خطل الفكرة بأن انصار الدكتاتورية والشمولية يدعون لتغيير حكومة مدنية في ذكرى ثورة شعبية اطاحت بنظام شمولي دكتاتوري عسكري، هي ثورة ٢١ اكتوبر ١٩٦٤م التي ازاحت الفريق ابراهيم عبود له الرحمة، ومن المفارقات ايضا هؤلاء ” مسلوبي الإرادة” يهتفون بشعارات أعظم ثورة في التاريخ الحديث الا وهي ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م وذلك بغرض تضليل السواد الاعظم من الشعب الذي استعبدوه ثلاثة عقود حسوما، وما زالت قريحتهم النتنة تقول هل مزيد، هؤلاء نسوا او تناسوا عورتهم فاصبحوا يرتدون ” عباءة حرية سلام وعدالة على رؤسهم ومن تحت عرايا” إذن هذه ثلاثة أسباب هي إختيار التوقيت الخطأ وإختيار عنوان للإرادة خطأ وأستلاف سلاح لا تحسن إستخدامه فكيف تهتف حرية سلام وعدالة لتزيح حكومة مدنية وتفوض عسكري مهمته الاساسية حراسة الثغور لا إعتلاء القصور !. اما السبب الرابع لفشل مواكب ٢١ اكتوبر بأن اصحاب الدعوة لإسقاط الحكومة الإنتقالية فقدوا مساندة شريحة كبيرة دافعها الأساسي تردي الوضع الاقتصادي حيث ليس لديهم اي اجندة سياسية وهؤلاء تخلوا عن مناصرة اعداء الحكومة، أما انهم استوعبوا بأن الداعون لإسقاط النظام هم أس البلاء في هذه الأزمات المتلاحقة أو فهموا بأن هذه الحكومة تعمل بدليل انها نجحت في ملفات مهمة مثل توقيع إتفاقية السلام بجوبا او نجاح دبلوماسيتها في إزاحة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب رغم فشلها في حل الأزمة الافتصادية. . فكيف تناصر من تسبب في حصارك داخليا بالحروب وخارجيا بالارهاب ٣٠ سنة . السبب الخامس بأن الشريحة المستنيرة بما فيهم اعداء الثورة يدركون بأنه اصبحت الإنقلابات العسكرية في هذا البلد من سابع المستحيلات وحتي لو حصلت مغامرة من فصيل داخل القوات النظامية لا يتعدى حكمه إذاعة بيانه الأول. حيث يجد نفسه محاصر بالثوار الحقيقين داخليا وبالمواثيق الدولية خارجيا مثل الذين وقعوا شهود علي الوثيقة الدستورية في ١٧ اغسطس ٢٠١٩م أو الذين وقعوا شهود على إتفاقية السلام في جوبا مؤخرا بجانب القرارات الدولية التي لم تنفك منها البلاد والموروثة من النظام البائد.. اما السبب الخامس بأن الذين يخرجون اليوم لتغيير النظام اغلى امانيهم ان بنجحوا في إخراج جلادي الشعب من غياهب السجون ويعودوا لحكمهم من جديد ويغدقوا عليهم الهبات من الاموال والمناصب ويعتزر لهم الشعب بأنه اخطأ حين ازاحهم في ١١ ابريل ٢٠١٩م ويقبلوا هم الإعتزار ويعتبرون السجن كان إبتلاء على سنة الانبياء وأن التجربة تعينهم على تصحيح المسار، ومهمتهم تصبح هي بأن يقضوا علي بقية خصومهم وهذه المرة بصورة أعنف وبلا رحمة.. أما السبب السادس أن الداعيين لإسقاط هذه الحكومة هم اليمين المتطرف من جماعة الإسلام السياسي الذين انكشف غطاءهم وفضحهم رب الناس والإسلام.، فكيف التقت رغبتهم مع أعداءهم من اليسار المتزمت من الحزب الشيوعي الذي لا يوجد له وصف من كل الكتاب ابلغ من ” المتكلس” الذي يحلم بتطبيق برنامج مخائيل قورباتشوف في ارض السودان في القرن ال ٢١. بالله لو سقطت اليوم لمن تؤول القيادة للخطيب الشيوعي وام الخطيب الإسلامي… اما السبب السابع لخيبة الخارجين لإسقاط النظام اليوم هو الإحترازات الامنية المشددة وهذه الإحترازات ليست خوفا من العساكر علي الثورة بل العساكر هم اكثر حرصا علي المحافظة علي هذه التسوية حيث لو نفذوا مائة إنقلاب لن يجدوا وضع مثالي لهم مثل هذا بحيث انهم الفاعلين الحقيقين في الحكومة والنجاحات تحسب لهم، َاما الفشل يرمى به على المكون المدني ، والعسكر يدركون جيدا بأن اي تغيير حقيقي سيتيح فرصة للثوار الحقيقين بإنجاز حكومة مدنية كاملة الدسم، وستستكمل الثورة مراحلها بإختصار الطريق بدلا من سياسة النفس الطويل هذه .. لكل هذه الاسباب وغيرها سيمر هذا اليوم كما مرت قبله دعوات كثيرة للمواكب.. لكن على حكومة الثورة ان تخشى الثوار الحقيقين الذين لا يهابون المجنزرات والمدججات أصحاب الصدور العارية الذين يملكون إرادتهم ويحددون اهدافهم بدقة ولهم عبقرية إبتكار وسائل النضال كلما استجد علي الساحة جديد . وكل اكتوبر والشعب السوداني بألف خير
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more