أقسم بالله أنني أكتب لك هذه الرسالة بحكم الرفقة الطويلة والصداقة والعيش والملح. أكتب لك بكل صدق وأمانة، وأقول لك ما لم يقله الأقربون الذين ورطوك في حرب خاسرة، نعم خاسرة، وأنت أول الخاسرين فيها. وعلامات الواقعة هي التالية:
1. **موقف الحياد**:
لو حاولت تذكر وإعادة شريط الحرب من البداية، ستجد أن موقف الحياد الذي اتخذته مبكراً كان موقفاً صحيحاً. كان يتيح لك التحرك بحرية لخدمة أهلك وكل الإقليم، وأوكلت بموجبه لك وللقوات المشتركة مهمة حماية القوافل الإنسانية والتجارية وحماية الأسواق والمرافق العامة. وفوق كل ذلك، كان الحياد يدخر لك قواتك ويجنبها خطر الفناء في حرب يتركك فيها من تتحالف معهم وحدك ويتفرجون على عملية انتحارك أمام أسوار الفرقة السادسة مشاة.
2. **الحملة الإعلامية**:
لو تتبعت الحملة الإعلامية التي تشن ضدك، لعلمت بكل سهولة من يديرها ويمولها. إنهم، يا صديقي، من تتحالف معهم وتقاتل من أجل عودتهم. سلطوا عليك كتابهم الصحفيين وجعلوك مادة يومية للسخرية والتندر. هم من سهلوا لك الظهور على شاشة قناة الجزيرة مباشر، وهم من وجهوا لك الأسئلة المحرجة للنيل منك وكسر كبريائك.
3. **من يقفون بجوارك**:
لو وقفت دقيقة واحدة ونظرت حولك، لعلمت أن مصيبتك في من يقفون بجوارك من كيزان حركة تحرير السودان. فهم من ورطوك في أجندة النظام القديم وجعلوك طرفاً في حرب ليس لديها مشروعية أخلاقية، وجعلوك حليفاً لمن قام بأبشع جريمة في العصر الحديث، ألا وهي الإبادة الجماعية في دارفور.
يا صديقي، اسمع نصيحتي واسحب ما تبقى من قواتك من مدينة الفاشر، وابحث عن صيغة سلام تحافظ بها على قواتك وتحقن بها دماء أهلك. ما زال هناك متسع من الوقت لفعل ذلك، أما إصرارك على خوض حرب خاسرة لا يعرف فيها مقاتل حركة تحرير السودان لماذا يقاتل، فلن تجني منها سوى الندم عندما لا ينفع الندم.
يا صديقي، لا يغرك ما يزينه لك بعض الصحفيين الكذبة بجعل أقوالك مانشيتات لصحف صفراء فاقع لونها، مثل ما قلته بأن الفاشر سوف تكون مقبرة للدعم السريع. هل تصدق؟ ذات الصحفي الذي يروج حديثك هذا هو في الأصل صحفي رياضي درجة ثانية، كان يكتب ذات المانشيت في صحيفته الرياضية عندما كان ينازل المريخ الأشانتي، فيكتب بالأحمر العريض: “إستاد الخرطوم سوف يكون مقبرة للأشانتي”. للمفارقة، يتم هزيمة المريخ بثلاثة أهداف مقابل صفر، ولا يصبح إستاد الخرطوم مقبرة ولا يحزنون.
يا صديقي، كل اشتراطات الفاشر تشير إلى أنها الواقعة التي سوف تكون نقطة تحول ومنعطف كبير لتأسيس جديد، إما سلماً أو حرباً. اتخذ القرار الشجاع وأعلن توقف القتال في الفاشر اليوم قبل الغد. إني لك من الناصحين.
أخوك،
أسامة سعيد