف (بحلاوة المولد) وتقديمها للأطفال خاصة محبة واحتفائية وادخال الفرح والسرور والبهجة فى نفوسهم وهى فى الواقع تعكس الى أى مدى التعايش مع هذه المناسبة وأيامها ولياليها ويتدرج هذا التفاعل والتعايش حتى الليلة الختامية لليالى المولد حيث ترتفع وتيرة الاحتفال والاحتفاء وتجتهد الجماعات المتمثلة فى الطرق الصوفية بالمزيد من الحماس والنشاط، هذا يجعل زوار منطقة المولد يتحلقون فى حلق للمتابعة ويتنقلون من خيمة لأخرى ومن جماعة لجماعة.
أيام وليالى المولد النبوى تعد من الأيام المباركات عند الكثير ولذلك البعض يحرص فيها على اقامة الزيجات وختان الأولاد تبركا بهذه الأيام والليالى .