اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. ضياء الدين بلال .. أركز يا رجل !

يقال والعهدة على الراوي في وقت سابق كانت الخرطوم تنتشر فيها بيوتات " بائعات الهوى " ومن حين لآخر تداهم هذه البيوت الحملات الأمنية " الكشة " وسرعان ما ترجع كما هي للممارسة الرزيلة

 

 

 

يقال والعهدة على الراوي في وقت سابق كانت الخرطوم تنتشر فيها بيوتات ” بائعات الهوى ” ومن حين لآخر تداهم هذه البيوت الحملات الأمنية ” الكشة ” وسرعان ما ترجع كما هي للممارسة الرزيلة ، وكان دائما سبب المداهمات الأمنية الشكاوى من اهالي الاحياء من الأسر العفيفة .
يقال بأن هنالك صاحبة أحد هذه البيوتات بما يسمى ” الشيخة ” اختارت رجل ضخم يتمتع ببسطة في الجسم وعندما يرتدي الجلابية والعمامة يصبح ذو هيبة ومهابة ، لكن إذا تحدث يبدو ظاهرا بأنه ( جنس ثالث ) من خلال صوته المكسور ، لكنه تم تدريبه على مواجهة العسس بصوت قوي وتوبيخ العساكر في حال أتوا لمداهمة هذا المنزل .. وذات يوم أتت الحملة الأمنية ( الكشة ) وطرق العساكر باب المنزل بقوة بينما انزوت النساء بائعات الهوى في ركن قصي فتح هذا الرجل الباب فوجد العساكر متحفزين لتفتيش هذا المنزل فانبرى عليهم توبيخا  قائلا : هذا بيت أسرة بيت الشرف والأخلاق ومجرد اشتباهكم فينا لن يمر مرور الكرام ونحن سوف نصعد الأمر إلى أعلى الجهات في الدولة .. حيث استعار الرجل صوت جهور وحجة قوية مختلقة ، ما كان من العساكر إلا واعتذروا له بلطف ووعدوه بأن هذا الأمر لن يتكرر وتراجعوا وذهبوا لحال سبيلهم فما كان من الرجل الا ورجع يتنهد ونفسه قائم ورمى العمامة ضاربا بها الارض متسائلا : ” بالله الرجالة دي حارة كدا “؟!
صراحة خلال فترة الحرب الدائرة في السودان كلما اشاهد مقابلة مع الصحفي ضياء الدين بلال من خلال القنوات اتذكر هذه القصة وينتابني إحساس بأن الرجل  مجبور على لعب هذا الدور ترغيبا أو ترهيبا ، وتعابيره الجسدية توحي بأنه هو نفسه غير مقتنع بما يقول لتزيُن الباطل وتأييد هذه الحرب الفاجرة ، لكنها مهمة أوكلت له وهو يؤدي هذا الدور ، ودائما اتخيل عقب كل مقابلة تلفزيونية يجلس ضياء لوحده يخلع العمامة أو الكرفتة ويضرب بها الارض ويقول : ( بالله التملق دا والنفاق ونسج الروايات الكاذبة تجاه الخصوم المفترضين دا حار كدا ) ؟!
وقناعتي الشخصية بأن نباهة ضياء الدين بلال لا يختلف عليها اثنان ويتفق كل الوسط بأنه صحفي نابه وتدرج في الصحافة بجهده الميداني وكنا نتابع خبطاته الصحفية بشغف وله مدرسة خاصة في اصطياد الشخصيات التي تستحق تحاور صحفيا بجانب أخباره الخاصة ، لكنه بدأ يفقد حاسة الصحفي الميداني تدريجيا مجرد ما بدا يصعد للمناصب الإدارية في الصحف بجانب إقترابه من أصحاب النفوذ السلطوي والمال ليصبح من وجهاء المجتمع حتى وصل للدائرة المقربة من صنع القرار في أواخر عهد البشير .. ففقد الوسط ضياء الصحفي المجتهد لخدمة قضايا وطنه وشعبة ، وأصبح في زمرة ( الصحفيين البرجوازيين ) .. وعندما تبدلت الاحوال بعد التغيير الذي حدث في ١٩ ديسمبر ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) ، عاني بلال مثله مثل رموز حكومة الإنقاذ وذهبت ريحه مثل ما ذهب ريحهم .. وعندما جاءت سانحة انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م لتعيد امجاد تلك الأيام الملاح فأصبحت محاربة المدنيين قضيته بإمتياز حتى إذا ما حلت كارثة حرب ١٥ ابريل فك ضياء ( العرش) ،وأصبح يتحدى أي ( كوز ) في الدفاع عن سرديات هذه الحرب ويدافع عن هذا المشروع ( الكيزاني) حتى أصبح يشك أبناء علي عثمان والترابي ويتساءلون ( هل الكوز نحن ولا ضياء الدين بلال )؟! قبل أن يتذكروا بأن ( النائحة المستأجرة دائما صوتها أعلى من أهل الميت ).
لكن في الغالب الباطل ينهار فجأة وبدون مقدمات واحيانا يجري الله كلمة الحق حتى على لسان الذين يتبنون الباطل بأنفسهم ، ومثال ذلك ما جرى على لسان ضياء الدين بلال من خلال برنامج تم بثه بقناة العربية أمس فقال ضياء ( البرهان سبب الكارثة التي حلت بالسودان ) ولكنه استدرك وجعلها نصف حقيقة وليست حقيقة كاملة بتحديده بأن الكارثة بسبب المفسدين حول البرهان في بورتسودان ، لكن صعب عليه يقول بأن البرهان هو كارثة السودان ودماره عبر سلسلة من المؤامرات منذ توليه مقاليد الأمور عندما استلم من سلفه ابنعوف وبلغت ذروتها في اندلاع هذه الحرب التي خرجت من سيطرة الجميع ، لكن ضياء يصعب عليه يقول الحقيقة كاملة .. لأن ( الرجالة حارة شديد ) .. اركز يا رجل .. !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى