السفير . الصادق المقلي .. يكتب .. هل يا تري بمأساة الفاشر بدأ العد التنازلي لإيقاف هذه الحرب العبثية.. من خلال الرباعية .
علي هامش أحداث الفاشر.. ظهرت تجارة رائجة لنظرية المؤامرة على السودان و خيراته..روج لها الكثير من الصحفيين و الخبراء الاستراتيجيون من دعاة استمرار الحرب.

علي هامش أحداث الفاشر.. ظهرت تجارة رائجة لنظرية المؤامرة على السودان و خيراته..روج لها الكثير من الصحفيين و الخبراء الاستراتيجيون من دعاة استمرار الحرب.
بالتأكيد أي دولة ذات نفوذ تجد في الحرب تربة خصبة تمرر من خلالها أجندتها الاستراتيجية و الاقتصادية.. لكن تبقى الحقيقه،،، هذا ما كسبت ايدينا.. و كل طرف يحاول ان يجني في الحرب ثمار هذا التدخل الأجنبي لتحقيق مكاسب على الأرض.
و أهم من ذلك تساؤل منطقي،… هل ياترى.. المجتمع الدولي بأسره الذي تداعي الي اجتماع بمبادرة من الرباعية يتآمر على السودان ؟
تشكل دول الرباعية و الجامعه العربيه و الاتحاد الإفريقي و الايقاد و الإتحاد الأوروبي.. و الأمم المتحدة التي باركت قيادتها الرباعية. و مجلس التعاون الخليجي و مجموعة السبعة. حوالي ١١٠ دولة.. بما فيها. و هذا للأهمية.. مصر و تركيا و قطر و جيبوتي التي تساند السودان و الجيش السوداني.. كل هؤلاء.. في مبارتهم للرباعية و دعوتهم على انفراد حتى بعد أحداث الفاشر المأساوية.. لوقف إطلاق و انحيازهم للحل السلمي التفاوضى..هل كل هؤلاء منحازون للدعم السريع و يتآمرن لنهب خيرات السودان. هذه السردية.. و هذه الشماعة التى لا تنطلي على المجتمع الدولي… لا تفوت حتى على فطنة راعي الضان في الخلاء.
الكل من فرقاء الازمة شركاء في جريمة الفاشر،. بصورة مباشرة و اكبر بشاعة و فظاعة.. الدعم السريع .. و بنسبة اقل يتحمل الجيش و حلفاؤه جزءا من المسؤولية،، دعك من يتحدث عن عجزه في الحفاظ على المدينة بعد صمود دام لعام و نصف العام كما يذهب كثيرون بهكذا قول.. لكن في رائي و هذا هو الأهم… ان تعنت وفد الجيش في قبول مقترح الرباعية بالهدنة لثلاثة أشهر.. اولا هذا التعنت و الرفض قبل ٤٨ ساعة لما حدث ما حدث في بارا و الفاشر.. ثانيا، ، لعل رفض الحل السلمي الذي طرح في المنامة و جنيف ١ و جنيف ٢..هو الذي ادي الي تقدم الدعم السريع من قبل في الجزيره و سنار و من بعد في شمال و غرب كردفان.. كما يحدث حاليًا.
لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب في دارفور التي كتب عليها ان تنزف منذ ٢٢ عاماً. كتب على الاهل في دارفور اما ان يقتلوا و يهجروا قسريا ما بين النزوح في الداخل و معسكرات اللجوء خارج حدود الوطن يقتاتون من فتات موائد الرحمة الكنيسة و الغريبة..
ثم يهجرون قسريا مرة ثانية من معسكرات النزوح إلى مدن آمنة خارج دارفور و اللجوء في الدول المجاوره.. و ما بقي منهم في الفاشر لا يجدون ما يسد رمقهم من أوراق الأشجار و علف الحيوان الامباز و حتي جلود الأبقار.. و آلاف مما تبقي منهم كانوا ضحية لهذا الموت المجاني و قتل خارج نطاق القانون يرقي الي جريمة الإبادة الجماعية من قبل عناصر من الدعم السريع.. لم يجدوا من يترحم على أرواحهم حتي صانع الملك.. فقائد الدعم السريع في تسجيله الأخير اكتفي بالاعراب (( عما حدث من كارثه في الفاشر)) و قد كان عليه بدلا من الترحم علي شهدائه ان يبدأ بالترحم علي ضحايا هذه الكارثه الإنسانية. رغم قراره بالتحقيق في أحداث الفاشر و تقديم الجناة للمحاكمة.
و لعل لسخرية القدر القوات المشتركة التي كانت تناضل في دارفور من أجل حقوق دارفور و الذين عادوا الي الوطن بعد سني ارتزاق في الجارة لييبا و
و وقعوا اتفاقية جوبا..تورطو في الإنقلاب علي ثورة لولاها لما غادروا فيافي لييبا.
و بدلا من مواصلة الحياد و خلق حزام واقي للأهل في دارفور Buffer Zone. اختاروا الدخول في الحرب كسرا لحالة من الأمر الواقع دامت لعدة أشهر،، ساد فيها الاستقرار في دارفور.. و من ثم أصبحوا حطبا و وقودا لنار اكتوي بها بنو جلدتهم في دارفور..
قلناها مرارا و تكرار ان لا حسم عسكريا لهذه الحرب العبثية. و ضرورة إيقافها منذ اول اسبوع من اندلاعها..و الحل السلمي التفاوضى.
في اعتقادي ان ما حدث في دارفور من انتهاكات لحقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني و قتل مجاني لم يوفر حتي المرضي و الجرحى في المشفى،،مما يشكل جرائم حرب تستدعي المساءلة الجنائية الدولية ،،،، مدعاة لايقاط ضمير الإنسانيه و المجتمع الدولي الذي لاذ بصمت القبور،
فما حدث في دارفور فاق بكثير في فظاعته ما استدعي من قبل تدخل الامم المتحدة من خلال بعثة اليوناميد.. بقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع.
كما نتطلع الي إنجاح مبادرة الرباعية في واشنطن… التي راينا من خلالها فرصة اخيرة و ضوءا في آخر النفق.
و قد استبشرنا خيرا بتسريب مفاده ان طرفي الحرب سوف يوقعان خلال ال ٤٨ ساعة القادمة على مقترح الرباعية بشأن هدنة لثلاثة اشهر.. الامر الذي يشكل ضربة البدايه لتنفيذ خارطة الرباعية لوقف إطلاق النار و إحلال السلام و عودة مسار التحول المدني في السودان..










