اعمدة

السفير الصادق المقلي .. يكتب .. اهتمام غير مسبوق لترامب بافريقيا.. السودان و ليبيا علي الخط!

لم تكن أفريقيا البته ضمن اهتمامات الرئيــس الامريكى ترامب إبان ولايته الاولي 2016-2020..و لم يقم باي زيارة لأي دولة أفريقية.. يبدو أن ترامب قرر الإهتمام هذه المرة بإفريقيا،

 

 

 

  لم تكن أفريقيا البته ضمن اهتمامات الرئيــس الامريكى ترامب إبان ولايته الاولي 2016-2020..و لم يقم باي زيارة لأي دولة أفريقية..
يبدو أن ترامب قرر الإهتمام هذه المرة بإفريقيا، و الولوج الي القارة من خلال حل الأزمات من جهة و الاستثمار و الشراكة التجارية من جهة أخرى.
و قد صرح ترامب خلال لقاء جمعه لأول مرة مع زعماء افارقة من السنغال، موريتانيا، ، غينيا بيساو و ليبريا في البيت الأبيض، بأن إدارته في إطار علاقاتها مع القارة السوداء.. سوف تنتقل من مربع العون الي مربع التجارة.. Shifting from Aid to Trade.
هذا و لم يخلو اجتماع القادة الأفارقة الخمسة من مغازلة للرئيس ترامب.. حيث قالوا له.

(( أنت تستحق جائزة نوبل للسلام ))!!
و لعل ما يهمنا في معرض هذا اللقاء،، ان ترامب أعرب عن خططهم لاحلال السلام في أفريقيا التي تشهد بعض النزاعات و سمي في هذا الصدد بصفة خاصة السودان و ليبيا ، بإعتبار أن السلام يؤسس للانطلاق نحو الشراكة مع كل القارة الإفريقية..
هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها ترامب بنفسه علي الخط،، فيما يتعلق بالحرب في السودان… و هو موقف جاء في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الأميركي و المبعوث الأمريكي لافريقيا علي هامش لقائهم مع قيادات من الكنغو الديمقراطية و رواندا و نجاح واشنطن في وضع حد لحرب بين البلدين استمرت لثلاثين عاما.
فقد اتفق كل من روبيو كوبي الأصل و بولس لبناني المنشأ ، أن وجهتهم القادمه ستكون السودان..
و ما أكده في هذا الصدد المبعوث الأمريكي ان اجتماعا للرباعية عن السودان يضم معهم مصر ،السعودية و الامارات سيلتئم مقبل الأيام في واشنطن..

يبدو أن الافارقه قد أخذوا مسافة من أوروبا و عزموا العقد على عقد شراكات تجارية و استثمارية مع الولايات المتحدة الأمريكية. و قد عبر عن ذلك احد الأفارقة حيث وصف اوروبا بعدم المصداقيه في تعاملها مع إفريقيا.
و لعل نهج ترامب في مجال العلاقات الخارجية ذي النظرة التجارية القائمة على عقد الصفقات قد فتحت شهية الأفارقة.. الأمر الذي جعلهم خلال اجتماعهم مع ترامب يعددون فرص الاستثمارات الضخمة في بلدانهم خاصة في مجال المعادن و البترول و الغاز. الرئيــس السنغالي ذكر على سبيل المثال ان لهم احتياطات غاز كامنة تصل الي 900 مليار متر مكعب.

و لا يخفى على احد ما حبا الله السودان من موارد طبيعية و امكانات استثمارية كامنة في ظاهر الأرض و باطنها.فهو من الدول القلائل جدا في العالم تجتمع فيه كل مصادر الري من أنهار و أمطار و مياه جوفية. و مئات الملايين من الأراضي البحر. و ثروة حيوانية و زراعية و معدنية و امكانات غير مسقلة بعد في مجال البترول و الغاز في البر و البحر.. تفوق امكانات غالب الدول الأفريقية..
و لم يفت ذلك على ترامب الذي ركز على ضرورة احلال السلام في السودان كي يدخل في شراكات تجارية و استث
علي حد قوله.
و الكل يحدوه الأمل في وقف هذه الحرب العبثية المدمرة التي قضت على الأخضر واليابس، علي الشجر و الحجر. حتى يتمكن من استغلال موارده و توفير مناخ معافي و حكم راشد.. يشجع على شراكات دولية للفاىدة المشتركة كما صرح ترامب في لقائه الاخير مع خمسة من القادة الأفارقة..
و لعل متلازمة فشل النخبة السياسية في السودان عسكر و مدنيين، منذ خمسينات القرن الماضي ، و متلازمة خطاب الكراهية و عدم الإعتراف بالآخر هو الذي جعل الباب مواربا أماما الحلول المستوردة.و خير مثال لذلك اتفاقية إدريس ابابا عام 1972 في نظام مايو. اتفاقية فرنق الميرغني 1988 قبيل أنقلاب الإنقاذ..
و عدد من اتفاقيات السلام في عدد من الدول العربية و الافريقية في عهد الانقاذ.. مع حركات التمرد في الشرق و دارفور و المنطقتين و الجنوب. و لعل أهمها اتفاقية نيفاشا التي افضت الي انفصال الجنوب.. و أسمرا و ابوجا و انجمينا مثني و ثلاث.. و الدوحة.. و غيرها. حتى في الفترة الانتقائية تم التوقيع على اتفاقية السلام في جوبا.!!!!!!
فلماذا يا تري ننتظر ترامب كما فعل غيرنا، ،و أن يحتكم الكل الي صوت العقل، و العمل في توافق سياسي و إجماع وطني للتوصل الي حل للأزمة،. حل بملكية سودانيه…. ننقذ به ما يمكن إنقاذه في وطن علي شفا جرف من الانهيار التام! ؟؟

 

 

 

 

 

 

الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية سبق و ان اهتمت بشراكتها مع الدول الأفريقية خاصة من خلال القطاعين الخاص و العام.

فأول قمة جمعت إفريقيا مع أمريكا ، حرم منها السودان في عهد الإنقاذ إبان ولاية أوباما ، أغسطس 2014.
كما غاب السودان عن القمة الأمريكية الإفريقية بدعوة من الرئيس بايدن في ديسمبر، 2022، و في الدورة 14 لقمة الأعمال الأمريكية الإفريقية التي انعقدت في مراكش،،يوليو 2022. حيث تركزت المباحات حول تعزيز العلاقات الصناعيه و التجارية و الاستثمارية بين أمريكا و إفريقيا.
تواصل حرمان السودان من المشاركة في كل هذه الفعاليات الأمريكية الأفريقية ،،، بسبب انقلاب اكتوبر 2021. حيث لم يشارك في القمة الاقتصادية الأمريكية الإفريقية التي عقدت خلال الفترة من 22 الي 25 يونيو المنصرم ، اي في ولاية ترامب. و حققت صفقات بلغت قيمتها 2.5 مليار دولار.. و التي سجلت حضورا غير مسبوق حيث حضرها 12 رئيس دولة أفريقي

 

 

 

 

مزيد من التفاصيل حول غياب السودان في هذه القمم التي جمعت أمريكا مع دول الإتحاد الافريقي و 6 دول غربيه أخرى من شركاء التنمية.. خلال الأربعة أعوام الماضية التي اعقبت أنقلاب اكتوبر 2021.. في تقرير تفصيلي لاحق ان شاء الله.
.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى