اعمدة

الجميل الفاضل .. يكتب.. (عين علي الحرب ).. سؤال المرحلة؟!

 

 

 

    نعم.. أسئلة السودان، لا زالت هي نفس الأسئلة، لكن تري هل إجابات أهل السودان، لا زالت هي نفس الإجابات؟ أم أنها قد تغيرت؟.
إنه سؤال أتصور علي أية حال، أنه سؤال المرحلة، هو سؤال ربما يعيدني الي حكاية مشهورة تقول: ان “ألبرت أينشتاين'” كان قد وزع لطلابه امتحاناً، كان قد أعطاه لهم من قبل بذات الصيغة، وبذات الاسئلة.
بيد أن مساعده عندما لاحظ هذا الأمر، سارع إلى تنبيه انشتاين بأن هؤلاء الطلاب قد خضعوا لذات الأُمتحان كما هو حرفيا.
فابتسم العالم الكبير، قائلا لمساعده: حسناً، لقد تغيرت الإجابات، وإن لم تتغير الأسئلة.
لكن البعض يري أيضا أن الأسئلة الجيدة، هي التي تخلق حياة جيدة، وعليه فإننا إذا أردنا أن نغير حياتنا، علينا بالضبط أن نغير قبلها، الاسئلة التي درجنا علي طرحها.
فقد حاول الكثيرون في وقت سابق، ومن بينهم أو علي رأسهم الراحل الدكتور “جون قرنق” عراب فكرة “السودان الجديد”، إعادة طرح سؤال الحكم في السودان، علي صيغة تختلف.. صيغة تنأي به علي الأقل، عن حالة الأشتباك المقلق، بسؤال الهوية المعقد.
ولذا فقد دعا قرنق وآخرين لصرف الأذهان عن سؤال من يحكم السودان؟، بالقفز الي سؤال كيف يحكم السودان؟.
رغم أن الحرب الحالية، بل وحتي الحرب التي نشبت في جنوب السودان عقب الانفصال، كلا الحربين قد اعادتا علي نحو ما، ذات السؤال القديم المتجدد.. من يحكم السودان؟ وكذلك بالطبع من يحكم جنوب السودان.
من واقع تصدر أطروحة القضاء علي “دولة 56” لشعارات حرب السودان الحالية، والرغبة القديمة المتجددة لدي اثنيات اخري، في كسر هيمنة واحتكار عشيرة “الدينكا” للمناصب العليا والمهمة في دولة جنوب السودان.
فالاسئلة ـ اي اسئلة كهذه ـ هي في الحقيقة أبنة الواقع، الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال القفز عليه، لمجرد أمنيات لا تعدو أن تكون ترفا ذهنيا، لا يسمن ولا يغني من جوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى