الخرطوم . ترياق نيوز : اماني ابو فطين
حوادث الطيران العسكري التى شهدها السودان منذ بداية حكم الإنقاذ وحتى سقوطه بعد ثورة ديسمبر أودت بأرواح خيرة جنود القوات المسلحة ، وكانت الحكومة حين ذاك تعزو حدوث تلك الحوادث المفجعة إلى الحصار الاقتصادي الذى فرضته الإدارة الأمريكية على السودان بالإضافة للطائرات الروسية المتهالكة ، إلا أن مدير الطيران المدني في الحكومة الانتقالية ابراهيم عدلان قال في حوار لجريدة الجريدة ان السبب الحقيقي لتلك الحوادث ان الحكومة قد غضت الطرف عن إجراءات السلامة، وتأتي الدعوة التى رفعتها أسرة الفريق مالك العاقب كأول سابقة في السودان بعد الثورة المجيدة.
و ذلك عندما دونت أسرة الشهيد الفريق اول طبيب مالك العاقب حاج الخضر الذي أستشهد في حادثة تحطم طائرة في منطقة عدارييل بجنوب السودان في تسعينات القرن الماضي ، دونت بلاغا حنائيا ضد الرئيس المخلوع عمر البشير ونائبه الأول بكري حسن صالح واخرون ، في جريمة قتل الفريق أول طبيب مالك العاقب حاج خضر والذي استشهد في حادثة طائرة عدارييل الشهيرة والتي مضى عليها عشرون عاما وذلك قبل انفصال جنوب السودان.
محامي الاسرة: عناصر النظام البائد تأمرت على الشهيد ودفعت به لحتفه
وقال المحامي الدكتور أنور أحمد محمد طه ان الشهيد مالك دفع به إلى طائرة المواجهةالى عدارييل شرق نهر السوباط ، واضاف ان الجريمة دبرت بواسطة عناصر النظام البائد الذى تآمر على الرجل و دفع به إلى حتفه ، وقال لولا ثورة ديسمبر المجيدة و التى قضت على النظام المشئوم الذى جثم على صدر الشعب السوداني بتضحيات الشباب لما تمتعنا بالحرية لا استطعنا تقديم هذه الدعوة ضد الرئيس و نائبه أو أي جندي، وأضاف في المؤتمر الصحفي الذي نظمه مركز ترياق للخدمات الصحفية اليوم (الاثنين) بفندق براديس ان النظام السابق يجيد و يحسن التأمر والقتل و اذهاق الارواح واحتمت بالدين لتضليل الناس و تخديرهم ، لافتا إلى أن الفريق مالك كان طبيبا بالقوات المسلحة رجل مهني حسب تحرياتنا وليس له اي علاقة بجماعة الإنقاذ بل حدود مهنته في السلاح الطبي، لا ندري ماهي الأسباب بأن يدفع إلى هذه الطائرة المنكوبة، وأضاف لا نعرف من كان يدير الدولة حقيقة خلال 30 عاما الماضية ولكن كانت تدار بالسحل والقتل والتخوين وهذا ما قاد إلى اغتيال الفريق مالك، مشيرا إلى التستر على الحادث والإجراءات مطموسة، لافتا إلى محاولات الأسرة لكشف ملابسات الحادث لم يجدوا غير التعنت بل استكثروا عليهم الفاتحة ، و اعلن طه عن تدوين بلاغ بالرقم (262) لسنة 2021م تحت المادة 47 من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991م بقسم شرطة الخرطوم شمال.
واعتبر طه فتح البلاغ دليلاَ على الحرية التى حققتها ثورة ديسمبر المجيدة، منها الي فشل الأسرة طيلة فترة حكم النظام السابق في الاطلاع على تقرير الحادثة فضلا عن المعاملة الغير لائقة التى عانت منها أسرة الشهيد في صرف معاشه استحقاقاته، النظام السابق ليس لديه إنسانية ويعمل اي حاجة في سبيل البقاء وهى دولة فاسدة وحتى تحمي النظام اليه المخدرات وحلويات المخدرات الشهيرة تؤكد ذلك، مبينا أن العدالة أصبحت متاحة للجميع بعد ثورة ديسمبر المجيدة.
