تقارير

تقرير(ترياق نيوز ) .. دوافع ومآلات تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية .. تعميق الأزمة أم حل الصراع ؟! الأعيسر : يكفي ما وثقته الكاميرات وشهد عليه العالم … عصمت : هذه دعوة التنظيم الإسلامي العالمي وألتقطها أخوان السودان … السماني الوسيلة : الدعم السريع (حصان طروادة ) .. ساطع : حكومة بورتسودان المتخبطة أفرغت الأمر من محتواه … الصائم : هذا يعني الأعتراف بشرعية الحكومة القائمة .. الجميل : هذا فخ نصبته أمريكا للحركة الإسلامية .. سيبويه : بهذا أمريكا تكافئ الطرف الغاشم وتجهض مساعي السلام !

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، ظلت الحكومة السودانية تطالب المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية وتجريدها من أسلحتها وقطع الإمدادات عنها، متهمة إياها باستخدام العنف المفرط ضد المدنيين، بما في ذلك القتل، والتشريد

 

 

ترياق نيوز ـ تقرير : عبدالباقي جبارة

 

 

 

    منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، ظلت الحكومة السودانية تطالب المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية وتجريدها من أسلحتها وقطع الإمدادات عنها، متهمة إياها باستخدام العنف المفرط ضد المدنيين، بما في ذلك القتل، والتشريد، والاغتصاب. وفي المقابل، تواصل قوات الدعم السريع اتهام الجيش السوداني بأنه “مختطف” من قبل الحركة الإسلامية التي حكمت البلاد لعقود طويلة قبل أن تُسقطها الثورة الشعبية في أبريل 2019، وتدعي أن الإسلاميين لا يزالون يهيمنون على مفاصل الدولة من خلال السيطرة على الجيش. وتؤكد قوات الدعم السريع أن الجيش يقصف المدنيين بالطيران ويستغل مؤسسات الدولة لتوظيف العنف على أسس الهوية.

 

 

 

 

رغم هذه الاتهامات المتبادلة، لم تجد مطالب كلا الطرفين صدى دوليًا يذكر، حيث انصب جهد المجتمع الدولي على محاولة وقف الحرب والبحث عن تسوية سياسية، بدءًا من منبر جدة، مرورًا بمفاوضات المنامة، وصولًا إلى خارطة الطريق التي قدمتها الرباعية الدولية. ومع ذلك، فإن الحكومة السودانية ما زالت تتمسك بمطلب تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، وهو ما طرحته رسميًا أمام الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي، من خلال مندوب السودان، الحارث إدريس. كما ظل وزير الإعلام السوداني، خالد الأعيسر، يكرر هذا المطلب في جميع المنابر الإعلامية.

 

 

 

 

 

تجددت الدعوات من قبل الحكومة السودانية لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية بعد سقوط مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر المنصرم ، وما تبع ذلك من انتهاكات ضد المدنيين التي لاقت إدانات واسعة. ومع تصاعد الضغوط، باتت الأصوات المطالبة بهذا التصنيف أكثر قوة، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو الأسبوع الماضي ، على هامش قمة المناخ، حيث أبدى استعدادًا لدعم أي مشروع قرار يفضي إلى تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية إذا كان ذلك سيسهم في حل الأزمة.

 

 

 

 

 

في هذا السياق، استطلعت “ترياق نيوز” آراء عدد من الأطراف المعنية والمهتمة بهذا الملف لتسليط الضوء على دوافع ومآلات تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات على الصعيدين المحلي والدولي. والسؤال المطروح هل هذا المطلب بالفعل من أجل حماية المدنيين وإسترداد حقوقهم أم مزايدة سياسية ورفع سقف المطالب ؟

