على خلفية اضراب العمالة الموسمية لشركة سكر كنانة هذا الموسم استدعى الذاكرة واجتر التاريخ كنانة منحيث الانتاج والخدمات وما يتبعها من نشاط ثقافي ورياضي واجتماعي في افتتاح وختام موسم الانتاج في السنوات الخوالي،والعنوان اعله هو تحريف لاسم الشركة وهو Kenana sugar company وكانت تلك التسمية (كنانة شقا كملنا) هي من باب الدعابة وتحريف الكلم عن مواضعه، في وقت لم يكن فيه شقاء حتى يكمل العاملين،فكانت كنانة دوحة خضراء ياتيها رزقها رغدا من الانتاج وكانت جنة في الارض من حيث الماء والخضرة ووجه السودانيين الحسن من كل سحناتهم وملامحهم حتى الاوجه الاجنبية من خواجات وباكستانيين وهنود،فكانت ان جمعة كل الاعراق المتباينة والثقافات المتعددة وكل السحنات المتنوعة في بوتقة واحدة انصهرت فيها كل هذه المكونات الاجتماعية والثقافية والاثنية من كل انحاء السودان،اذ ان الشركة كانت تقدم كل انواع الخدمات بجودة عالية من مياه وصحة وعلاج وتعليم وترحيل بشروط. خدمة مجزية،خاصة العمالة الموسمية في الحصاد اليدوي والتي كانت دوما تعتمد على الاخوة الجنوبيين بمختلف اعراقهم من نيلبين وقليلا من الاستوائيين الذين اشتهروا بالنظافة والحرافة والجمال،فكانت الشركة تقدم لهم السكن والترحيل والعلاج والحفلات الترفيهية،فكل العاملين كانوا يتمتعون بدرجة الرضا الوظيفي فيعملون بحب واخلاص دون كلل او ملل،ورغم ذلك كانوا من باب المزاح والدعابة يرددون (كنانة شقا كملنا) ،فكيف اذا عاصروا زمن الشقاء الحقيقي هذا والعاملون يضربون ويعتصمون لادنى مطالب وحقوق،فكانت كنانة تقدم الصحة والدواء والسكن والكهرباء والخدمات التعليمية من ترحيل وادوات مدرسية مجانا ،وترحيل الطلاب من الباب الى الباب من القرية واحد والى القرية خمسة مجانا ومن التقابة والهجرة وكمبو خمسة والمزرعة ثلاثة مجانا وحتى درس العصر والمذاكرة والمناسبات والاحتفالات توفر خدمات الترحيل،رغم ذلك كانوا يمازحون (كنانة شقا كملنا) ،اما اليوم تضرب العمالة الموسمية للمطالبة بادني حقوقهم،فماذا حدث للشركة ،وكانت الشركة توفر المياه والكهرباء والترحيل مجانا،فما دهاها اليوم ،حيث كانت توفر ازياء العاملين واحذيتهم للسلامة وهنالابد من ذكر الهادي محمد سليمان الشهير بالهادي سيفت،وهنالك الوجبات المجانية لكل العاملين في الورديات وخاصة العاملين في الحصاد او ما سمي بعمال ( الكتكوك) حيث الوجبات الدسمة والشاي بالبراميل،وهذه ليست مبالغة،اما في مجال المواد التمويلية فكان السكر حاضرا جوالا لكل عامل شهريا حتى ينتهي الموسم مع استمراره للعاملين بالخدمة المستديمة، ودفتر التومين كان حاضر لكل المواد الاستهلاكية الاخرى من زيت ودقيق وبقوليات ولبن وعسل ،ورغم ذلك يقولون(كنانة شقا كملنا)،وكان العاملون يترفهون كل بداية موسم انتاج وختامه،حيث يحضر الفنانون الكبار من العاصمة لاحياء حفلات الافتتاح وختام الموسم والذبائح،حيث كان يشارك في افتتاح الموسم الموسيقار محمد الامين والاستاذ كابلي وهو يغني القمر في كنانة،وعبدالعزيز محمد داؤود وهو يغني (على النجيلة جلسنا) والبلابل (نور بيتنا شارع بيتنا) واغنية سبدرات الشهيرة. (رجعنالك) ولا الفنان الشعبي،عندما كان شعبي،كمال ترباس وصلاح كوستي والبغدادي وعماد كنانة ووردي الصغير الاستاذ علي الماحي،وحنان بلوبلو وذلك الحفل الشهير في فصل الشتاء حيث تسللنا من مراقبة الاستاذ الصادق ادم رحمة الله والاستاذ محمد جبير نجم الدين ووقتها كنا في الصف السادس الابتدائي بمدرسة الهجرة الابتدائية تسللنا الى حيث بلوبلو بعيدا عن الرقابة اللصيقة منهما ونحن ممتحنين حيث تسورنا نادي العمل بكل براءة بعيدا عن اعين الشرطة والحصين وولجنا داخل النادي ونحن نرقص مع بلوبلو على ايقاع اغنيتها السهيرة(حمادة بابو جمب بابنا) والمني سافر ما كلمني حتى لم تتمالك بعض زميلاتنا انفسهم فقمن باداء فاصل من الرقص داخل المسرح مع بلوبلو حتى اصبح طابور الصباح قطعة من نار لكنه لم يشملنا انا وصديقي الضي بشير الناير لاننا حريفين في التكتيك وكنانة كانت مركز استنارة لكل السودان،فانا اجتر ذكرياتي هذه للمقارنة الى ما صار اليه الوضع الان،مقارنة بزمن مستر رامبليق مدير المصنه ومكي النصيبة واول عضو منتدب محمد بشير الوقيع وعثمان بليل وعثمان النذير والاخير لنا موقف معه حيث قدمت خطاب مدرسة الهجرة الابتدائية امامه في حفل جماهيري كبير بكمبو خمسة والخطاب مليء بالطلبات للمدرسة وهو من صناعة عالم اللغة العربية الاستاذ الكبير عبدالرحيم زكريا فكان ان اجاد وابدع في كتابة الخطاب الشفاف الذي قدمته بطريقته في الالقاء والخطابة فما كان من العضو المنتدب عثمان النذير الا وقد ايتجاب لهذه المطالب فهل سيفعلها هذا العضو المنتدب ويستجيب لمطالب العمالة الموسمية؟ءامل ذلك،فلابد لي من ذكر من ارسوا البنى التحتية للتعليم في كنانة على راسهم الخير ساتي والسباعي والاستاذ مختار واسهامات اساتذتنا الكبار الاستاذ عباس مدني وعلي احمد ناصر والاستاذ الصادق ادم رحمة الله والاستاذ محمد جبير نجم الدين والاستاذة زهرة ابراهيم والاستاذ فايزة الشهيرة في اوساط الطلاب بحلو مر والاستاذ عصام ابراهيم فضل والاستاذ الحميدي وحميراء مرسال واحلام وتقوى عبدالعزيز امين وحسن مركز وابراهيم وكل معلمي الهجرة وادريس عبدالله ادريس بالمتوسطة ومعاوية وتاج السر والسماني وكل الاساتذة الاجلاء،وعلى المستوى الرياضي كانت كنانة تقيم مهرجانا رياضيا لمواسم الانتاج فقد شارك كابتن السودان مصطفى النقر والكابتن عادل امين وعوض دوكة وسيماوي ونصار بجانب نجوم كنانة صديق الحلاوي وميرغني وباسطة وعطا محمد احمد راشد. وزهير محمد ادم عليهما رحمة الله وابراهيم جمعة وعصام كيقن والنجومي وخالد ملر وكاسترو وغيرهم من النجوم اما على المستوى الاجتماعي والثقافي فكان الراحل عوض لبط حاضر ود.كبيدة ود.علام ،فكان كل ذلك دفعا لعملية الانتاج الذي اسهم فيه بصورة كبيرة الراحلةد.ليلى زكريا في مجال الابحاث الزراعيوالمهندس ايوب بشير وابوستة وعلي خميس ومحمد عبدالله هارون،فماذا لو علم اؤلئك باضراب العمالة الموسمية للمطالبة بحقوقهم ،فما يضير الشركة اذا التزمت تجاههم؟الم تحقق ارباح طائلة من الانتاج؟فظلت ادارة الشركة في صراع مستمر بين الاعضاء المنتدبيين ورؤسا ء مجلس الادارة وهم وزراء الصناعة،ونحي الرعيل الاول من النقابات الذين كانوا ينتزعون حقوق العاملين مثل المصري والراحل محمد زين عبدالله جمعة والدرديري وغيرهم من القيادات الذين يطورون القانون واللوائح وفق تطور الزمن ،فحق للعمالة في كنانة ان تردد بطريقة جادة (كنانة شقا كملنا). ليس من باب المزاح بل من باب الشقاء الحقيقي الذي يضيع جهودهم هباءا منثوراا في ظل تفاقم الاوضاع الاقتصادية بارتفاع معدلات التضخم.
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more