واخيرا… زار وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو الخرطوم لساعات معدودة قادما من إسرائيل مباشرة إلى مطار الخرطوم.. وربما تكون المرة الأولى التي تصل فيها طائرة مدنية في رحلة مباشرة من إسرائيل.. ولكن الطائرات الحربية الإسرائيلية زارتنا مرات عديدة وحققت أهدافها بدقة.. في وصول وزير الخارجية الأمريكية من إسرائيل دلالات واضحة ورمزية ولكنها دلالات قوية موحية في زيارة مهمة لوزير خارجية الدولة الأولى في العالم.. وعنوان الزيارة العريض والرئيس هو التطبيع مع إسرائيل..!
“هل اعترض احد او شجب وصول الوزير الأمريكي بطائرته من إسرائيل مباشرة!!” أو ليس في ذلك تطبيع واضح لا لبس فيه..!!
إشارات أمريكية مهمة سبقت وصول بومبيو إلى الخرطوم ومنها انه لا علاقة بين تطبيع إسرائيل والسودان برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب..؟وذلك التصريح أفسد الزيارة وأبان الصلف الأمريكي تجاه الدول الضعيفة المغلوب على أمرها مثل السودان.. الذي تُؤذى مشاعره من اجل رفع اسمه من الدول الرعاية للإرهاب.. وهذا طلب بعيد المنال يبدو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء أو اضغات احلام لا ترتقي إلى رؤيا ..!!
ماهو الأثر المادي المحسوس من زيارة بومبيو الخرطوم.. كل التصريحات الرسمية والتغريدات على تويتر والتقارير الصحافية المنسوجة بعناية لم تقدم لنا شيئا ذا بال في أمر تلك الزيارة من زعيم ذوي الياقات الزرقاء الذي كما قال يفضل أن تكون الدبلوماسية وجها لوجه. َوكمامة لكمامة وهذه من عندي..!! اذا كان التطبيع هو الهدف الرئيس من زيارة بومبيو فإن الأمر يستحق المخاطرة والسفر حتى الى السودان البلد المصنف راعيا الإرهاب.. وقد جاءنا الوزير المبجل بطائرته ومعاونيه وحالة الاستعداد الأمني والترقب الامني عادية ولم ننزعج في نهار الخرطوم الحار من ترتيبات أمنية ظاهرة أو متوترة أو مستفزة بل كانت العاصمة هادئة رزينة وهي تستقبل رئيس الوزراء الإثيوبي ابي احمد ومايك بومبيو في وقت متقارب.. فنحن كشعب وبلد ودولة لا نعرف للإرهاب سبيلا ولكن نعاني من المزايدات السياسية والكيد السياسي والتحالفات والمؤمرات الدولية.. وها نحن ما زلنا في معترك وحرب غير متكافئة ونحن نوصم برعاية الإرهاب ودعمه.. سبحان الله!!
لاشك عندي أن كل الساعات والدقائق والايام في أمريكا ولدي الحزبين القويين الجمهوري والديمقراطي توظف في سباق محموم من أجل الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية.. ولاشك أيضا أن كسب ود إليهود مهم جدا وكسب أموالهم ودعمهم أكثر أهمية في الانتخابات إلتي لم يبق لها غير معدودة.. أقل من ثلاثة شهور فقط.. فهل يعقل أن يهدر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو احد أركان الحزب الجمهوري الأشداء وقته الغالي والنفيس لزيارة السودان الراعي للإرهاب والذي مازال بعيدا جدا عن خارطة الود والمحبة السياسية الأمريكية.. عيني على السودان وقلبي مع إسرائيل.. وهاهي أمريكا تبذل كل جهودها من أجل تطبيع عربي كامل الدسم مع إسرائيل.. خطوة يقف معها ويباركها ويدعمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. وستكون المكافأة جذرة حلوة يانعة للحزب الجمهوري الأمريكي.. ألم يقل الرئيس الأمريكي ترامب إنه أفضل صديق لإسرائيل!!
وما أجمل هدايا الصديق!!؟؟
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more