محامي: لا نستطيع الكشف عن أي بيانات أو وقائع حتى لا تتعرض الدعوة لضرر
من جانبه قال عضو هيئة المحامين في قضية الفريق أول مالك العاقب المحامي مختار عابدون العدالة تعني البحث عن الحقيقة غير مرتبطة بالزمان أو المكان،وأضاف أن التقاضي حق دستوري مكفول بالوثيقة بالدستورية،مجددا وقوفه مع الجيش السوداني واحترامه، إلا أنه استدراك قائلا الجيش تعرض للاختراق من قبل الدفاع الشعبي والمليشيات، و اوضح عابدون لا يمكننا الكشف عن أي بيانات أو وقائع لان التحقيقات سرية و يمكن أن تتعرض الدعوة إلى ضرر بالغ اذا قمنا بالكشف عنها منها إخفاء الأدلة أو تعرضها للتلف.
محامي القضية: واهم من يظن أنه يستطيع الإفلات من العقاب
اما المحامي الدكتور محمد زين محمد وصف فتح البلاغ بأنه بداية الطريق لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة و بناء الدولة المدنية، نقول نحن الآن في الطريق الصحيح بالأمس بدأنا الإجراءات الصحيحة دعوة جنائية مقيدة كاجراءات أولية ضد عمر البشير و بكري حسن صالح و آخرون، نحن نستوعب ان الثورة لم تكتمل وكل الثورات حتى مستوى العالم مراحل،، وهى فتح الطريق لكل مظلوم وكل من يظن أنه يستطيع الإفلات من العقاب واهم،ليس عمر البشير أو غيره قتل زول أو فضى اعتصام سينال الجزاء، موضحا ان جرائم القتل لا تسقط بالتقادم لأنها جرائم ضد الإنسانية ،ناعتاًإجراءات الدعوى بأنها شائكة لكشف القتلة ومحاسبتهم،مشيرا إلى أن كل من يعيق التحقيق في هذه القضايا سواء كان موظف أو وزير يعتبر طابور خامس، ونبه الي ان الإجراءات التى اتبعها النظام السابق تؤكد أن اغتيال الشهيد سياسي، لافتا إلى وجود شهود و مستندات في الدعوة، وقال نريد معاقبة الجناة وان يأخذوا عقوبتهم، ونفتح قضايا القتل 300 الف في دارفور و جنوب السودان و الشرق والوسط و الشمال والنظام ارتكب جرائم لا تحصى، مبديا تفائله القضية ،مؤكداوعدم التشكيك في اي شخص ، وأضاف لابد من توفر حسن النوايا والثقة نريد أن تساعدهم في عدم إفلات المجرمين من العقاب، لافتا إلى أن تقرير القوات المسلحة في الحادثة لم تطلع عليه حتى هيئة الأركان وهذا يؤكد القتل العمد.
ودعا زين كل من فقد شهيد في جرائم الطيران او إطارات السيارات للتعاون مع مجريات التحقيق.
نجل الشهيد: الأسرة رفضت مغريات كثيرة لعدم فتح القضية
و دعا نجل الشهيد أسامة مالك العاقب الأسر الأخرى لفتح قضاياهم من أجل تحقيق العدالة.
وقال أن الأسرة رفضت مغريات كثيرة لعدم فتح القضية.
زوجة الشهيد : ما زلت خائفة من فتح القضية
وأبدت زوجة الفقيد مالك العاقب سلمى عبدالله حاج الخضر تخوفها من فتح القضية ،وأضافت حتى الآن ما زلت خائفة، وقالت إنها رفضت فتح القضية في السابق ، مشيرة إلى أنها استمعت بخير وفاة زوجها عبر الإذاعة السودانية ، وعندما جاء ضباط من السلاح الطبي قالوا لي ان المرحوم فقد الجيش.