الخرطوم . ترياق نيوز . تقرير _ عبدالباقي جبارة.
.
في مثل هذا اليوم ١٠ مايو ٢٠٠٨م وفي رابعة النهار دخلت قوات حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل ابراهيم العاصمة الوطنية ام درمان في ما يسمى ب ” عملية الذراع الطويل ” حيث دارت معارك بمحلية كرري بالقرب من معسكر خالد بن الوليد التابع لجهاز الأمن الوطني وسقط فيها عدد كبير من القوات الحكومية وقوات خليل ابراهيم كان أبرزهم ضابط الامن الشهير ابراهيم تاج الدين، ثم توغلت قوات حركة العدل والمساواة الى داخل أحياء الثورات وسوق ليبيا ضواحي ام درمان حتى وصلوا شوارع رئيسية في المدينة مثل شارع الأربعين وشارع الموردة حتى وصلت قوات خليل كبري الإنقاذ وتساقط حينها الضحايا من الطرفين كاوراق الشجر ، وتناثرت الجثث في الشوارع ، وطيلة نهار ذاك اليوم سجلت قوات خليل تفوقا واضحا وكان بامكانها الوصول لمباني الاذاعة والتلفزيون وإذاعة ببانها الاول .. لكن اتضح لاحقا بأن قوات خليل كانت تفتقد للقائد الموجه لها والعارف لاحداثيات العاصمة ، لذلك ضلوا كل اهدافهم بمدينة ام درمان وحاولوا جاهدين عبور النيل الابيض عن طريق كبري الفتيحاب الى القصر الجمهوري بالخرطوم ، وكانت الساعة اقتربت من الخامسة مساء حيث استجمعت حكومة عمر البشير قواها وأعلنت حالة الطوارئ وحظر التجوال واستغلت توهان قوات خليل ابراهيم في شوارع ام درمان ، حيث قتلت فيهم ما قتلت واسرت ما اسرت وحاول بعضهم الفرار شرقا عبر الحدود الاثيوبية والاريترية ، وهنالك تم القبض على أبرز قياداتهم على رأسهم الاخ غير الشقيق ل خليل ابراهيم عبدالعزيز عشر ، واودع عدد كبير منهم سجن كوبر ولم يكشف حتى الان عن العدد الحقيقي للقتلى من الجانبين لكن الحكومة السودانية وظفت ذلك لصالحها باعتباره انتصارا كبيرا واقامت معرضا في حوش الخليفة بأم درمان استعرضت خلاله العدة والعتاد من السيارت البكب والاسلحة الخفيفة والرشاشات التي اغتنمتها من قوات خليل ابراهيم .
رغم ان عملية الذراع الطويل لم تنجح في أهدافها لكنها كشفت ثغرات كبيرة في حكومة البشير حيث رجح اغلب المحللين مع وجود شواهد كثيرة بأن قوات خليل دخلت العاصمة بمساعدة من الداخل وبالاخر عناصر محسوبة على النظام ومنهم من اتهم الاسلاميين جناح المؤتمر الشعبي بقيادة الراحل دكتور حسن الترابي ، بالمساهمة في العملية ، لكن الحكومة لم تقل بذلك وان اعتقلت ونكلت بكثير من رموز المؤتمر الشعبي منهم الصحفي المعروف حسين خوجلي ، حيث أغلقت صحيفته الوان وصودرت أجهزتها واودع خوجلي السجن . اما الملاحظات التي رصدها الشارع السوداني بأن قوات خليل لم تستهدف المدنيين او ممتلكاتهم بل هنالك كثير من المواطنيين تعاطفوا معهم وقدموا لهم الاكل والشرب ، وبعد ان فشلت العملية تم إيواء بعضهم . الحكومة من جانبها لم تعترف بالفشل كون قوات تدخل العاصمة نهارا جهارا بل حاولت أن توظف ذلك لصالحها حيث اوحت للرأي العام كأنها كما تبدو نصب كمين واستدراج لقوات خليل لوضع حد لمغامراته ، إلا أن هذا المنطق اعتبر استهتار بأرواح المواطنيبن الذين فعليا سقط عدد منهم بين قتيل وجريح وإن لم يكنوا هدف معني لذاته أي عن طريق الخطأ لكن في النهاية تحولت العاصمة الآمنة الى ساحة معركة حربية بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
رغم مرور حوالي ثلاثة عشر عاما على هذه الحادثة لكن هنالك كثير من الأسئلة تحتاج إلى اجوبه ، خاصة مع تغيير كثير من المعطيات ، أهمها ثورة ١٩ ديسمبر التي اتاحت الحريات بل أبرز قيادات حركة والعدل والمساواة أصبحوا من الفاعلين في المشهد بالحكومة الانتقالية ، فهل يفتح هذا الملف من جديد رغم غياب قائد الحركة وهذه العملية الدكتور خليل ابراهيم الذي اغتيل في عملية لها ملف متكامل لوحدها .. فهل ثصمت قيادات حركة العدل والمساواة الجدد بقيادة دكتور جبريل ابراهيم عن هذه القضايا وتضع هذه الملفات في الاضابير أم تفتحها على مصراعيها لمعرفة الكثير من الخفايا.. لنرى !!