كعادتهم لم يخيبوا ظننا فيهم، لقد صدقوا ما وعدوا به، وما عاهدوا الناس عليه.
فقد كانوا الخميس الفائَت جمالا للشيل كما العهد بهم دائما.
جمالا للشيل يصورها وحي صادق يقول: (وتحمل اثقالكم الي بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس).
انهم جمالا للشيل حقا، تحمل الآن بثبات، وثقة، وصبر، أثقالا كالجبال، اشفقت النخب السودانية المتعاقبة عن حملها، او قل فشلت في حملها، فحملها هذا الجيل السوداني الملحمي الثائر.
حملها هذا الجيل، ولا زال يحملها، إلى بلد هو سودان الغد والمستقبل، سودان جديد ما كنا بالغيه، إلا بشق الأنفس، لولا بروز هذا الجيل الشرس، المقاوم، صعب المراس، في هذا المنعطف من التاريخ.
ليؤكد حقيقة ان الودائع تظل مطوية في الخلائق الي حين مجيء أوقاتها.
وان من طبائع الاشياء ان وقت البذر فيها، غير وقت الانبات الذي ينتظر مجيء سحابة ثورية ماطرة، كتلك السحابة المدارية، التي هطلت ولازالت تهطل، على البلاد منذ العام (٢٠١٨) والي يومنا هدا.
فلو اننا نظرنا الي بسالة وصبر هذا الجيل، الذي كاد ان يصبح افضل امثولة لأية تقول: (ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين).
نستطيع أن نفهم لماذا
حين ينكسر الهواء المر، على رؤوس الناس من عبء الدخان، يقبل هؤلاء الشباب، حفاة راجلين، عراة الصدور، يواجهون خطر الموت المحدق بصمود اسطوري، ليس ثمة صمود مثله؟.
فقد ارتقت في ملحمة الثلاثين من يونيو الماضي، ارواح ثلة من الشهداء الي بارئها، سقطوا بادوات عنف السلطات الانقلابية، التي يبدو أنها قد استندت على جدار ساقط، في شارع الزلزال.
جدار ساقط، أو أنه آيل للسقوط، بدأ الان بعض المستظلين بظله الفرار من تحته، إلى درجة الزعم المفضوح بان عناصرها ستشارك في التظاهرات المناهضة لانقلابهم الذي فرشوا له الدرب بالورد والرياحين، بل وشارك بعضهم عمليا في تدبيره وتنفيذه.
بعض هؤلاء المستظلين الهاربين من ظل انقلابهم المنحسر، كأنما قد عني مثلهم الشاعر محمود درويش بقوله:
(سرقت دموعنا يا ذئب
تقتلني وتدخل جثتي وتبيعها
اخرج قليلا من دمي حتى يراك الليل اكثر حلكة
وأخرج لكي نمشي لمائدة التفاوض واضحين كما الحقيقة
قاتل يدلي بسكين
وقتلي يدلون بالاسماء).
حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا