إدانات واسعة لمجزرة سوق صابرين في أم درمان وسط أزمة إنسانية خانقة

تقرير: الكاظم هـارون
في ظل تصاعد العنف وإستمرار إستهداف المدنيين، حيث إرتفع عدد قتلى القصف المدفعي الذي إستهدفت به قوات الدعم السريع “سوق صابرين” بأم درمان إلى ٥٤ قتيلاً، فيما أصيب قرابة ١٥٨ مصاب بجروح بالغة.
وفقاً لشهود عيان، أن حجم الدمار الذي خلفته هذه الهجمات العنيفة ووسط هذا الوضع المأساوي، تبذل الأطقم الطبية والمتطوعين جهداً هائلاً للتعامل مع العدد الكبير من المصابين، في ظل ظروف قاسية ونقص حاد في الموارد الطبية الأساسية.
الوضع الصحي الكارثي في المستشفيات
أفادت وزارة الصحة السودانية في بيان رسمي ” أن ٥٤ مدنياً لقوا مصرعهم، بينما بلغ عدد المصابين ١٥٨ شخصياً، مشيرةً إلى أن مستشفى النو ومستشفى سواعد أستقبلاً العدد الأكبر من الضحايا، ما تسبب في إزدحام شديد داخل المرافق الصحية “.
وقد أوضح المتطوعين في مستشفى النو أن المستشفى يعاني من نقص حاد في الدم، الأكفان، الملايات، وحتى مياه الشرب، مما يفاقم الأزمة الصحية في المدينة التي ترزح تحت وطأة الحرب.
إدانات واسعة ومطالب بالمحاسبة
أثارت المجزرة ردود فعل غاضبة من جهات سياسية وحقوقية، حيث شجب خالد عمر يوسف، القيادي في حزب المؤتمر السوداني، القصف بأنه جريمة بشعة يجب إدانتها بأشد العبارات، مؤكداً ضرورة محاسبة مرتكبيها، وأضاف قائلاً:
> ” هذه الحرب شرٌّ مطلق، ولعنة حلّت ببلادنا، لا خير فيها ولا في من يدعو لأستمرارها أو يتكسب منها أو يتستر على إجرامها، إنحيازاً لهذا الطرف أو ذاك“.
كما أكد إلتزامهم بفضح جرائم الحرب ومناهضتها، داعياً إلى إيقاف النزاع ومعالجة آثاره الكارثية، معتبراً ذلك “الموقف الأخلاقي والمبدئي” في وقت أصبح فيه سفك الدماء أمراً إعتيادياً.
الحزب الإتحادي: المسؤولية الكاملة تقع على قوات الدعم السريع
ومن جهة أخرى، أدان حزب التجمع الإتحادي القصف بشدة، وحمّل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن الهجوم وإستهداف المدنيين، وشدد الحزب أن جميع الإنتهاكات ضد المدنيين تستوجب المحاسبة القانونية، مطالباً بتقديم مرتكبيّ الجرائم إلى العدالة الإنتقالية وفق القوانين السودانية والدولية.
السياق الأوسع للحرب في السودان
يأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة من الهجمات التي تستهدف أرواح المدنيين والبنية التحتية الحيوية في السودان منذ إندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتحولت أم درمان إلى واحدة من أكثر المدن تضرراً بسبب الإشتباكات العنيفة التي تستخدم فيها المدفعية الثقيلة والمسيرات، مما أسفر عن مئات القتلى وآلاف النازحين منذ بدء النزاع.
مأساة إنسانية متفاقمة وسط غياب الحلول
يتزايد الوضع الإنساني سوءاً مع إستمرار النزاع، حيث يعاني المدنيين من نقص في الغذاء والمياه والأدوية، فضلاً عن إنهيار الخدمات الأساسية كما تفيد التقارير بأن المستشفيات حالة إزدحام بسبب الإكتظاظ ونقص العلاج، مما يزيد من معاناة المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.
دعوات للتحرك الدولي لوقف المجازر
وسط هذه الفوضى، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب وإيجاد حل سياسي للأزمة، ويدعو الناشطين والمنظمات الحقوقية إلى تحقيق دولي مستقل في جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين في السودان، مؤكدين أن الإفلات من العقاب سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والعنف.
يبقي سوق صابرين في أم درمان شاهداً على مأساة إنسانية متجددة، حيث تسقط أرواح الأبرياء ضحية لحرب لا ترحم، في ظل غياب أي أفق لحل قريب، وبينما تتراكم الجثث في المستشفيات، يستمر النزاع في حصد مزيد من الأرواح، وتدمير ما تبقى من السودان.