بقلم :الزين كندوة
حسنا فعلت حكومة ولاية شمال كردفان، وإدارة جامعة كردفان، وإدارات مركز ماكلاند، ومركز استشراف المستقبل، ومركز جامعة كردفان للتدريب وتنمية الموارد البشرية، لتبني وتنفيذ ثلاثة دوارت متخصصة في ( حوكمة العمل التنفيذي والمدني والمالي والتخطيطي والتدريبي).
لتناقش الدورة الاولي ( الإدارة الاستراتيجية للتطوير المؤسسي ) والدورة الثانية تناقش( العقود والمنازعات ) والثالثة تناقش ( التخطيط المالي والموازنات).
وبالطبع هذه الدورات جاءت في توقيت مهم اكثر من اي وقت مضي، من حيث الظرف الزماني والمكاني، لان المتوقع منها عمليا او مخرجاتها أو أثرها الباقي هو يجب، أن ينعكس على مستوى السلوك الادائي المهني لعمال الخدمة المدنية والقطاع الخاص بالولاية، لان التعليم والاستنارة بالتعلم الذي يكمن في ضرورة رفع القدرات والاتحكاك المعرفي ، ولعل الآن قيادة الدولة بالولايات، هم قيادات الخدمة المدنية، وهم الضباط الاداريون، (أمناء الحكومات، والمدارء التنفيذيون) بالإضافة إلى منسوبي الخدمة المدنية بالوزارات والمحليات بمعزل عن السياسيين ، وهذا مكسب كبير، ويعتبر تدريب مجاني لهم، ويجب أن لا يفرطوا فيه، في ظل الاضطرابات السياسية والانسداد الافقي الذي تشهده البلاد، لذلك متوقع ان تنعكس هذه الدورات الثلاثة، على رفع القدرات المهنية والقيادية ليصبح الجميع بارعا في التخطيط وإدارة المال وإنتاج المبادرات الخلاقة تواصلا مع المجتمعات الريفية وغيرها ،لينعكس ذلك على تنمية الموارد والمجتمعات الحضرية والريفية، في جميع مناحي الحياة، بخلق المبادرات والتفاعل الايجابي، والمثمر مع التي تقدم من اي جهه ، ويمكن ذلك بالتفاعل الحقيقي مع منظمات المجتمع المدني، على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، ولعل ولاية شمال كردفان تعتبر من الولايات ذات الخصوصية والميز النسبية وفي كل شئ، ولكن يظل التحدي الأكبر ان يتفهم من هو معنى بهذا التفاعل الإيجابي لقيادة التغيير، وسط المجتمعات المتعددة الثقافات، ومصادر الدخل الإقتصادي، وكيفية اسنادها فكريا لتقوية هشاشتها ، عبر مشاريع ذات بعد قائم على الفكر والمنهج السلس…
_ ولكن وبكل اسف ما نراه الان في المؤسسات العلمية والتعليمية، ودواوين حكومة ولاية شمال كردفان، وطريقه العمل التي يعمل بها منسوبي الخدمة المدنية بهذه الولاية، تحتاج حقيقة لوقفات جادة، لأنه حقيقة اذا تحدثت عن الذي يقود المبادرة سوي كان بالمحليات او بالوزارات، تجده هو من يكسرها تكسيرا، وليس يستوعبها إذا لم تأتي من جهته، علما بأنه هو اصلا عاجزا في إنتاجها وطبعا معروف (فاقد الشئ لا يعطيه)..
ثانيا معظم الموظفيين يعملون على تدمير بعضهم البعض، ويعملون على الدوام ضد الشباب الذين لهم رؤية وأفكار قيمة ممكن تساهم في نهضة البلد، ولكن في ظل ديناصورات الخدمة المدنية صعب جدا أن تصل الشابات والشاب لمراكز قيادية، لذلك هذا السلوك من منسوبي الخدمة المدنية، هو السبب الرئيس في زيادة رقعة الفقر بسبب تركيز هؤلاء في الفصل الأول فقط، والحوافز والحفر والدفن لبعضهم البعض ، هذا بالاضافة للمساهمة في تبديد الأموال الموجهه لتنمية المجتمعات الريفية..
وهذا السلوك قطعا هو سيكون معوقا للنهضة، وتحقيق الغرض من هذه الدورات القيمة، لذلك هذا تحدي كبير جدا يعيق الحوكمة وفق المنهج الذي نريد ، وبالتأكيد سوف تحدث مقاومة شرشة حتى لا تتم (الحوكمة) ، لذلك لابد من طريق ثالث هو كالآتي:__
١/ لابد من تشجيع المعاش الاختياري المبكر، وتوفير حوافز ضخمة لكل من يختار هذا الخيار، صحيح الان الدولة تعاني من أزمة إقتصادية ، ولكن من الممكن أن يتم دعم دولي لهذا الخيار تحت بند الإصلاح المؤسسي والحكومة ، لان العالم لا يمكن أن يتعامل معك في ظل هذه (التقاطعات وانهيار الخدمة المدنية ) وأظن التكاليف لم تكون باهظة لان بعض منسوبي الخدمة المدنية الان يكلفون الدولة كثير جدا من الأموال، َمع ضياع الوقت، والتخلص من هؤلاء هو نفسه يضمن لك موارد، طبعا مع ضرورة توفير رعاية اجتماعية لهم ..
٢/ في حال عدم التقدم لنيل المعاش الاختياري المبكر، ممكن يتم تصميم استمارة، وبعد تحليلها يتم منح اي موظف ثبت بأنه معوق، وهم كثر اجازة مفتوحة، ويحضر المؤسسه لصرف مرتبه فقط، أو ممكن تنزل له في حسابه بالبنك ، لضمان نهضة المؤسسة في غيابه..
٣/ لابد من إقامة دورات تدريبية متخصصة لمنسوبي إدارة التخطيط التنموي بوزارة المالية بولاية شمال كردفان، بعد حصرهم ومعرفة ادوارهم بالضبط، واعادة توزيعهم على المحليات والوزارات، لان هناك من هم على درجة عالية جدا من الكفاءة، تخطيطا وتنفيذا وتقويما، ولكن مبعدون من رئاسة الوزارة بفعل فاعل، هذا مع مراجعة إدارة العون الأجنبي، وكفاءة ادائها ، مع ضخ دماء جديدة عليها ، وأظن مدير التخطيط التنموي بالولاية الأستاذ / جبر الدار ابوالنور له قدرة عاليه في إكتشاف العناصر المفيدة لهذه المرحلة..
_ عليه اني اقول ان العالم أصبح قرية، والحوكمة أصبحت هي سلوك عام لتحديد نقاط القوة والضعف للدول، والعالم لم يتعامل مع اي دولة بشكل فيه احترام وهي ليس بها حوكمة لمؤسساتها ، لذلك حتى تكون ولايتنا مرجعا للعلم والمعرفة والاستنارة، في مكافحة الفساد وتطبيق القانون، والبناء المؤسسي عبر الحوكمة ، ويجب أن نستفيد من المادة العلمية التي تقدميها من مركز جامعة كردفان للتدريب وتنمية الموارد البشرية، ومركز استشراف المستقبل، ومركز ماكلاند، وبمباركة من وإلى الولاية الأستاذ فضل الله محمد علي التوم..