*نقل جميع الضباط من مواقعهم في مطار الخرطوم والحبس المشدد لضباط الوردية*
*مفاجأة صادمة .. فصل البلاغ بين الراكب والنقيب وتحويل القضية إلى نيابة الجمارك*
الخرطوم-مونتي كاروو _ ترياق نيوز
تطورات متسارعة شهدتها واقعة تهريب الذهب عبر نقيب الشرطة (م.ع.م.أ) التي ضبطها الأمن الاقتصادي في مطار الخرطوم فجر امس الأربعاء 25مايو وانفرد (مونتي كاروو) بتفاصيلها حيث صدرت قرارات صباح الخميس من قيادة الشرطة السودانية بنقل جميع الضباط مدراء الإدارات ونوابهم في مطار الخرطوم إلى مواقع أخرى توزعت بين الولايات ومرافق أخرى في العاصمة خارج مطار الخرطوم في أول رد فعل للواقعة، حيث تم نقل مدير جوازات مطار الخرطوم ونائبه لدارفور والعنصر النسائي بالمطار لادارة السجون وافراد شرطة جمارك المطار لاقسام شرطة عادية بينما تواصل الحبس المشدد لصغار الضباط العاملين في (وردية فجر الأربعاء)، على ان يتخذ ضدهم إجراءات أخرى بعد التحقيق معهم لاحقاً.
وكانت الشرطة قد اقرت بصحة الخبر الذيّ نشرته “مونتي كاروو” امس “الأربعاء” عن ضبط احد منسوبيها برتبة نقيب بشرطة مطار الخرطوم بمحاولة تهريب11 كيلو جرام من الذهب، في رحلة الخطوط الإثيوبية المتجهة إلى دبي عبر أديس أبابا، حيثُ كان يقوم بتسليم الذهب إلى الراكب (ط.م) من داخل بوابة الخروج للبص.
وقالت رئاسة قوات الشرطة في تعميم صحفي إنّ ما حدث يخالف أدبيات وأخلاقيات مهنة الشرطة وقواعد مدونة السلوك الشرطي، ويهزم واجباتنا تجاه حماية الاقتصاد الوطني ومكافحة التهريب. مؤكدةً اتّخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة وإجراء تحقيق شامل دون استثناء، واصفةً الحادثة بالسلوك الفردي، والشخصي.
وفي مفاجأة جديدة حول هذه القضية، حصل (مونتي كاروو) على معلومات تشير إلى فصل البلاغ بين المتهم نقيب الشرطة (م.ع.م.أ) والمتهم الآخر (ط.م) رغم ان الواقعة (قضية تلبُس) جنائي تسقط فيها الحصانة فوراً ويكون البلاغ واحداً للمتهمين، وجاء فصل البلاغ بتحويل الراكب (ط.م) مع الذهب المحرز إلى نيابة الجمارك وتحويل المتهم النقيب إلى إجراءات إدارية خاصة بالشرطة.
وعادة ما تنتهي بلاغات التهريب المحولة إلى نيابة الجمارك بالتسوية مع المتهمين على عكس البلاغات الجنائية التي يتم التحري فيها في قسم الشرطة ثم تحويلها إلى المحكمة كما حدث في واحدة من قضايا تهريب الذهب قبل عامين في القضية التي ضبطها أحد موظفي الأمن والسلامة لشركة بدر للطيران وتم تكريمه من رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك.
وجاءت قرارات نقل ضباط الشرطة في المطار وفصل البلاغ بين المتهم نقيب الشرطة عن الراكب، بعد ساعات قليلة من زيارة نائب المدير العام الفريق مدثر عبد الرحمن لمطار الخرطوم واجتماعه بالعاملين. وكذلك زار اللواء منصور الحاج مدير جوازات الأجانب مطار الخرطوم (مساء الأربعاء) لتقييم الموقف واتخاذ الخطوات المناسبة، وسبق للواء الحاج تسوية كثير من هذه القضايا من خلال وجوده سنوات طويلة في الشؤون القانونية قبل انتقاله لجوازات الأجانب،
وظهر برفقته خلال زيارته لتقييم الموقف، بشكل أثار الدهشة وسط ضباط المطار، العميد شرطة (م) محمد الواثق الذي يعمل مع رجل الأعمال أسامة داوود في إدارة رحلاته بالطائرة الخاصة من مطار الخرطوم، وهو تقاعد من الشرطة قبل 7 سنوات.
وفسرت مصادر شرطية، ردة الفعل في نقل الضباط وفصل البلاغ، بأن الأمر أشبه بالسير في اتجاه بعيد عن حسم القضية حيث يكون التركيز على قرارات نقل الضباط وحبس البعض منهم، وفي نفس الوقت تتم التسوية في نيابة الجمارك بالنسبة للذهب المُهرب ضماناً لعدم الكشف عن جذور القضية والشبكة التي تقف وراء تهريب الذهب كما حدث في قضايا عديدة تم فيها ضبط كميات من الذهب وانتهت إلى تسويات بعيداً عن أقسام الشرطة والمحاكم.