تقرير : الكاظم هارون
منذ إندلاع النزاع، إستغلت الحركة الإسلامية الأزمة لتحقيق مصالحها السياسية، دعمها للبرهان يُنظر إليه كجزء من إستراتيجيتها المخفية للعودة إلى الواجهة بعد سقوط نظام البشير أبان مظاهرات وعصيان مدني منظم من تجمع المهنيين والحرية والتغيير “قحت”.
تحالف البرهان مع الإسلاميين: عبء أم ضرورة؟
تحالف البرهان مع الإسلاميين جعله رهينة لمصالحهم، مما أدى إلى تقويض إستقلاليته، هذا الإرتباط يضعف صورته أمام المجتمع الدولي، ويعقّد محاولاته للخروج من الأزمة.
إنعكاسات العقوبات على المشهد السوداني
السؤال المتكرر: هل تستطيع العقوبات أن تُغير إستراتيجية البرهان، أم أنها ستدفعه لمزيد من التورط مع الإسلاميين وتعميق عزلته؟
ردود الفعل على العقوبات الأميركية
وصفت الحكومة السودانية العقوبات بأنها غير عادلة ومبنية على معلومات مغلوطة، في المقابل، ترى بعض الجهات الدولية أن هذه الخطوة قد تكون دافعاً لجعل الأطراف أكثر مرونة في التفاوض الذي توقف عند جدة.
تداعيات العقوبات على السودان
على المستوى السياسي، تزيد العقوبات من حدة الإنقسامات بين الأطراف المتنازعة وتُصعّب فرص الوصول إلى حلول دبلوماسية.
إقتصادياً، تزيد القيود المفروضة من الضغوط على الجيش، مما يُقلص موارده ويحد من قدرته على تمويل عملياته.
أما إجتماعياً، فإنها تُعمّق مشاعر الإحباط بين السودانيين، الذين يعانون من تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية.
المسار نحو السلام: تحديات ومعوقات
إن حل الأزمة السودانية يتطلب تجاوز العقوبات كأداة ضغط وحيدة، والعمل على تفعيل مبادرات دولية وإقليمية أكثر شمولاً، تضمن إشراك كافة الأطراف في عملية سياسية جادة وترك الأجندة الشخصية والحزبية لبناء الوطن وحقن ما تبقي من أرواح الشعب العزل.
المعارضة المدنية تحتاج إلى إعادة تنظيم صفوفها لتكون قادرة على تقديم بديل سياسي موثوق يلتف حوله السودانيين من ثم الشروع في إعادة هيكلة الجيش تبدو ضرورة ملحة لضمان تقليص تأثير الأيديولوجيا الإسلامية على المؤسسة العسكرية ومؤسسات الدولة بشكل عام.
المجتمع الدولي مطالب بإيجاد توازن في الضغوط على الأطراف كافة، لضمان إستجابة شاملة تؤدي إلى تسوية عادلة ومستدامة للسودان.
نهاية مفتوحة على إحتمالات مختلفة
يجد البرهان نفسه أمام مفترق طرق، بين الأستمرار في التحالف مع الحركة الإسلامية، الذي سيزيد من عزلته، أو إتّخاذ خطوات جريئة للأنفصال عن هذا التحالف والدخول في تسوية سياسية شاملة، وفي كلتا الحالتين، فإن مستقبل السودان سيظل معلقاً على قدرة جميع الأطراف على تجاوز صراعاتهم الضيقة، والعمل نحو تحقيق أستقرار حقيقي في البلاد يلبي طموحات الشعب المجروح.