‏وزير الإعلام والثقافة والسياحة السوداني خالد الأعيسر في تصريخ خاص ل ( ترياق نيوز ) يقول : أفلا يكفي أن يشهد العالم بعد بما رأته العدسات، وقد وثقت المنظمات الدولية ما جرى من فواجع هزت ضمير الإنسانية؟
‏أليس ما سُفك من دماء المدنيين السودانيين، وما ارتُكب من اعتداءات وحشية ضد الأبرياء، كافياً ليُظهر للعالم بأسره عمق الجرح النازف، ويدفع إلى تصنيف الجناة إرهابيين ومساءلة داعميهم في الخارج؟
‏إن مشاهد الشنق وتعليق الضحايا على الأشجار، ودفن الأحياء، وما لحق بالنساء من إهانات موجعة أمام أسرهن، ليست مجرد جرائم، بل وصمة خيبة في جبين البشرية وصرخة مأساة يعيشها شعبنا كل يوم.

 

 

 

 

‏وموقفنا، مهما تعاقبت الأحداث، لا غموض فيه ولا التباس؛ فنحن، كحكومة، نستمد قوتنا وشرعيتنا من نبض شعبنا، لا من حسابات الميليشيات وداعميها، ولا من ضغوط الخارج على حد تعبيره ..
‏وواصل الأعيسر قائلا : لقد اخترنا طريق حماية بلدنا وأهلنا والدفاع عن كرامتهم، وسنواصل المسير بثبات، حتى يسطع نور العدل، ويعلو صوت الحق، ويتحرر آخر شبر من تراب وطننا، من المرتزقة والميليشيات المأجورة العابرة للحدود، ومن أيادي الظلم التي تمتد من خلف البحار.

لكن رئيس الحزب الإتحادي الموحد محمد عصمت يحى ذهب في إتجاه مغاير لحديث وزير الإعلام السوداني حيث في إفادة ل ( ترياق نيوز ) قال : بأن تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية هي مجرد دعوة تبناها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين المدعوم من دول محورية في منطقة الشرق الأوسط وإلتقطها فرعه في السودان المعروف بالحركة الإسلامية , بعدما إرتفعت أصوات في الداخل والخارج بضرورة تصنيف الحركة الإسلامية السودانية بسجلها الإجرامي المعروف علي مستوي القارة الإفريقية مما يجعل عملية تصنيفها كمنظمة إرهابية أمراً ميسوراً وأن سردية حماية المدنيين مجرد استعطاف للرأي المحلي والدولي ويواصل عصمت قائلا : في المقابل يصبح من الصعوبة بمكان أن يتم تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية وهوالذي أصبح يمثل ثِقلاً سياسياً وإجتماعياً لا يمكن الإستهانة به أو مقارنته بالحركة الإسلامية المعزولة إجتماعياً والمخلوعة سياسياً بثورة .

 

 

 

أما رئيس المكتب السياسي للحزب الإتحادي الديمقراطي السماني الوسيلة ذهب في إتجاه مغاير تماما متسائلا : من يمثل الدعم السريع ؟ هل هي مؤسسة سياسية قائمة بذاتها أم حصان طروادة لجهات عديدة ؟ وقال السماني الأمر هنا يخص الدعم السريع الذي يستخدم كآلة عسكرية تتلقى دعومات عبر العديد من الدول حيث أثبتت التقارير ذلك .
جدوى تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية :
يقول السماني الوسيلة إذا جففت مصادر موارده من الدول الخارجية الدعم السريع لم يكن أمامه إلا الإستسلام , وفي هذه اللحظة يعود الناس للدعم السريع لما قبل 15 ابريل 2023م وعليه يمكن تتم معالجة أمر قواته حسب تصنيفات الجيش السوداني عبر الدمج وإعادة التسريح , وبهذا يكون تم حل الإشكال بصورة نهائية . ويقول السماني : المجتمع الدولي ذكي وأنه يعلم بأن تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية يضع الذين يدعمونه في موقف أخلاقي وذلك يقود إلى معاقبة كل من يدعم الدعم السريع , ويؤكد الوسيلة بأنه لديه معلومات بأن أمريكا تسعى لفرض عقوبات على شخصيات في دول عديدة تدعم هذا الجسم ولذلك إذا تم تصنيفه تصبح عملية ذكية جدا تخاطب الآخرين لنزع أنياب هذا الكيان .

