بدأت الحرب وإنكشف قناع شركاء الدم وإنتهى دور الشراكة الزائف والتمثيل الفطير على مسرح الكوميدياء السوداء بعد أن أذاقوا الشعب مر العذاب ابتداء من مجزرة فض الإعتصام في مثل هذا التوقيت في نهاية شهر رمضان وعلى مشارف العيد وبعدها استمروا في سفك الدماء حيث قمعوا المتظارهين السلميين وسالت دماء الشهداء والجرحى حتى كان الإنقلاب البرهاني المشؤوم الذي سألت الدماء من بعده أكثر مما كانت وامتدت يد البطش والتسلط في كل مكان ولكن بدأت بوادر الخلاف تظهر للعلن بعد تصريح قائد قوات الدعم السريع حميدتي ونائب رئيس مجلس السيادة البرهان حيث وصف ما جرى بالإنقلاب (عكس وصف البرهان بأنها ثورة تصحيحية ) وصرح بندمه على المشاركة فيه .. هنا بدأت المواجهة الناعمة والتمثييل المفتعل في نفس الوقت بين شركاء الدم بأن أمورهم على ما يرام وأن الدعم السريع من رحم القوات المسلحة وأشياء من هذا القبيل ومن قبل لن ننسى تغزل البرهان في قوات الدعم السريع ووصفها بأنها من رحم القوات المسلحة وانها حامية للثغور وللمواطنين بينما الآخرين نائمين وقال أنه لاينكر دورها في تثبيت هذا البلد إلا مكابر أو منافق ولكن هذا الحال لم يستمر طويلاََ عندما اقتحمت قوات الدعم السريع مدينة مروي (عش الدبابير) وتغير الحال وانقلب المشهد رأساََ على عقب حيث تعتبر مدينة مروي خطأ احمر ومنطقة تقاطع مصالح إقليمية حساسة لا تخفى على أحد
هذه الحرب ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بمصلحة الوطن والمواطن وإنما هى حرب مصالح بين غريمين يسيطروا على دولة مستلبة ومواطن مغلوب على امره في ظل فراغ سياسي عريض ومكوِّن سياسي ضعيف هش منقسم مما أفسح لهم المجال والحركة بسهولة ويسر .. ولذلك ترى أن كل طرف يستقطب الجانب العاطفي والوطني للشعب بالإيحاء بأنه يخوض الحرب وفق الاجندة الوطنية والمصلحة العامة .. لابد من الوعي كل الوعي بأن هذه حرب ليس فيها قدسية لطرف وأن المتضرر الأكبر هو الشعب .. في هذه الحرب ليس هناك منتصر .. الخاسر والمنتصر سواء .. لابد أن يكون الرهان وحدة الصف وإستدارك الوعي على مستوى الشارع بأنه لن تعنينا حرب المصالح بينكم وإنما يعنينا الآن وقف الحرب فورا وعلى الشعب ألا ينسحب وراء تيارات الإستقطاب والإنحياز لطرف مهما علا هتافه الوطني الزائف .. من يراهن على البرهان ولو مرحلياََ بإعتباره قائداََ للجيش القومي فهو واهم لأن هذه المعركة إفتعلها التيار الإسلامي داخل القوات المسلحة (المؤتمر الوطني) وفقا لتقاطع مصالحهم مع العملية السياسية التي على وشك ان تتم وهم الخاسر الأكبر منها وفي هذه الحالة يصبح قرار الجيش ليس وطنيا وأنه صنيعة هذا التيار حيث لعب على طبيعته القومية المفترضة والتي تمت أدلجتها منذ فترة ليست بالهينة خلال حكمهم الطويل إبان فترة الإنقاذ واعتقد أن هذا لن ينطلي على وعي الشارع السوداني لأن هذه حرب ليست من أجل مشروع وطني بل هى حرب من أجل مصالح فئة ومن أجل إستعادة مشروعها السياسي المحروق والذي لايمكن أن يلقى قبولاََ من جديد مهما جربت كل السبل بل هى الآن تذهب إلى حتفها ما في ذلك شك وبالمقابل أيضاً ان قوات الدعم السريع هى صاحبة اجندة خاصة في طموحها المعروف نحو تعزيز وجودها مهما تعالى صوت قادتها بدعم الإنتقال المدني الديمقراطي وإصلاح المؤسسة العسكرية لأن قادة الدعم السريع أدركوا ضرورة وجود حاضنة سياسية مقابل شريكهم في الحكم القوات المسلحة والتي يسيطر عليها المؤتمر الوطني والذي له مرارات من الدعم السريع ودورهم في مغادرتهم للمشهد السياسي .. كما أن الدعم السريع نشأ تحت عباءة الجيش والمؤتمر الوطني ونشأ من