مناسبة زواج بالبطانة تتحول إلى فاجعة رصاصة فرح تغتال ثلاثة اشخاص
.
قصة خبرية يرويها : صديق رمضان
“حسن إدريس علي إدريس” شاب مثله وأي “زول” بيحلم بالعديلة وفرحة الريد الطويلة، كان على ثقة أن في يوم فرحه ان الناس تجيهو تغنى ليهو وناس تبارك وناس تهنئ، لذا فقد ترجّمت ملامحه السعادة التي ملأت جوانحه وهو يتلقي التهاني والتبريكات بعد أن بدأ في تكوين عشة صغيرة مع من اختارها قلبه وقرر أن يمضي معها مشوار حياته
وفي أجواء فرح يتميز بها أهل القرى كان كل شئ يمضي حسبما هو مألوفة في القرية الوادعة بالبطانة، الجلاليب أخذت بياضها من النفوس، الأطفال يتقافزون هنا وهناك زحمة في جنة براءتهم، الشباب يأمل العازب منهم أن يأتي الغد باسم الثغر ملوحا بالأماني وهو مخضبا بالحناء ويسمع الشباب يرددوا “أبشر ياعريس” ، ومن تزوج يسترجع زكريات يوم فرحه، وبين هؤلاء وأولئك يجلس الكبار وهم يتجاذبون أطراف الحديث في شتّي المواضيع، باختصار فإن بقرية التكون كانت فيها الأجواء فرائحية بامتياز في زمن بات فيه الفرح مثل العملة النادرة.
وفجأة كأنما أرادت الأقدار التأكيد على “انو أصلوا حال الدنيا تسرق مُنية في لحظة عشم”،فقد تحول الفرح إلى حزن وتحول بياض بعض الجلاليب إلى الأحمر لون الدم، كل شئ انقلب إلى ضده سريعا بطريقة لاتحدث حتى في الخيال ولم يضعها أكثر الناس تشاوماً، وبدلا عن خيمة فرح تحولت إلى سرادق للعزاء.
فقد تسبب إطلاق الأعيرة النارية في مناسبة زواج بقرية
” التكون” بالبطانة التي لاتبعد كثيرا عن مدينة حلفا الجديدة في فاجعة حصدت ارواح ثلاث من الذين كانوا في الفرح وهم أحمد ودالحاج ودبدرة، عبد علي ود حسن، عماد علي عطية بخيت، فيما تعرض للإصابة محمد ابراهيم آبدرة ، عثمان ٱدم ادريس،اما العريس فقد دخل في صدمة نفسية نسأل الله أن يتعافا منها سريعا،اما القرية فقد خيّم الحزن عليها بعد أن اناخ بعيره فيها وقد توشحت بالسواد والقلوب يعتصرها الألم.
من أراد مشاركة العريس الفرحة تمرد عليه سلاح الكلاشنكوف وكأنما أراد الإشارة إلى أن مكان استعماله في الحروب والدفاع عن النفس والعرض وليس خيام الأفراح، وذات السلاح كأنما أراد تثبيت حقيقة أنه يجب أن يكون في يد النظاميين فقط وهم ذاتهم بنص القانون لايملكون الحق في استعماله في الأفراح،لتكون النتيجة حصاد ثلاث أرواح.
إذاً ورغم صرخات ونداءات مبادرة أفراح بلا سلاح ورغم الحوادث الكثيرة التي شهدتها الفترة الماضية ورغم قرار المنع الحكومي في هذا الصدد، إلا أن إطلاق النار يتواصل في المناسبات ليحصد الأرواح البرئية التي نعم جاء آجلها ولكن ليس لها ذنب.
يحدث ذلك اليوم وغدا ولن ينتهي هذا المسلسل المؤلم لعدم امتلاك المجتمع الإرادة الكافية لوضع حد للتعبير عن الفرح بالرصاص، ولن يتوقف إذا لم تدرك الحكومة أن واجبها حماية الأرواح التي هي مؤتمنها عليها، لن تتوقف الظاهرة التي اتخذت شكل الاستدامة إلا بوعي جمعي وقوانين رادعة، والي أن يحدث ذلك سيسقط المزيد من الأبرياء ودم مسؤولية مقتلهم موزع علينا جميعا.
رحم الله الفقداء والشفاء للجرحي