بلا شك حاسة ثورة ١٩ ديسمبر لم تخط وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي دكتورة انتصار صغيرون ، وقدمت لمتخذي القرار صور من مولاتها للنظام البائد .. لكنها تجاوزت هذه العقبة بنجاح وتسنمت قمة هذه الوزارة الحساسة .. ثم تسربت مواددتها للكيزان سرا واعترافها الصريح بقدوتها الوزيرة السابقة دكتورة سمية أبوكشوة وكانت الأمانة تقتضي عدم قبولها بالموقع ما دام هي معترفة بأن من سبقوها من عناصر النظام السابق هم أجدر منها ولا تستطيع أن تقدم ما قدموه .. وكان السؤال المحير لماذا الإصرار على إبقاءها رغم التغيير الذي طال وزراء أكفأ منها وثوريتهم لا شك فيها .. ثم تسربت فضائحها وهي تمكن لمحاسيبها بأن يكونوا مدراء جامعات ووظائف عليا ، كأنها تدرك بقاءها لن يطول وإن تم تجاهلها حينا من الدهر ، ويا ريتها أقتدت بقدوتها سمية ابوكشوة التي يشهد لها القاصي والداني بأن مكتبها لم يعتب عليه قريب او حسيب او نسيب ولم يعرف لها فساد سوى أن أنها جزء من طغمة ظلمة عاثوا في الارض فسادا .. صغيرون ماذا فعلت في وزارة التعليم العالي ؟ فعلت فيها كما يفعل ” ديك العدة ” الذي اعتلى قمة الاواني .. بعثرت شمل هذه الوزارة المتماسكة بعلماءها وطلابها الذين يشكلون العمود الفقري لهذا المجتمع .. إبتداءا من الوزارة صغيرون وبمعاونة وكيلها الفاشل تكعيب الدكتور سامي شريف شردت العاملين وعطلت برامج الوزارة التي كانت تعج بها قاعة الوزارة وتركتها ” قاعا صفصفا ” حتى اصبح المبنى الجميل الذي يقع بين شارعي البلدية والجمهورية كوخا مهجورا ، واصبح كبار موظفي الوزارة يطلون على الوزارة من حين الى آخر وهم سائقو ليموزين وامجادات .. وسيكتب التاريخ ل صغيرون بان ابرز قراراتها أنها اوقفت التصاديق الجديدة لإنشاء جامعات وكليات جديدة بحجة تقييم المؤسسات القائمة ولم نر تقييم على مدى عامين ، فقط استمتع اولياء نعمتها من عناصر النظام البائد بتمكينهم في انتشار كلياتهم وجامعاتهم الخاصة المنتشرة على طول البلاد وعرضها .. وعليه لم أندهش لإحتفاء السيدة الوزيرة بصرح مأمون حميدة وثناءها على شخصه ، معزورة والله لم تملك شئ تظهر من خلاله للإعلام ولم تقدم شئ يقدمها سوى صروح عناصر النظام البائد الذين ثار ضدهم الشعب ولم يكن يحسب أن يبتلى بأمثال صغيرون ” صغيرة الهمة ، قليلة الحيلة ، أنانية الهدف وقصوره .. من حق الثوار أن يعلموا بأنك امتداد لتعطيل الدماء الحارة من الطلاب الذين دخلوا الجامعات الخاصة بلاء نشاط طلابي حتى يخرجوا للمجتمع بلهاء كما اراد لهم النظام البائد بحظر النشاط السياسي داخل الجامعات الخاصة ، وأدلجة النشاط في الجامعات الحكومية ، فأنت زدت الكيل كيلا فأصبح لا نشاط في جامعات حكومية ولا خاصة ولا تواصل بين الجامعات بتعطيل مهرجان الابداع السنوي الذي كان يقام .. حقا لو كان هنالك نشاط طلابي ووعي طلابي لما مكثت يوما في هذه الوزارة لأنهم سيدركون حجم الدمار ” الصامت ” الذي مارستيه في هذه الوزارة
.. وسنلاحقك كما تعلمين لم نتحدث بعد عن امبراطورية صندوق رعاية الطلاب ودورك في ” دغمستها ” .. وندأتحداك ان تخرجي في وسائل الاعلام وتتحدثي عن انجازاتك أو انجازك .. غير أنك حولت الوزارة وسورها ل ” مشر غسيل ملابس الطلاب الذين يظنون بأن ثورتهم بلغت منتهاها .. لكنهم تغاجأوا بإحتفاءك بصروح من ثاروا ضدهم وهي خطوة علنية لك لبداية اعترافك الصريح بعلاقتك بالنظام البائد .. ليس العيب في تحديد موقفك الحقيقي لكن العيب وكل العيب أن تكذب افعالك اقوالك وانت دكتورة جامعية قبل ان تكوني وزيرة يجب ان تكوني قدوة لطلابك فالمناصب زائلة .. وتبريرك الاخير عبر البيان الهزيل لزيارتك لجامعة مأمون حميدة لن يشفع لك كثيرا بقدر ما هو كشف قلة حيلتك في الدفاع عن مواقفك المهتزة تجاه الثورة المجيدة .. الثورة باقية والمهتزون زائلون ….
لحظة نسيت حاجة :
بيان نقابة العاملين بالوزارة ضدك لم نعره اهتماما لأنه جاء متأخر ولو كان الوزارة فيها ثوار حقيقين لما صمتوا عليك طيلة الفترة الماضية .. نحن نعلم الثوار فيهم قليلي الحيلة ونعلم فيهم الذين اتهموا بالفساد في العهد البائد ووجدوا منفذا في عهد الثورة لكن الغربال الإلهي لن يجهلهم .. والسايقة واصلة ..