ما اقصاها من لحظات نعيشها وكأنه مشهد درامي مميت من الحياة لابد لنا أن نشاهده ونعيشه..
قصص الصراخ تحت انقاض الركام وواجاع الأمهات بل أنين الاطفال حتى الميت الذي تبقى له ثانية من الموت كان يشهق شهقه الأخير ليقول للعالم هل من مجيب؟
رأينا الوجع يتسلل فينا وكأنه مرض متفشي لابد لأوصال أجسادنا أن تتذوقه ليدركه الموت كرحمة من رب السماء لهذا الجسد المتهالك من العذاب.
لقد خذلنا العالم ياأمي وليست المرة الأولى التي فيها نستغيث العالم ونجد اللاجابة منه.
هل تصدقي يا أمي إني رأيت في هذه الكارثة العظيمة عنصرية مقيته بكوني عربي والآخر تركي أو كردي أو أسود أو أبيض وهي ليست الأولى فقبلها كثير.
حتى الألم يا امي كان لابد له من تفرقة لنشعر بأنه ألم.
ألهذه الدرجة يا أمي نحن أشقياء؟
كنت أسمع عن وامعتصماه تملئ أفواه الموتى واللاجئين والعرب والأغراب لكن لا معتصم أتى ولا إجابه تلقيناها سوى أننا بقينا موتى تحت الأنقاض وأشلاء من الأجساد.
والفاجعة ألامر من هذا كله؟
هي جرأة من يسمون أنفسهم بفنانين ومشاهير بل حكام وسلاطين ليلقوا تفاهتهم على هذه الأرض ويلقون أقل ما يقدمونه وكأن ليس لديهم سواه وهو تعازيهم ومواستهم وهي كالسم على طبق من عسل ما أقبحها من مواساة.
واني لأتعجب من الكرة الارضية كم لها من الهم الهائل من التحمل لهذه الأشكال من العينة النتنه المنافقه من تدعي أنها محبة وموالية وهي قاتلة وفاسقة وفاجرة.
ونرى من الجانب الآخر فئة هم أشبه بملائكة الأرض إلى السماء حين يقدمون الشيء ليس من أجل انه يعنيهم هذا الشأن بل من أجل إن إنسانيتهم ومبادئهم المثلى التي تربوا عليها طغت عليهم قبل أن يكونوا بشرا عاديون.
هكذا هم الإنسان يا أمي أرضا ووطنا وهم خيرمن مثلوا الإنسانية في أبهى صورها.
وعلى الجانب الآخر نجد القبح والحقد بأشد أنواعه ومقته حين تتجلى الصورة في السخرية والتشفي من الضحايا والقتلى على وسائل ما يسمونه بالتواصل الاجتماعي وهي في الحقيقة وسائل التفاهات والإنحطاط في أبهى صورها وكأنهم يقولون دعوا ربكم يحميكم الذي اخترتموه رب لكم ونسوا أيته العظيمة “وتلك الأيام ندوالها بين الناس”.
لم يكن زالزلا مدويا يدمي الأرض والمباني والأرواح بل في الحقيقة كان زالزلا أدمى قلوبنا حرقة من وجع فرقتنا وسخريتنا لبعضنا البعض وكأنه انتصار انتظرناه طويلا لنفرح بخسارة إنسانيتنا قبل إسلامنا أو عروبتنا.
ونسوا جمعيا أن الأديان جمعيها كانت تأمرنا بالرحمة بغيرنا لكوننا إنسان لا عربي أو عجمي أو أسود أو أبيض.
ألهذا الدرجة أصبح القبح في أشد ما يكون لنقول بأننا قمنا وأدينا ما كان واجب علينا.
وامعتمصاه ماتت منذ الأزل ولكن إلانسان كان يأمل أن يجد معتصم واحد لينقذه من ركام الوجع وأنين الآهات.
هناك في عرض السماء فقط وبين عادل لا يظلم أحدا فقط ستكون إلاجابة وستنتهي مهزلة هذا العالم التافه المدعي للإنسانية.
بقلم الكاتبة: ليلى الحيمي