 

 

 

 

 

 

القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير المحامي ساطع الحاج يتفق مع السماني الوسيلة في الأثر المحتمل إذا ما صنفت قوات الدعم السريع منظمة إرهابية , حيث يقول : تصنيف أي دولة أو منظمة كقوات إرهابية هذا يضع الجهة المدموغة بالإرهاب في مواجهة قاسية مع المجتمع الدولي من حيث العقوبات مثل حظر السفر , حظر الطيران التعاملات المالية حظر الحسابات البنكية وغير ذلك , وعليه مثل هذا القرار يشكل ضغطا ماديا ومعنويا بلا شك .
لكن من ناحية أخرى قال ساطع : من المؤسف سياسات حكومة بورتسودان المتخبطة أفرغت أمر تصنيف الدعم السريع من محتواه حتى قبل إقراره , لأنها ملأت الدنيا ضجيج ونواح بجرائم الدعم السريع عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي , وعندما أستجاب المجتمع الدولي لنداءات حكومة بورتسودان وقرر يشكل لجنة تحقيق تتقصى الأمر حتى تصل للحقائق الحكومة السودانية تحفظت على هذه اللجنة وعلى التحقيق , ويقول الحاج : هذه التحفظات كأنها أعطت قوات الدعم السريع بالشمال ما أخذ منها باليمين , وهذا يرجع لأن حكومة بورتسودان تنظر لمصالحها على قدر أرنبة أنفها وليس لها علاقة بمصلحة الشعب السوداني , لأن الشعب السوداني مصلحته تكمن في وقف هذه الحرب فورا وليس لديه مصلحة بأن البلد تدمر بهذا المستوى ولا من مصلحته بأن يكون هنالك موت ودماء وأشلاء بهذا المستوى . ويؤكد ساطع الحاج بأن رفض لجنة التحقيق يأتي في سياق رفض الهدنة ووقف الحرب من قبل حكومة بورتسودان , ويقول : هذه الحكومة لا تضعفها قرارات المجتمع الدولي بقدر ما تضعفها قرارات القائد العام للجيش وأعضاء المجلس العسكري المتدثرين بما يسمى مجلس السيادة بعدم الوضوح في الرؤية , ولكن بكل المقاييس يظل وقف الحرب ضرورة قصوى .

