ما بين مباركة حتة وسارة مهدي وايمان بركية ( وطن النجوم) يتهوه بين المنافي والنزوح !
القاهرة : عبدالباقي جبارة
لا شك بأن كارثة الحرب التي ضربت بعمق وطن النجوم ارض السمر سوداننا الحبيب فأصابت كل فئاته، فشتت الجمع وقُتلت الٱمال وتبدد الطموح إلا بصيص الأمل الذي تبقى من رحيق اهل الابداع سواء الفن او الادب والوصل بينهم اهل الاعلام، تفقدت فيما تفقدت من زملاء المهنة فتذكرت الرجل ال ( حتة) وكأنه حتة من كل سوداني فهو الذي طوع عدسته فوثق لعاداتنا وثقافتنا وملامحنا، فتخطى اشكالنا العرب الممزوجة بدم الزنوج السمر ( ديل اهلي) فكانت كاميرا مباركة حتة تحفظ سلالة تهراقا والكنداكة اماني بانفنا المفطوس سلالة حام، أو المدود ذي قربى لابناء سام هكذا كنا نسوح باختيارات حتة التصويرية ونتأمل خياله الواسع ولا ندري انه يغوص في اعماقنا كأنه يبحث عن امشاج يشتد وثاقها بيننا ليوم فراق نعيشه الان ما بين نازح ولاجئ.. فحسبت مبارك حتة اول المغادرين ارض الوطن بعد أن عبثت الٱلة الحربية به واصلا الرجل كان كثير التسفار في وقت السلم فما باله الآن، فكل دوافع الهجرة تنطبق علينا جميعا، ولكن المفاجأة بأن مبارك المبارك اختار ( حتة) كلها بركة واختار زواية لعدسته ليرسم املا جديدا ليقول عائدون يا ارض الجدود مهما بلغت بنا الشدائد ،فوجدت مبارك في ارض اجداده بالريف الشمالي للعاصمة الوطنية ام درمان وعبر اتصال اسفيري بعث لي لقطات للوحات جمالية فيها مناظر ( بحر ابيض) المنترح مابقيف ليلتقي في الازرق ال ب عرقو هد القيف كما في القصيدة التاريخية للشريف زين العابدين الهندي التي سرد فيها جغرافية السودان حتة حتة حتى تفوق فيها على احدث ( اطلس) ، فمبارك ياسادة الان يكتب في تاريخ جديد للابداع السوداني بايدي اهل الاعلام ، بالتاكيد حتة من الصعب تنسبه لقبيلة محددة من اهل الاعلام أو الفن والادب أو اهل الثقافة عامة لكننا في مجال الصحافة استأثرنا به حتى لا ينازعنا فيه مجال آخر فهو صحفي بالكاميرا والقلم وغير ذلك من عطاءه الوافر يظل جذور تواصل مع اهل الابداع عموم، عل أي حال ما يفعلة حتة الآن في الريف االشمالي لام درمان ارض مكوك الجموعية اهل الكرم والجود والفراسة في جلسات ( الضرا) او لوحات الفلا يبعث الامل بحق بأن هذا البلد الطيب عظمه قوي ولن تكسره الحروب ما دام هنالك اقلام حبرها يسيل وعدسات تلتقط اصالتنا الراسخة .. هذه المقدمة القصيرة في صديقنا وزميلنا مبارك حتة بمناسبة مكالمة اسفيرية جرت بيني وبينه مساء اليوم فاجتررنا فيها الذكريات وعرجنا على الحاضر وتفقدنا نجوم بلادنا الذين شتوا بدول العالم كأنهم نجوم السماء لتهدئ بهم البشرية على الكرة الارضية.. فالرجل ظل مهموم بكثير من النجوم خبأ بريقهم او انزوا لظروف خاصة او عامة.. في وقت يحتاج منا جميعا أن نهزهم هذا الانكسار ونحوله لانتصار على واقعنا المرير فضربت له مثل بال اعلامية الانيقة سليلة الشاعر المجيد ( الزولة) التي تتجسد فيها سودانيتنا بكل ما تحمل الكلمة من مضامين جميلة ايمان بركية فوافقني الرأي وضرب مثلا باخرى لا تقل ابداعا وريثة ليلى المغربي كما وصفها واتفقت معه ( يا صوتها لما سرى) عذوبة ورقة لكن في أرض الكنانة انزوى.. الاذاعية المتمكنة سارة مهدي فاوصاني ان اوقظ ثباتها فاقول لها ( عازة في درب التقدم لسه مشوارك طويل صابرة دائما كاتمة جرحك لمْا هداك الرحيل ما التقدم دربو واضح والعلم اياهو السبيل) .. بما أنني لم اتعرف على سارة عن قرب فسألت ( العم قوقل) فأول ما اهداني هذا المقال ادناه بقلم مبارك حتة عن المبدعة سارة مهدي فتراجع قلمي تأدبا لهذا الدلق الدافئ قلت اشارككم اعادته رغم انه نشر قبل عامين..
الخرطوم/ مبارك حتة
النفس والاحساس ولغة الجسد هي ممسكات جيدة لمخارج حروف تمشي بين الناس صوت يشكل الصورة في مخيلة المستمع .
بين صوت واخر تميز بين المذيعين ومقدمي البرامج .
الاستاذة سارة مهدي صوت اذاعي يغازل اذن المستمع ويتغلغل في دواخله وياخذك الي عوالم تصوير بمهارة وحرفية .
الاستاذة سارة مهدي الصوت الذهبي باذاعة الخرطوم واذاعة البيت السوداني اف ام 100 لها قدرة ومهارة كبير لابقاء المستمع في محورها وهي تقدم له المعلومة ومحاور الثقافة المتعددة .
سارة ليس مقدم برنامج ومذيعة فقط فهي معدة ومنفذة برامج تغزل باناملها مايرضي زوق المستمع .
للاستاذة المذيعة سارة مهدي قدرة فائقة وبصمة تطوع بها لغة الضاد لتقدم مجهود صوتها الذهبي عبر الاثير .
التجربة الاذاعية الكبيرة جعلتها في تحدي بين نفسها وما تطمح لتقديمه عبر الراديو فهي شغوفة بالمعلومة وفي حالة بحث وعصف ذهني لتقديم ما يرقي أزواق واسماع المتابعين .
الشاهد ان الأستاذة سارة مهدي تعشق الراديو بالرغم من تجربتها التلفزيونية الفضائية باعتبار ان العمل الاذاعي الاعصب والاسهل في ذات الوقت ويعتمد بشكل كبير علي الحضور وتسلحك بالمعلومة وكيفية تقديمها للمستمع بشكل صوري لا تجعله يدير مؤشر الراديو الي محطة اخري .