السفير . الصادق المقلي .. يكتب .. هل يا تري رباعية واشنطن ستكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ السودان من الانهيار التام ؟؟ ( 1– 3 )
في ظل تقاعس المجتمع الدولي.. و اكتفائه بدور المتفرج أمام أكبر أزمة إنسانية وصفها هو بنفسه.. و الاكتفاء فقط ببيانات الشجب و بالادانة. في ظل عدم اي فعالية لمجلس الأمن باعتباره المسؤول عن حفظ السلم و الأمن الدولي بموجب ميثاق الأمم المتحدة.

في ظل تقاعس المجتمع الدولي.. و اكتفائه بدور المتفرج أمام أكبر أزمة إنسانية وصفها هو بنفسه.. و الاكتفاء فقط ببيانات الشجب و بالادانة. في ظل عدم اي فعالية لمجلس الأمن باعتباره المسؤول عن حفظ السلم و الأمن الدولي بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
في وقت الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ السودان ، و قد شملت تبعاتها المأساوية كافة ارجاء السودان.. و تشكل تهديدا للسلم و الامن الدولي ، افظع مما حدث في دارفور قبل أكثر من عشرين عاما حيث تدخل مجلس الأمن و أصدر قراراته التي فاقت الستين قرارا تحت الفصل السابع، أفضت الي نشر حوالي 25 الف من قوات حفظ السلام.. أكبر بعثة سلام أممية… اليوناميد. بل ضمن هذه القرارت.. تحت الفصل السابع.. كان القرار 1593 لعام 2005 الذي أحال بموجبه مجلس الأمن الحاله في دارفور الي لاهاي بموجب المادة 13 ب في ميثاق روما.. و من ثم أصدرت المحكمة مذكرات توقيف في حق البشير و رفاقه.
في وقت كل المنظمات الحقوقية الدولية و غير الحكومية ، و على رأسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف ، و بيانات مجلس الأمن في نيويورك، و الجنائية الدولية في لاهاي، و الأمم المتحدة و الإتحاد الافريقي و الإتحاد الأوروبي، كلهم أجمعوا في بيانات ان ما يحدث في حرب السودان جرائم ترقي الي كل جرائم الحرب المنصوص عليها في المادة الخامسة في ميثاق روما..
في ظل اخفاق كافة المبادرات الداخلية و الخارجية و مساعي السلام.. خاصة في منبر جده. و قبر تفاهمات المنامة ، و إفشال منبر جنيف ، و اجتماع لندن الذي افشلته بكل اسف دولتان عربيتان.
في ظل الاحتقان السياسي و غياب اي توافق او إجماع وطني، أو حتى عدم توفر الارادة السياسية لدي الساسة و لدي طرفي الحرب، و التمترس في المواقف و رفض الحل السلمي التفاوضي.
فى ظل اصرار حكومة بورتسودان على تشكيل حكومة بصورة آحادية، كما هو الحال في حكومة د كامل أدريس ، التي تقاطعت تمام من موقف الامم المتحدة و الإتحاد الافريقي ، الذين أعربا عن الأمل في بيانين تأومين غداة تعيين د كامل أدريس رئيسا للوزارء، ان تمشي حكومته في خط السلام و انهاء الحرب و العمل على إجراء مشاورات شاملة و تشكيل حكومة أكفاء مدنية ذات قاعدة عريضة بتوافق وطني عريض ، في سبيل استعادة المسار الدستوري و التحول الديمقراطي و الدولة المدنية. و هي الشروط المسبقة التي وضعها المجتمع الدولي و الإقليمي ممثلا في الاتحاد الافريقي و المنظومة المالية الدولية متعددة الأطراف و مبادرة الهيبيك لاعفاء الديون و الإتحاد الأوروبي و الترويكا ، كشروط مسبقة لتطبيع علاقاتها مع السودان بصفة عامة.
في ظل انسداد الأفق تجاه اي حل بملكية سودانيه او مبادرات خارجية ، و تفاقم الأزمة الكارثية الوجودية التي ظل الوطن و المواطن السوداني يسدد فاتورتها علي مدار الساعة لعام و نيف.
في ظل انزلاق هذه الحرب الي خارج حدود السودان الأمر الذي يهدد السلم و الامن الدولي. و ما يلوح فى الأفق من مخاوف نحو تقسيم البلاد.. و التمترس في مواقف فرقاء الأزمة.
في ظل مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية و حليفتها إسرائيل ،في ان تجد إيران في السودان و البحر الأحمر موطأ قدم بديلا لفقدانها لكافة وكلائها في المنطقة ،
فضلا عن ارهاصات عن تمدد روسيا و سعيها منذ فتره طويله لانشاء على الأقل مراكز لوجستية لسفن تحمل رؤوسا نووية ، حيث بدأت هذا المسعى في عهد الإنقاذ ،في اتفاقية يبدو أنها ماتت في مهدها، إذ لم يلبث هذا الاتفاق سوي عامين قبل سقوط النظام .
… و في ظل استمرار الدعم الخارجي لفرقاء الحرب ، و تفاقم الازمة الإنسانية في السودان و بصفة خاصة في دارفور، و حصار الفاشر ،،و عدم الالتزام بما نصت عليه القرار 1591 لعام 2005 تحت الفصل السابع، و الذي شكل بموجبه مجلس الأمن فريق الخبراء المعنى بحظر تدفق الأسلحة نحو دارفور.. و الذي تطالب حاليًا الجنائية الدولية بتوسيع نطاقه بحيث يشمل كل أنحاء السودان.
..
كما تأتي الرباعية في وقت تنظر فيه واشنطن بعين الريبة علي ما تعتقده من وجود لإيران في السودان بحثا عن وكيل لها بعد ان فقدت وكلائها في سوريا و حماس و حزب الله.. و علي أثر انهاكها في حربها مع إسرائيل..فضلا عن تهديد الحوثيين للمرات و النقل البحري عبر البحر الأحمر و باب المندب و ما ينطوي عليه هذا الاعتقاد من تهديد لأمنها القومي و لمصالحها الاس تراتيجية في المنطقة.
و في ظل فشل كافة المبادرات السابقة لحل الأزمة في السودان بما فيها مشاركتها مع السعودية في منبر جدة.، ربما تسعي واشنطن من خلال اجتماع الرباعية و ما يعقبها من فعاليات اخري ربما تضم الاتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة و الإتحاد الأوروبي الي أن تتمخض هذه الجهود الأمريكية الي وقف إطلاق النار،. تسهيل انسياب العون الإنساني للمتضرين من الحرب و التمهيد لعملية سلمية شاملة تنهي الحرب و تستعيد مسار التحول الديمقراطي و الدولة المدنية في السودان.. و لا يستبعد،. كما ظل ترامب في كثير من المناسبات يتوعد ،،أن يلجأ لفرض السلام في السودان بالتي هي اخشن ان تعذر تحقيقه بالتي هي أحسن..
في ظل كل هذه المعطيات عن الوضع الراهن في السودان، ينعقد اجتماع الرباعية في واشنطن. و كل تكهنات المراقبين ، تشي الي أن محطة واشنطن سيكون لها ما بعدها.. سيما و ان الرئيس ترامب.. الذي حاول من خلال الحرب بين إسرائيل و إيران و بين رواندا و الكنغو الديمقراطية و مساعي السلام في غزة بصفة خاصة و الشرق الأوسط بصفة عامة و مساعيه البطيئة على صعيد الحرب الروسيه الأوكرانية، يريد أن يظهر للعالم كرجل سلام. حتي و لم تم فرض هذا السلام بالقوة. و السودان له محفزاته للاداره الأمريكية من حيث الموقع الجيوستراتيجي و من حيث ثرواته الكامنة في باطن الأرض و ظاهرها.. و فرص الاستثمار للشركات الأمريكية. و هو يتطلع او يحلم بنيل جائزة نوبل للسلام..
و من هذا المنطلق علق كثيرون داخل و خارج السودان آمالهم في نجاح المساعيى السلمية الأمريكية ، بل راهن البعض علي فرص نجاحها. سيمان و ان الرباعية تضم دولتين عربيتين ، مصر و الامارات. التي لا يخفى علي احد انحيازمها و دعمهما لطرفي الحرب ، الأمر الذي قد يوفر عاملا مساعدا لإنجاح محطة واشنطن.
كما حظيت مبادرة الرباعية باجماع دولي و إقليمي منقطع النظير. موضوع الحلقة الثانية ،و في ظل تفاقم تبعات الحرب الكارثية على المواطن و الوطن. موضوع الحلقة الثالثة أن شاء الله من المقال.









