الفي الصورة ده ” الرشيد جلال” بنناديه في الحي (ترطيبة).. زول هادئ شديد.. وظريف ونضيف في لبسه وشياكة وقوامه فارع وجسمه رياضي وزول بستحمل أي مجهود شاق .. لعاااااب في الكورة وسط متقدم زي السم .. وحلاق رهيب عديل كده وعنده صالون مشهور بيه.
الرشيد زيه وزي اغلب الناس البتلعب كورة في حلتنا ” كوبر” دخل مع واحدة من الوحدات العسكرية كلاعب كورة في دوري الوحدات العسكرية، اهو مصدر دخل اضافي يساعده في حياته، خاصةً إنه تزوج قبل فترة وعنده أطفال وزوجة بحبها وبتكلم عنها بحب طوالي.
يلا لمن قامت الحرب الرشيد اخد أسرته وطلع وبرضو زي اغلب ناس حلتنا مشوا الحاج يوسف قعدوا هناك لأنه الدعامة ما انتشروا فيها الوقت داك على أمل الحل القريب، لكن بما إنه كان خيار بعض الناس (بل بس) استمرت الحرب واستمروا ناس حلتنا مبلولين هناك.
العجيب إنه أي زول بعرف الرشيد بحترمه وبقدره واحتمال كبير يحبه لكن حصلت حاجة مخزية شديد والله .. واحد من شباب حلتنا إنضم للدعم السريع برتبة (شفشاف) بلغ عن الرشيد إنه عسكري جيش فاعتقلته المليشيا نهايات السنة الفاتت.
أمس بالنهار في شخص اتصل بشقيقه وعرف نفسه ومحل اقامته واخبره إنه كان معتقل مع اخوه وقال ليه: الرشيد توفي في المعتقل يوم 26 رمضان الفات بسبب الجوع والعطش والوضع المزري في المعتقل، وإنه لمن حس بدنو أجله اداه رقم اخوه (كان بلعب في الهلال) ووصاه يبلغ اسرته السلام والمحبة وخبر وفاته وطلّع الدبلة من صباعه وقال ليه سلمها لزوجتي.
هسي حلتنا كلها موجوعة شديد وما عارفين يبكوا ولدهم الميت والا ولدهم الخائن.
وفي تقديري إنه في خيانة بتوجع أكتر من الموت ذاته، والحرب كشفت لينا حقيقة مجتمعنا المخفية.
وكمان خيار (بل بس) ده كعب شديد .. شديد ياخ لمن تعاين لثلاثة اطفال زي شفع الرشيد ديل اتحرموا من إبوهم اقلاها في عامه الأخير ده بسبب دعمك لاستمرارية الحرب.
ربنا يتقبل الرشيد ويجعله مع الشهداء وكل الابرياء الماتوا في الحرب دي، ويفك قيد كل الأسرى، ويخفف الحزن والأسى عن كل الكرام الأذلتهم واهانتهم حرب التفاهة دي.
إنا لله وإنا إليه راجعون.