أجل حماية أكبر طاغية في تاريخ السودان فلم ولن تكن في يوم من الأيام في أدبيات الدعم السريع فهم للمدنية والديمقراطية .. أما مطالبتهم بإصلاح المؤسسة العسكرية فهى كلمة حق أريد بها باطل لأن هدفهم هو تصفية خصومهم من التيار الإسلامي داخل الجيش إذن الهدف خاص بمصلحتهم وليس من أجل عيون قومية القوات المسلحة .. هنا ندرك ان هذه معركة كسر العظم وليس معني بها الوطن ولا المواطن وإن عزفوا على مسرح الوطنية كل أناشيد الولاء .. الحرب هى الرصاصة الأولى وبعدها حدِّث لا حرج سنجني الويلات وكل العذاب وهذا بفعل فئة أدمنت الدماء والقتل والتنكيل والخراب والملاحظ قبل أيام من إشتعال الحرب نغمة التهديد والوعيد والتلميح الأقرب للتصريح من قبل قادة التيار الإسلامي .. لن يستقيم الأمر إلا بوقف هذه الحرب العبثية اليوم قبل الغد وفوراََ لأن أي يوم وساعة في استمرارها يحمل في طياته تداعيات مؤلمة على مستوى الدمار وفقد الأرواح وتعقيد الحلول .. وربما كان رهان البرهان وأذياله من المنتفعين داخل المؤسسة العسكرية على قوة سلاح الجو وهى نقطة ضعف الدعم السريع ولكن فات عليهم أن هذا السلاح في حرب المدن تقترب قيمته من الصفر وربما من مصلحة الدعم السريع إستعمال الجيش هذا السلاح والذي يؤدي الى سخط الشارع على الجيش خاصة إذا إستعملها لضرب اهداف داخل المدن فسيكون مكسب للدعم السريع .. وحتى لو ضرب الجيش مقار قوات الدعم السريع فهذا ليس كافيا لحسم المعركة لأنهم يمتلكون مضادات روسية الصنع ستؤدي الى تحجيم مستوى الخسارة كما أنهم سينسحبون اكثر داخل المدن ويزيدوا من دائرة إنتشارهم مما يزيد من مستوى الخسائر على مستوى فقد الأرواح ويقلل من فاعلية حسم المعركة أو ترجيح كفتها .. إنها كارثة حقيقية لن يدفع ثمنها الجيش ولا والدعم السريع إنما المتضرر الأول والاخير هم المواطنين حيث هم من يفقدوا الأرواح ومُقدَّرات البلاد .. الآن تتم تصفية الحسابات بين فرقاء اليوم شركاء الأمس على أجساد وأرواح العُزَّل .. ما يحدث الآن هو نموذج حى لتطبيق سياسة الأرض الحروقة وبحذافيرها .. الحرب لن تقتصر على الخرطوم وستمتد السنتها لأغلب مدن السودان وخاصة تلك التي لها حساسية وخصوصية وقابلية أكثر من غيرها في غرب وشرق البلاد .. لمصلحة من هذه الحرب ؟! لمصلحة المؤتمر الوطني !! ومن أجل إعادة ترتيب المؤتمر الوطني لحساباته يقضي على ما تبقى من الأخضر واليابس وللأسف كما جاء في بيان القوات المسلحة البيان الذي يستحي منه كل من له ذرة وطنية البيان الذي كان بمثابة الطلقة الأولى لإشتعال الحرب .. لن تستطيعوا تصفية حساباتكم تحت عباءة الجيش ولن يكون الشعب السوداني هو وقود الحرب وستندهشوا من مستوى الوعي لهذا الشعب وسيكون هذا الذي فعلتوه بأياديكم الآثمة هو آخر المطاف وهو ختام تاريخكم الأسود في تاريخ الوطن الحبيب وسيكون هو مرقدكم ومثواكم الأخير وحتفكم الذي لا مناص منه ..
مهما كانت تداعيات هذه الحرب وإفرازاتها لأي فصيل من الفصائل العسكرية المتحاربة سواء كان من قبل الجيش او الدعم السريع حيث رجحت كفته او إنتصر فلن نقبل بأي حكومة عسكرية تحت أي مسمى من مسميات التخدير على شاكلة حفظ الأمن وضرورة المرحلة وغيرها هنا لابد من مقاومتها بكل أشكال المقاومة وبضراروة وهذا هو السيناريو المتوقع في ظل قراءة الأحداث الحالية .. لابد أن تتوحد كل قوى الثورة وان تقف سداََ منيعاََ لإحباط هذا المخطط الذي تخطط له قوى الشر .. إن لم نتوحد اليوم فمتى نتوحد ؟؟
ومضة:
هى روح مُتعبة بفوضى الجسد مُنهكة بفكر العقل ووعي السؤال …….
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more