اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. مدير عام بنك أم درمان الوطني .. عندما يوكل الأمر لأهله !

منذ إندلاع الحرب اللعينة في بلادنا وبعيدا عن الانقسام حولها وسرديات مآسيها ، كان لدي رؤية في أن الإسهام الحقيقي في المحافظة على هذه البلاد ومقدراتها بأن يطلع كل بدوره

 

 

 

منذ إندلاع الحرب اللعينة في بلادنا وبعيدا عن الانقسام حولها وسرديات مآسيها ، كان لدي رؤية في أن الإسهام الحقيقي في المحافظة على هذه البلاد ومقدراتها بأن يطلع كل بدوره ، وكذلك المؤسسات إذا ارتقت بأداءها تكون بالفعل أدت رسالتها الوطنية ، أمس الأثنين حضرت الورشة الثالثة ضمن سلسلة ورش ممهدة لملتقى رجال الأعمال السوداني المصري المقرر له منتصف ديسمبر القادم ، حيث انعقدت الورشة أمس بصالة المنار بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة ، وخصصت هذه الورشة لتكامل العمل المصرفي بين السودان ومصر ، وتقف وراء هذا العمل الشركة المصرية السودانية ورعاية سفير السودان بجمهورية مصر العربية عماد الدين عدوي ومساهمة عدد من الشركات والبيوتات التجارية وعلى رأسها شركة زادنا السودانية ، بالفعل ظلت هذه الورش تحظى بحضور كبير من رجال الأعمال والخبراء والمختصين من البلدين مصر والسودان ، وبما أنني حضرت الورشة الثانية وبالأمس الثالثة كما وصلتني مخرجات الورشة الاولى لم تعجبني الخطب الرنانة بالعبارات المكررة التي تمجد العلاقات الأزلية بين مصر والسودان حتى أصبحت محفوظة للحضور ، وأصبحوا يمكنهم ترديد معظم ما يقول المتحدث حتى قبل أن يمسك المايك ، كلام جميل .. لكن هذه الورش ومن ثم الملتقى في ديسمبر القادم الهدف الأساسي منه ترجمة هذا الحديث الطيب عن العلاقات لبرنامج عمل ونتائج ملموسة يحس بها المواطن في البلدين ، لكن إذا تم إستهلاك معظم وقت هذه الورش في الثناء المتبادل سينطبق علينا المثل المصري الذي قاله أحد المتحدثين في ورشة أمس اعتقد نائب هيئة الصناعات الذي قال عن كثرة الحديث عن العلاقات بين مصر والسودان بلا عمل : ( أسمع كلامك اصدقك اشوف عمايلك … ) المهم نهاية المثل محبطة . لكن ما حصل في الورشة الثالثة أمس شئ غير . عندما اعتلى المدير العام لبنك ام درمان الوطني البروفسور عبدالمنعم محمد الطيب الذي قدم ورقة حول تكامل العمل المصرفي بين السودان ومصر وكذلك التبادل التجاري عندما بدأ الرجل استعراض هذه الورقة بحضور طاغي ويدل على خبرة معتقة وتقديم سلس لمادة إعدت بعناية فائقة .. هذه الورقة يمكن تنظر لها كورقة محكمة تصلح كمادة أكاديمية وكورقة عمل للجامعات ، من ناحية يمكن تكون برنامج إصلاحي لكل القضايا التي حوتها ، هذا الرجل لم اتعرف عليه من قبل لكن يبدو أنه مهني من الدرجة الأولى يركز في ما يعنيه تماما ، ويعرف الهدف الذي يسعى إليه ، لم يمل للاستعراض الإنشائي ، الحقائق والارقام الواردة في الورقة لم تكن خبط عشواء من خلال دقتها وتسلسلها المنطقي ، وكثير من الإيجابيات التي لم تسعها هذه المساحة بجانب مداخلات الخبراء والمهتمون الذين قدموا آراء إيجابية بل أسهمت الورقة في فتح افاقهم لإسهامات ثرة في الورشة ، وفي اعتقادي الخاص هذه الورقة جامعة لكل الأهداف المرجوة من الملتقى المرتقب إذا أخذ بالتوصيات التي وردت فيها . وفي كل الأحوال في رأي الشخصي بالرغم من أن بنك أم درمان الوطني مؤسسة مصرفية وإقتصادية رائدة في بلادنا وضخمة تستحق هذه الكفاءة لكن بروف عبدالمنعم بما قدمه امس إذا كنا نحن دولة تضع الشخص المناسب في المكان المناسب على الأقل مكانه وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ..لكننا كسودانيين قدرنا نهدر كوادرنا كما نهدر مواردنا ثم نبكي حالنا المائل ..لكن مثل هذه الإشراقات امثال بروف عبدالمنعم ما زلنا متمسكين بعشم باكر .. وباكر ترفرف رايات السلام وتخضر الأرض اليباب آمين ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى