طول أمد الحرب يسهم في تمدد المجاعة بالسودان
بورتسودان – علي الأسباط
أسهم طول أمد الحرب في تمدد المجاعة بمدن سودانية عديدة، وأصبحت أوضاع السكان تتفاقم يوماً بعد آخر دون وجود لحلول في الأفق، خصوصاً بعد توقف الأعمال اليومية وعدم صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص لأكثر من 20 شهراً، فضلاً عن أزمة وصول المساعدات الإنسانية.
إلى ذلك، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، مع 1.7 مليون شخص في البلد إما يعانون الجوع أو هم معرضون له، وإضافة إلى ذلك، يعاني نحو 26 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي في البلاد.
أزمات عديدة
يقول المتخصص في الشأن الاقتصادي الطيب حسين لـ (ترياق نيوز) إن “دخول الحوب لمناطق جديدة أدى إلى تفاقم الأوضاع بصورة كارثية خصوصاً شرق الجزيرة وشرق وشمال كردفان، ونتج عن ذلك نزوح آلاف السكان في ظل ظروف صعبة للغاية، لا سيما عدم وجود المأوى والغذاء والعلاج.
وأضاف أن “فشل الموسم الزراعي في مناطق الإنتاج بولايات الجزيرة ودارفور وكردفان أسهم في تمدد المجاعة في مدن عديدة بالبلاد.
وتابع “تسببت الحرب في عدم تمكن غالبية المزارعين من ممارسة النشاط خلال عامين، وهو مؤشر خطر يؤدي إلى تفاقم أزمة المجاعة بصورة كبيرة.
وأشار المتخصص في الشأن الاقتصادي إلى أن “قرار قوات “الدعم السريع” القاضي بمنع المحاصيل الزراعية والمعادن الإستراتيجية وسلع أخرى إلى مناطق سيطرة الجيش السوداني، إلى جانب منع التصدير، عوامل أدت إلى تردي أوضاع سكان ولايتي كردفان ودارفور بصورة غير مسبوقة، نتيجة عدم التمكن من بيع المحاصيل الزراعية بسبب الركود وقلة الأسعار.
ندرة السلع
يقول المعلم حسين سلمان لـ (ترياق نيوز) إن “توقف أعمال المواطنين في ولاية جنوب كردفان لأكثر من عام ونصف العام أسهم في عدم قدرتهم على مواجهة ارتفاع الأسعار وندرة السلع الاستهلاكية، بالتالي تزايدت موجات المجاعة بصورة غير مسبوقة.
وأضاف أن “انعدام الأمن في الطرقات بسبب الحرب أدى إلى عزوف التجار عن العمل لأن البضائع تأتي من مسافات بعيده، مثل ولايات كردفان التي تعتمد علي البضائع التي تأتي من منطقة الدبه في أقصي شمال السودان عبر شارع ترابي تستغرق أيام لتصل الي منطقة الخوي ومنها إلى الفوله وأبوزبد والدبيبات.
وتابع : هذه الأوضاع أسهمت في ارتفاع أسعار السلع الغذائية بجانب معدلات الفقر والبطالة، وكذلك هناك ندرة وشح في الوقود، مما ضاعف من أسعار المواد الغذائية.
مأساة الجوع
يقول المواطن سامي فرح لـ (ترياق نيوز) : بعض الناس في ولاية جنوب كردفان اضطروا إلى أكل أوراق الأشجار من أجل سد الرمق بسبب ارتفاع أسعار الذرة والقمح لأرقام قياسية، إذ بلغ سعر الجوال 250 ألف جنيه سوداني، بخلاف الحاجات اليومية الأخرى.
وناشد منظمات الأمم المتحدة العاملة في السودان بضرورة الانتباه لخطورة الوضع الحالي، والتدخل العاجل لتوفير الإغاثة الإنسانية والمواد الغذائية بشكل خاص للمواطنين المحاصرين.
ونوه إلى أن “ربات المنازل يعتمدن على جمع أوراق شجرة اللالوب بغرض طبخه مع إضافة بعض الملح والبهارات وتقديمه كوجبة شبه يومية.