تم أمس بداية فك العزلة الدولية على السودان في مجال تطبيع العلاقات مع الدول والمؤسسات المالية العالمية وأمريكا والبنك الدولي نموذج حيث انه تم أمس تسوية ديون السودان مع البنك الدولي وذلك من خلال القرض التجسيري التي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية والذي بدوره يؤدي الى استفادة السودان من منح بملياري دولار من المؤسسة الدولية للتنمية .. هذه الخطوة تعني البداية الحقيقية في اعفاء الديون والتي اثقلت كاهل الإقتصاد السوداني بفعل السياسات الخرقاء على مدار ثلاثة عقود في ظل النظام البائد الذي كان بارعاََ في إدراة الفساد والإرهاب حيث كانت هذه هى الأسباب المباشرة للعزلة الكاملة التي كانت مفروضة على السودان حيث لم يستفيد من التعامل مع الدول والأنظمة والمؤسسات المالية في دعم المشاريع التنموية والمنح التي تنعش الإقتصاد .. وهذه أول خطوة لإعفاء الديون والتي تقدر بحوالي ستين مليار دولار و هو بداية مقدرة ومهمة ويمكن ان نقول انها بمثابة رمي الحجر في البركة الساكنة والتي سكن معها الإقتصاد السوداني وابتعد عن دائرة الفعل والتفاعل مع محيط المؤسسات المالية العالمية مدة طويلة والتي حرمته من مزايا وامتيازات كانت ممكن ان تغير شكل ومضمون الإقتصاد في اتجاه التنمية الشاملة .. وهنا يجب أن نلاحظ ان ديون السودان تجاه البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الأفريقي للتنمية هي 2.87 مليار دولار .. ومن المتوقع ان تتم تسوية ديون السودان مع البنك الأفريقي للتنمية في ابريل القادم بقرض تجسيري من بريطانيا .. ومن جانب آخر أكد صندوق النقد الدولي على ان السودان حقق تقدما في برنامج يراقبه خبراء الصندوق ولكن مازال اقتصاده هشاََ في ظل تضخم وصل الى 300% ونقص في السلع الأساسية ..
من كل ذلك يتضح ان نسبة ديون البنك الدولي هى جزء من مبلغ( 2.87 مليار دولار) وهو رقم بسيط بالمقارنة مع حجم الدين الكلي ولكن تكمن اهمية الخطوة في انها البداية الفعلية لمعالجة هذا الملف المهم الذي اثر كثيرا على حركة الإقتصاد السوداني مع ملاحظة اخرى انه تم معالجة هذا الدين بقرض ولكنه فتح الباب على الحصول على منح بملياري دولار من المؤسسة الدولية للتنمية .. أُثمن هذا الإنجاز وهذه البداية والتي تعتبر خطوة مهمة في إتجاه العودة والإندماج من جديد في المجتمع المالي الدولي بعد طول غياب وعزلة طويلة ولكن ارجو ان نتناولها بحقها ومن غير تضخيم وان يتم شرح الموقف بشفافية بأنه بداية الطريق لمشوار طويل حتى لايتم تغبيش وعي المواطن وتحميل هذه الخطوة اكثر مما تحتمل لأن هذه حلقة مهمة من ضمن حلقات أهم في مجال التنمية الشاملة والإصلاح الإقتصادي تبدأ من الداخل في عملية البناء على المستوى البشري من حيث التأهيل وإزالة التربية السالبة والتي قامت على منهج الفساد واصبحت جزء من السلوك والتفكير المجتمعي وكذلك تنظيف الأجهزة الإستثمارية و الإدارات المالية والإقتصادية من درن النظام البائد والذي مازالت ازرعه تعمل في بعض القطاعات الإقتصادية الحيوية وموقف محافظ بنك السودان وبعض العاملين في البنوك والقطاع المصرفي ليست ببعيد عندما بدأت سياسة تحرير سعر الصرف وهذه جزء من إصلاحات الخدمة المدنية على وجه العموم والتي تتطلب بالضرورة إصلاحات حزمة من التشريعات والقوانين حتى تواكب خطة التنمية الشاملة والمستدامة
شئ من حتى
إذا كان هناك بطل لهذا الإنجاز فهو الشعب السوداني العظيم لأنه هو الذي تحمل الشروط القاسية التي ادت الى بداية اعفاء الديون والمنح المليارية وذلك عندما تحمل أعباء رفع الدعم للسلع الأساسية مثل الوقود وكذلك عندما دعم سياسة تحرير سعر الصرف والتي كانت من تبعاتها زيادة سعر السلع على عاتقه وهذه من ضمن الشروط الأساسية التى تطلبها المؤسسات المالية العالمية والمانحون الدوليون حتى يتم إعفاء الديون وتقديم المنح .. دمت ايها الشعب الأبي العظيم معلما ونموذجا يُحتذى وارجو ان يكون القادة بمستوى عظمة هذا الشعب الملهم
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more