سلبيات التوجهات الأمريكية :
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي سيبويه يوسف يشير الى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التي أدلى بها أمام الصحفيين على هامش قمة المناخ الاسبوع الماضي , حين ألمح إلى إمكانية دعمهم مشروع القرار المقدم من مجلس الشيوخ والكونغرس الأمريكي الداعي لتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية , حيث يقول سيبويه : بأن هذا التصريح من روبيو إذا قرأ مضمونه لا يشجع على الإقبال على الهدنة وبالتالي وقف الحرب , بل يتحول الموقف الأمريكي لحليف لقوى غاشمة , وهي سبق وأن تمت معاقبتها فعليا حيث صدرت عقوبات ضد البرهان وضد الجيش السوداني بسبب إستخدامهم الأسلحة الكيمائية , ولذلك احتفاء الطرف الثاني بمثل هكذا تصريحات ذلك يعبر عن أزمة حقيقية واختلال في المعايير , ويواصل يوسف سرديات الاتهامات المتبادلة في هذه الحرب ويقول : هنالك قوى استخدمت الأسلحة الكيمائية ضد شعبها ومارست أعمال إجرامية واسعة وموثقة , والشاهد في الأمر هنالك كتائب إرهابية تساندها عملت على حرق سكان ( الكنابي) في ولاية الجزيرة وسط السودان وتمت على يدها إعدامات ميدانية في صالحة وسنجة , وهنالك آلاف المعتقلين لدى أجهزة الاستخبارات بلا تهم واضحة فقط تهمة التعاون مع الدعم السريع لمجرد وجود هؤلاء المواطنين في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع عليها , وكذلك ضرب سكان البوادي العزل في كردفان ودارفور بحجة أنهم يستهدفون حواضن قوات الدعم السريع , وهنالك جرائم كثيرة يصعب حصرها , فلذلك عندما تنظر للنصف الفارغ من الكوب نجد بأن هذه التصريحات والتوجهات لا تتسق مع الجهود التي يقوم بها مبعوث الرئيس الأمريكي مسعد بولس المرتبطة بالرباعية الدولية والهدنة التي قبلت بها قوات الدعم السريع , وفي المقابل نجد بأن هنالك رفض صريح من قبل حكومة بورتسودان وهي ضد أي خطوة للتهدئة , وعليه أصبح المشهد واضح هنالك طرف يقبل على الحلول ويقبل مبادرات الهدنة ووقف الحرب , وطرف آخر يصر على استمرار الحرب ويريد أن تستعر أكثر فأكثر . ويواصل سيبويه يوسف قائلا : بأن ماركو يقول إذا تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية يدعم وقف الحرب فليكن , وهو يعلم تماما الطرف الذي لا يريد أن تتوقف الحرب حتى إذا تم تصنيف الدعم السريع بما يريدون , ولذلك يجب أن ينظر لقوات الدعم السريع ليس مجرد قوات مقاتلة في الميدان فقط بل هنالك تحالف سياسي كبير جدا هذه القوات جزء منه يضم أحزاب سياسية وحركات مسلحة مثل الحركة الشعبية شمال قيادة عبدالعزيز الحلو والجبهة الثورية قيادة الهادي إدريس وهنالك العديد من الكيانات والقيادات المجتمعية وعليه يجب تناول هذه القضية في إطارها الواسع وليس عبر التضخيم الإعلامي المفبرك وتضخيم الأرقام , ومن المعلوم بأن هنالك منظمات متحالفة تعمل على تضخيم أعداد النازحين وأعداد القتلى بغرض التكسب من الدعومات الخارجية لمنظماتهم .

تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية والبحث عن شرعية :

أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية بالجامعات السودانية لواء ركن .م دكتور محمد خليل الصائم يذهب في حديثه إلى هدف أكبر عبر المطالبة بتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية ويقول : إذا ما تم تصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية يصبح ضمنا الاعتراف بحكومة السودان الحالية , رغم أن الدول تعترف بحكومة الأمر الواقع ببورتسودان الآن , وكذلك معاقبة الدعم السريع تعني فرض عقوبات على الأفراد والكيانات المرتبطة بالدعم السريع وتجميد أصوله وحظر السفر والقيود على التعامل مع الدعم السريع , وبالتأكيد ذلك سيؤدي إلى العزلة السياسية لهذه القوات , وكذلك قد يقبح الدول التي تمدها بالسلاح والإمدادات العسكرية الأخرى , بل قد يقود هذا الوضع لمواجهة هذه القوات عسكريا من قبل المجتمع الدولي ويقود أفرادها للمحاكمة ويعطي القوات المسلحة مزيدا من الشرعية , وقد ينهي الاشار إلى ما يسمى بطرفي النزاع وعدم مساواة الدعم السريع بالقوات المسلحة , وبالطبع هي القوات الشرعية للدولة وايضا قد يتضمن ذلك عقوبات مالية مثل تجميد الأصول ومحاكمة قادة الدعم السريع والكيانات المرتبطة بها .
أما الكاتب الصحفي والباحث الجميل الفاضل، مدير مركز (NSPC):
“له نظرة أعمق من المشهد الظاهر للعيان والمتبادل في أجهزة الإعلام , حيث يرى بأن الولايات المتحدة في مرحلة قطفها لثمار الفخ الاستراتيجي الذي تم جر وإيقاع الحركة الإسلامية السودانية فيه، يمكن أن تقول أي شيء وبأي طريقة، لكي تحصل في النهاية علي ما تريد.
ويؤكد الفاضل مستشهدا قائلا : لعل تصريحات ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي حول الدعم السريع، تذكرني الآن باسلوب سلفه في ذات المنصب جيمس بيكر، الذي ظل يتذلل ويستجدي نظيره العراقي آنذاك طارق عزيز بالخروج من الكويت، في حين أن الخطة الأمريكية كلها كانت تقوم علي ضرورة عدم السماح للجيش العراقي بالانسحاب من الكويت.
ويواصل الجميل : عموما في ظني أن تصريحات روبيو المفخخة ليس مستهدفا بها الدعم السريع أو الجيش بالأساس، بل إن المستهدف الرئيسي بها هو الحركة الإسلامية المتحكمة في قرار الجيش، كي تزداد تعنتا ورفضا لفكرة أو شرك “الهدنة الإنسانية”، لطالما أن واشنطن ألمحت الي انها في طريقها لتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية، رغم أن ماركو قد ترك الباب مواربا حول هذا الأمر نفسه، وربطه بشرط أن يكون مجديا ومفيدا لإمكانية الوصول للهدف الاستراتيجي الذي هو حل الأزمة بإيقاف الحرب.
فمن البديهي لكل ذي عقل أن هذا الشرط لا يمكن تلبيته بأي حال من الأحوال من خلال زيادة تعقيد الوضع، بتصنيف طرف أساسي في الحرب، كمنظمة إرهابية.
فضلا عن أن هذه التصريحات تأتي للمفارقة، في وقت كانت قد دعت فيه “صحيفة “جيروزاليم بوست” المقربة من دوائر صنع القرار في اسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الكبري، لإطلاق حملة منسّقة لتفكيك نظام البرهان نفسه.
محذرة من أن تجاهل مسار السودان تحت قيادته الحالية سيكون خطأً استراتيجياً لإسرائيل.»
وأختتم الجميل الفاضل حديثه قائلا : كانت الصحيفة العبرية قد اعتبرت في مقال نشرته، بالتزامن مع بيان مجلس الأمن والدفاع لحكومة بورتسودان: «أن تحالف البرهان مع إيران وحزب الله وجماعة الإخوان المسلمين، ثم بتحدّيه لكل نداءات السلام الأميركية والعربية، قد حول السودان إلى جبهة جديدة ضد إسرائيل.»
واشار المقال الي أن وجود البرهان على رأس السلطة يمنح طهران الوقت والمساحة لتطوير استراتيجيتها في تطويق وإضعاف إسرائيل.
وقالت الصحيفة المعبرة عن اليمين الاسرائيلي المتنفذ، أن السودان تحوّل من ساحة حرب أهلية إلى منصة انطلاق لما تسميه إيران أجندتها المعادية لإسرائيل وللغرب.»
حيث أكدت الكاتبة (Natalia Cuadros): أن البرهان «من خلال تموضعه إلى جانب إيران، وحركتها الإقليمية، وحركة الإخوان، جعل السودان جبهة جديدة ضد إسرائيل».
وأكدت الكاتبة أن السودان لم يعد مجرد ساحة صراع داخلي بل مركزًا لمحور مدعوم إيرانيًا، كما حثت الكاتبة ناتاليا، إسرائيل وحلفائها -لاحظ حلفائها- على التعامل معه كتهديد استراتيجي مباشر.
وإلي ذلك كان الكاتب الاسرائيلي Niger) Innis)، قد أشار إلى أن البرهان يُعد «حارس بوابة الإرهاب في السودان» لصالح المشروع الإيراني، وأن دوره يتجاوز الانقسام الداخلي ليشمل كل المنطقة .
الخلاصة :
إفادات الذين تم إستنطاقهم في هذا التقرير تعبر بوضوح عن حالة الإنقسام السائدة في السودان والإستقطاب الحاد الذي يشير إلى عمق الأزمة ويغذي إشتداد أوار هذه الحرب المستعرة زهاء الثلاث سنوات دون حل يلوح في الأفق , وجعلت نصال الإختراق تتكسر كلما ما لاحت بارقة أمل للحل , وبذا قد يكون الأمر خرج من أيد السودانيين نهائيا ويبدو الإعلان عن ذلك رسميا يقترب رويدا رويدا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى