ياسر عرمان .. يكتب.. أين القوى الوطنية والديمقراطية وقوى الثورة من شرق السودان؟
بفضل الفلول وصلنا لمرحلة خصخصة المليشيات على مقاس القبائل وبطون القبائل ومليشيات القطاع الخاص، وإصدار رخص المليشيات الخاصة أصبح مثل شركات الأمن التي تحمي المنازل والبيوت في البلدان الحديثة والحمد لله ! وسنصل إلى مرحلة ان يتصل بها اي مواطن للاتفاق والمقاولة، وأجهزة الأمن والاستخبارات تصدق لكل عاطل بميزانية ومليشيا خاصة، وزراعة المليشيات ستحصدها وتطورها قوة معادية للسودان لاحقاً وهي تضع نصب أعينها على شرق السودان بموقعه الاستراتيجي الذي يحظى باهتمام اقليمي ودولي.
لك ان تختار مكان تدريب مليشيتك الخاصة في الداخل أو الخارج ولك ان تختار عقيدتها العسكرية ضد الوطن أو ضد قبيلة أخرى أو ان تقتاد المليشيا من لحم المواطن ولها ان ترفع راية الوطن أو القبيلة أو خشم البيت، فهذه الايام كل الرايات سواء.
الحرب اصبحت مولداً لتناسل المليشيات وأمراء الحرب ( الشوكة بسلوها باختها) هذا هو منهج الإنقاذ وكتابها المعتمد.
في شرق السودان تم الاحتفاء بدخول ثلاثة مليشيات من القطاع الخاص القبلي وهي ليست ذات قدرة للإسهام في المجهود الحربي فقد اتيح لي معرفة هذه المنطقة على نحو جيد، بل هي في أفضل الاحوال ارتكازات لجر القبائل للحرب ولمصالح لا صلة لها بوحدة السودان وهي نفسها تتخذ من بعضها أعداء، وعدائها لبعضها أكثر من عدائها للآخرين، لماذا يتم تعزيز تناقضات قبائل الشرق؟
لماذا ترعى القوات المسلحة المليشيات؟
معلوم ان القوات المسلحة في وقتها الراهن تعاني من نقص في المشاة والسؤال هنا، هل رعاية المليشيات هو الحل؟ أم على طريقة
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ
وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
عجيب والله أمر القوات المسلحة التي أصبحت مصنعاً لتفريخ المليشيات والتي حتى لا تذكر ان بعض أصحاب المليشيات الحاليين قد تم فتح بلاغات ضدهم بالأمس، ان من جرب المجرب حاقت به الندامة.