تحقيقاتتحقيقات

عادل عبدالله … تفاصيل حادثة أختفاء غامضة …. محاولة فاشلة للهجرة غير الشرعية للقارة العجوز

آخر الاحتمالات التوهان ما بين طرابلس وبنغازي

 

 

 

نيالا _ رواية : محمد آدم

 

 

 

 

 

Oplus_131072

على متن عربة “كريس”، كان يتنقل بها في شوارع (حي الخرطوم بالليل ،و دوماية)، ضمن خطوط شبكة المواصلات العامة بسوق “نيالا”، الكبير ، حيث عمل لفترة ثم قرر أن يهجر مهنته تلك ، البديل المتوفر لديه كان السفر ومغادرة ارض الوطن بحثا عن مستقبل مشرق ووضع معيشي افضل له ولأسرته.

وجهة جديدة

كانت الجارة ليبيا هي الخيار المتاح لدى الشاب عادل عبدالله يحي آدم ، حزم امتعته ، ودع أسرته ثم غادر بيت العائلة بمعية شبان من مدينة(نيالا) ، يقاسمونه ذات المعاناة والظروف وربما العمر ، وبعد رحلة امتدت لأيام من العام ٢٠١٩م، تمكن عادل ورفاقه من عبور الصحراء الكبرى وصولا إلى منطقة “الكفرة الليبية “،، وفور استراحة قصيرة استمرت الرحلة من مدينة إلى اخرى حتى بنغازي ومنها استقر بهم الحال بالعاصمة الليبية طرابلس..

بعد أن مضى على بقاء عادل هناك نحو عامين كان يعمل في تلك الفترة (سائق ،وكل ما يتقاضاه هناك يضعه لسد تكاليف العبور الى القارة العجوز “اوربا”، على متن أحدى قوارب التهريب فوق مياه البحر المتوسط المؤدي إلى جزيرة مالطا…. رغم ذلك كان للوالد عبدالله يحي رأي آخر حول الهجرة غير الشرعية،وكان متمسك بعدم مغادرة نجله بهذه “الطريقة”،،، ولكن عادل أصر على المضي قدما وإكمال مشواره بعيد عن استشارة افراد الاسرة ،وفضل السفر سرا لتجاوز موقف والده الرافض للسفر عبر التهريب .

محاولة فاشلة .!!!

طبقا لشقيق عادل الأكبر( عبدالسلام عبدالله)، قال الأخير أن عادل كان على تواصل مستمر معه وكل أفراد العائلة طيلة فترة بقائه هناك ،، حتى حدثه ذات مرة ،أنه حاول السفر عبر تلك القوارب ، وحينما شارفت الرحلة على بلوغ شواطيء جزيرة مالطا ، ولكن قوات خفر السواحل اطاحت بأحلامهم واعادتهم مجددا الى الاراضي الليبية ،،،، وبعد عودة عادل من تلك المحاولة الفاشلة لم ينقطع تواصله مع أهله بعد واخبر شقيقه عبدالسلام أنه يرغب في الخروج إلى ضواحي العاصمة طرابلس للعمل حتى يتمكن من تغطية تكاليف السفر مجددا بعد انخفاض الاجور داخل المدن ،،، وقال عبدالسلام أن شقيقه لديه صديق يدعى جمال كان يشارك عادل السكن ومكان الإقامة الا ان جمال لم يذهب مع شقيقه عندما قرر الذهاب إلى خارج المدينة بغرض العمل ، وأضاف عبدالسلام:”آخر مكالمة بيني وشقيقي عادل قال لي (عايز يمشي بره يشتغل وبغيب لفترة وما عارف يتصل علينا متين) !!؟؟؟”.

تفاصيل الاختفاء

هذه المحادثة كانت في العام ٢٠٢١م ،ومنذ تلك اللحظة انقطع التواصل بين عادل وأسرته حتى اليوم ، ولم تضع العائلة أي تفاصيل عن اختفاء بعد أن اخبرهم أنه بصدد مغادرة المدينة الكبيرة والعمل بالريف، لكن الفترة طالت وساد الانتظار والترقب،،،، الاختفاء كان لأيام ثم لشهور.

لجأ شقيقه عبدالسلام للبحث عن أصدقاء “عادل” ومن كانوا يشاركونه السكن، وكل من كانوا معهم اختفوا في نفس التوقيت ،الأمر الذي دفعه للذهاب إلى منازل بقية المفقودين باحياء متفرقة من مدينة “نيالا” ، وجدهم عبدالسلام ايضا لا يعلمون شيئا عن شقيقه ولا حتى ابناءهم ؟.

. عاد للتواصل مع صديق لشقيقه المفقود يدعى “جمال”، كان يشاطر “عادل” السكن ومكان الإقامة ،وحينما قرر عادل الذهاب خارج المدينة بغرض العمل لم يرافقه في ذلك المسعى “جمال” ، وطبقا لعبدالسلام أن “جمال” كذلك لم يفيدهم بما صار لعادل واخبرهم انه ايضا انقطع الاتصال بينه وبين المفقود منذ لحظة مغادرته للمدينة، وبشأن إمكانية البحث عنه هنالك قال جمال : أن البحث عن مفقود ما بين “بنغازي”، و”طرابلس” والمناطق المحيطة بهما أمر في غاية الخطورة وقد يكلف من يقوم بعملية البحث حياته خاصة في ظل انتشار المجموعات المسلحة داخل ليبيا .

بحث وتقصي

لم تقف عائلة المفقود “عادل”، مكتوفة الأيدي، من خلال بحثها عن ابنها بالداخل والخارج حيث انخرط اخوته في التواصل مع أي شخص كانت تربطه علاقة بشقيقهم المفقود ، الا وطرقوا بابه ولكن دون جدوى،،، بعد عمليات بحث مضن، غادر الشقيق الأصغر “الطاهر عبدالله” البلاد إلى ليبيا باحثا عن المفقود “عادل “عسى ولعل يجد خيط رفيع يقودها الى مكان “عادل” ويساعد في فك طلاسم هذا الغموض … فور وصوله باشر الأخ الاصغر في عمليات البحث والتقصي، الا انه لم يتوصل لأي نتيجة او معلومات دقيقة تفيد بمكان المفقود أن كان على قيد الحياة او فارقها، او ربما يقبع في السجون الليبية،، فكل الاحتمالات التي وضعها الاهل والأحباب غير واردة في رحلة الطاهر إلى ليبيا.

في كل صباح تجلس حواء إسحق عبدالله والدة المفقود ، في صمت تناجي الله أن يحفظ ابنها أن كان على قيد الحياة، وأن يعيده إليها سالما ، وتترقب يوما بعد يوم أن يأتي إليها شخص ما بالنبأ اليقين ،يريح قلبها ويزيح عنها غيوم من الحزن والانتظار أمتدت لأكثر من (٣) سنوات ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى