هل حقا وصدقا سيزور وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو Mike Pompeo الخرطوم في نهار صيف غد الخريفي الحار الملبد بالغيوم..!! حتى كتابة هذه السطور مساء اليوم الاثنين وليلة الثلاثاء لست متأكدا من أن هذه الزيارة ستتم.. وكل التاكيدات التي اطلعت عليها من وكالة السودان للأنباء ومعظم الوكالات ومصادر الأخبار العربية نسبت الخبر إلى وكالة السودان للأنباء.. وسبب عدم تأكدي من زيارة بومبيو الخرطوم هي ببساطة شديدة ان السودان مازال بلدا راعيا للإرهاب!! وكيف يستقيم أن يزور وزير خارجية الدولة التي وسمت السودان بالإرهاب هذه الدولة الراعية للإرهاب؟
واذا كان مايك بومبيو سيزور السودان فكان من باب أولى أن يرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قبل زيارته مما يرفع عنه وعنا الحرج..؟او تكون هناك احتمالية أخرى أن يرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إبان الزيارة.. فتكون تلك هدية ومكافأة جميلة للسودان تفتح الطريق لبناء الثقة و تسريع عملية تقديم تنازلات شتى من أهمها التطبيع مع إسرائيل..!! وحيثإن أمريكا لم. تنس بعد سياسة العصا والجزرة فذلك أمر وارد ومحتمل..!! ولكن استخدام العصا يكون أكثر عددا من تقديم جذرة طازجةوفروع خضراء يانعة!
وربما تكون هذه الزيارة لصالح عيون إسرائيل.. وقد تحركت إسرائيل على رقعة الشطرنج بسرعة وذكاء أكثر مما هو متوقع.. وقد تسقط البيادق سريعا جدا.. وينكشف غطاء =الوزير) على رقعة الشطرنج فيسقط سريعا وبعده كش ملك..!!
قي كل الأحوال مرحبا بالوزير مايك بومبيو الوزير رقم 70 في تعداد وزراء الخارجية الأميركيين منذ عهد توماس جيفرسون اول وزير خارجية امريكي.. وجاء خلفا للوزير ريكس تيلرسون..
وترى من سيقدم مثلجات الايس كريم البارد في صيف الخرطوم الحار لمعالي الوزير.. مراسم مجلس الوزراء أم القصر الرئاسي ام كلاهما..!!
وربما توقف الزيارة جموح حصان الدولار الذي حقق تفوقا خطيرا في حلبة السباق.. وحقق انهيارا في البلد.. وكشف عورات الجميع دون استثناء حتى أولئك الذين يتاجرون فيه..ولكنه سيكون تراجع تكتيكي من قبل التجار كسبا جديدا ثم يعودون لرفع الأسعار مجددا دون رقيب ولا حسيب.
سيكون لا أثر يذكر ولا فائدة لزيارة بومبيو إذا قدم شروطا تعجيزية جديدة للسودان لرفع اسمه من قائمة الإرهاب.. أو إذا طالب بمزيد من التعويضات لضحايا المدمرة كول أو إذا تم تَوريطنا في أحداث 11سبتمبر وقيل إن السودان كان متورطا في تفجير برجي التجارة.. وليس ذلك ببعيد.
في كل الأحوال ستكون زيارة بومبيو مفيدة للسودان وحدثا مهما بعد قطيعة دامت 16 عاما منذ آخر زيارة قام بها وزير خارجية أمريكي للسودان..
وإذا تمت الزيارة فهي تأتي في ظرف حرج للمجلس السيادي المكون العسكري والمكون المدني ولمحلس الوزراء ول قحت.. تحت ظلال ريبة وشك واتهامات متبادلة ومناخ غير صحي واحتقان سياسي وامني ينذر بخطر داهم على السودان..!!
تلك الكرة المتدحرجة من بعيد قد تكون كرة ثلج أو نار كلاهما ملتهبتان.. ومن يمسك بالكرة ربما يمنع الاصطدام ويمنع الحريق.. ولكن هل سيتسع وقت الزائر المهم لكل ذلك.. ربما تكون الزيارة القصيرة لاملاء لشروط.. وربت خفيف على الأكتاف والنياشين.. ولكن لايس كريم الخرطوم المثلج نكهته ولذته وربما يستعيد الزائر المهم ذاكرة بيعه الايس كريم وهو طالب عند شركة باسكن روبنز وكان من أميز موظفيها وهي تصنف أهم شركة لبيع الايس كريم في أمريكا وعالميا.
في حياة بومبيو كثير من التحديات فقد كان قبل وزارة الخارجية مديرا للاستخبارات المركزية الأمريكية ورجل أعمال مرموقا.. وهو حفيد لمهاجرين أمريكيين من إيطاليا..ولد في كاليفورنيا وترعرع في تكساس.. ويعتبر نفسهزعيم ذوي الياقات الزرقاء الذين يفضلون المحادثات المباشرة و المواجهة وجها لوجه.. وهو كما قال لا يبقى ابدا محصورا في طابق المسؤول التنفيذي لأي مبنى.