توقف التكايا والمطابخ الخيرية يهدد سكان مناطق النزاع السوداني بالجماعة
بورتسودان – علي الأسباط
ظلت التكايا الخيرية والمطابخ تشكل أهم المبادرات المجتمعية لمساعدة السكان العالقين في الخرطوم وبعض المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، إذ يتم تقديم وجبات يومية وسريعة التحضير تسد حاجة آلاف الأسر، فضلاً عن مياه الشرب والأدوية مجاناً.
ويتطوع شباب الأحياء في جلب المواد الغذائية من مناطق بعيدة لسد النقص، وأسهمت هذه المبادرات في تخفيف العبء عن غالبية السكان خصوصاً من لا يملكون قوت يومهم، وحتى من استطاع يعاني انقطاع إمداد السلع الاستهلاكية.
أزمات تهدد بالتوقف
وأدي انهيار الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية وارتفاع معدلات التضخم والزيادة الجنونية في أسعار المواد الغذائية إلى توقف أكثر من نصف تلك المطابخ عن العمل تماماً، بينما تترنح أخريات للأسباب ذاتها.
ويهدد توقف التكايا بمضاعفة معاناة آلاف الأسر التي فقدت وجبتها الوحيدة في اليوم.
وقبل التوقف التام اضطر كثير من التكايا والمطابخ الخيرية في العاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة وجنوب كردفان ومدينة الفاشر في شمال دارفور إلى تقليص وجباتها اليومية، مما تسبب في ظهور صفوف طويلة وطوابير تشهد تدافعاً كبيراً عند مراكز توزيع الوجبات التي لا تزال تعمل في بعض المناطق الأخرى للحصول على حفنة من الطعام تكفي لوجبة واحدة.
استغاثة ونداء
إلى ذلك، أعلنت غرف طوارئ محلية أم بدة أكبر محليات مدينة أم درمان كثافة سكانية، والمحتلة جزئياً من جانب قوات “الدعم السريع”، عن توقف (45) من المطابخ الخيرية من أصل (50) مطبخاً كانت تقدم خدماتها بسبب انقطاع الدعم المالي.
وشكا عدد من المتطوعين في غرف الطوارئ بشرق النيل بالخرطوم بحري، من أن انقطاع الدعم والتمويل للتكايا والمطابخ كان العقبة الأساسية التي حالت دون استمرارها وأدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية وهددت سكان المنطقة بالوقوع تحت براثن الجوع التام.
من جانبها، أطلقت تكايا منطقة أم درمان القديمة، نداءً عاجلاً لكل رجال الأعمال والخيرين والمغتربين بحاجتها الماسة إلى تبرعاتهم ومساهماتهم ليس بالمال ولكن المساعدات العينية من المواد التموينية.
كما أعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام في الخرطوم عن توقف مطبخ منطقة الأزهري غرب الخيري الذي كان يوفر الوجبات لمئات الأسر، نتيجة انقطاع الدعم ونفاد مخزونه من المواد التموينية.
أوضاع كارثية
وصف المتطوع حاتم بشير في حديثه لـ (ترياق نيوز)، الوضع الإنساني بـ”الكارثي”، نظراً إلى توقف المطابخ الخيرية في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، ويتواجد بها عدد كبير من السكان الذين يعانون من الجوع وانعدام الغذاء بعد نفاد المدخرات المالية.
وأشار المتطوع في خدمات الأطعمة المجانية إلى “عجز العاملين في المطابخ الخيرية عن تقديم الخدمات اليومية، وهو ما يهدد بأزمة غذائية ستفاقم من أوضاع آلاف المواطنين.
وأوضح بشير أن “غالبية المواطنين في مناطق النزاع السوداني يعتمدون على وجبات المطابخ الخيرية بصورة يومية في الحصول على الطعام، من ثم فإن توقف الخدمات فاقم من المعاناة وبات يهدد حياة عدد السكان، ويتزامن كل ذلك مع انعدام السيولة النقدية وقطع الكهرباء والمياه وندرة الغاز.