مقال

محمد الحسن أحمد .. يكتب .. الجنرال في متاهاته !

 

 

 

ما يزال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان يكذب ويتحرى الكذب كلما سنحت له فرصة حوار أو خطاب أو حتى تنوير. بالأمس، وخلال مقابلة مع قناتي العربية والحدث، مارس البرهان هوايته في إطلاق الأكاذيب ومغالطة الحقائق والوقائع. وهو في ذلك “كناطح صخرة يوماً ليوهنها، فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل”.


​عبثاً يحاول البرهان مداراة علاقة الحركة الإسلامية بالجيش وسيطرتها عليه، وهي من الأمور المعلومة للقاصي والداني؛ ودونكم الأسافير (وسائل التواصل الاجتماعي) وأضابير (ملفات) التاريخ والتحقيقات. فمن لم يسمع بتحقيق القيادة الإسلامية مع قيادات الجيش بشأن ملابسات سقوط نظام البشير، لم يفته مشاهدة وسماع رئيس هيئة الأركان السابق هاشم عبدالمطلب، وهو يُقسِم بالله ويُعدِّد على أصابع يده أسماء قياداته التي يدين لها بالولاء، ومنهم علي كرتي والزبير محمد الحسن وآخرون. وقطعاً، ليس من بينهم قائد الجيش نفسه، فالولاء هنا للحركة الإسلامية لا للبلاد ولا شرف الجندية ولا يحزنون.


​نأتي إلى جانب آخر مما ورد في تلك المقابلة – أو التصريحات إن شئت الدقة – حيث قال البرهان: “الحل للحرب في البلاد عسكري بالدرجة الأولى، ومن ثم تأتي الحلول الأخرى”. وأوضح أنه لن يجلس مع الدعم السريع إلا في حالة ترك السلاح… انتهى مجتزأ الخبر.
​أَعجَبُ لمن يعجز عن حماية جنده والدفاع عن مدن بلاده أن يجزم بعسكرية الحل للحرب الطاحنة التي تدور رحاها! ماذا فعل، وكيف يخطط، وكيف يرى ويدرك ويسمع والحاميات العسكرية تتساقط أمامه كأوراق الخريف دون أدنى مجهود للإبقاء عليها، من لدن الفاشر وحتى بابنوسة؟ وبالقطع، فحبل المعارك على جِرار (طريق) مدن وحاميات هجليج وكادوقلي والدلنج والأبيض ثم تأتي البقية.
​في كل معركة خاسرة، يترك البرهان جنوده يواجهون مصيرًا أسود ومن قبلهم المواطنون، فمن لديه ثمة علاقات مع الطرف الثاني من الحرب انسحب ونجا. الجنود عطشى وجوعى ومحاصرون في الخنادق، فيما يهرف قائدهم بما لا يعرف، مُقترحًا تغيير علم البلاد!

​جانب آخر من مضحكات البرهان المُبكيات قوله بأنه لن يجلس مع الدعم السريع إلا في حالة ترك السلاح. حسناً، دعونا نتخيل أن قوات الدعم السريع ألقت بسلاحها وكدمولها (عمائمها) وأحرقت مركباتها وطردت جنودها من “عرب الشتات” إلى حيث أتوا، ففيمَ الجلوس إذاً؟

​يتطابق موقف البرهان مع الحركة الإسلامية تجاه أي مسعى للسلام في السودان تطابقَ الحافر على الحافر. لكن البرهان يُغَلِّف موقف الحركة الإسلامية بالأكاذيب المفضوحة قصيرة العمر والأثر. وهما – البرهان والكيزان- إذ يتطابقان في الرؤى، فإنهما يتشاركان المصير ذاته حال نهاية الحرب بحل سياسي ينهي وجود الميليشيات والكتائب والحركة الإجرامية.

​لم يبق كثير من الوقت على حلف (البرهان – الكيزان)، فإما إمساك وفناء مشترك، وإما فراق بلا إحسان، بل بعنف يماثل ما اقترفته أيديهم الملطخة بالدماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى