اعمدة

الجميل الفاضل .. يكتب.. (عين علي الحرب).. سقوط القدوة !

   

 

 

 

   يقول أهل الذكر: “أن العارف هو من عرف النهاية منذ البداية”.
ويظن عامة الناس، أن الأقدار من شأنها دائما، أن تعمي الأبصار.
بل وأن تصم الأذان كذلك، بما يحول بين كل “مكتولة” وسماع صياح الصائحين لها، ولو من باب الالتزام بواجب تنبيه الغافلين، الذي يحتمه عرف أهل السودان.
المهم فإن مدبر هذا الكون لم يخف عن عباده، أنه قادر علي أن يحول حتي بين المرء وقلبه، وعلي أن يسلب عقل ولب أيا من يشاء، لأي شأن، قدر أو شاء.
فضلا عن أنه سبحانه وتعالي هو “مقلب القلوب” وموليها، الي حيث ما شاء، متي شاء، لبلوغ أمره غاية ما يشاء.
ولعل من مفارقات أمس المدهشة، أن “طبيب العيون” بشار الأسد قد عجز عن أن يري أبعد من أرنبة أنفه، رغم أن شركاء “استانة” من حلفائه، كانوا يرون جميعا شبح نهاية ملكه، أو قل ملك “آل الأسد” الوشيك.
إن نزع الملك علي أية حال لا يختلف كثيرا في تفاصيله، عن نزع الروح الذي يجري علي هذه الخطي والمنوال.
“فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ، وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ، وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ، فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ، تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ”.
وهو كذلك نزع الملك الذي لا يملك ملوك ورؤساء دول الأرض طرا، بجيوشهم واستخبارتهم وحكوماتهم، إمكانية إرجاعه لو أنه في النهاية نزع، أو بلغت روحه الحلقوم علي الأقل، كحال نظام بشار في خواتيم أيامه بدمشق.
المهم فإن سقوط نظام ديكتاتوري عتيد كنظأم “آل الأسد” في سوريا، ليس حدثا عاديا تعدو به الريح كيفما اتفق، بما كان يمثله من نموذج وقدوة ظل يحتذيها كل مستبد من المحيط الي الخليج.
وليس آخرهم بالطبع “الجنرال البرهان” الذي روي طه عثمان إسحاق القيادي بتنسيقية تقدم: “أن البرهان ذكر لنا أنه يمكن أن يحول الوضع مثل سوريا وبعد تدمير البلاد سوف يحتفظ بالسلطة ويتعامل مع العالم مثلما فعل بشار”:
وكشف طه عثمان، عن اجتماعهم مع قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، قبل الحرب لمناقشة الاتفاق الإطاري، وضرورة المضي في التزامه وتوقيعه عليه، تفاديا لمواجهة الدعم السريع.
وكان “طه عثمان” قد أورد في تدوينة على “فيسبوك”، إن “البرهان”، ذكر لهم أنه يمكن أن يحول الوضع مثل سوريا وبعد تدمير البلاد سوف يحتفظ بالسلطة ويتعامل مع العالم مثلما فعل بشار، متسائلا: “كيف انتهى الحال بـ بشار يابرهان؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى