حيدر الفكي .. يكتب.. (حتى الآن) .. حميدتي ينعي قوات الدعم السريع !
قبل ايام القى حميدتي حجرا في بركة ساكنة حركت الساكن السياسي بشكل غير مسبوق على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وذلك بخطابه الذي انتشر علي نطاق واسع متجاوزاً كل الأعراف الدبلوماسية حيث اتهم مصر صراحة بضرب جبل موية بالطيران الشئ الذي اثار حفيظة الجانب المصري على المستوي الرسمي ومنصاتها الإعلامية لأن الإتهام خطير وصريح ومحرج في آن واحد لأن من ابجديات الحياد حال حدوث اي ازمة داخلية لأي دولة ادت الى حرب طاحنة أن لا تتدخل اي دولة بالفعل في صالح اي طرف مهما كانت المسببات ومصر دولة تعرف ابعاد وتداعيات هذا الإتهام لذلك كان ردهم بالنفي وأن هذا إتهام لا يقوم على دليل وفي ذات السياق اتهمت الدعم السريع بأنها مليشيا مارقة وهذه حقيقة ولكنها ستفقد مصر في مقبل الأيام ان تلعب دورا وسيطا للحل إن دعت الضرورة لذلك لأنه لايمكن ان تكون الخصم والحكم في أن واحد.. وبعدها وجه إنتقادا حادا للمجتمع الدولي وبتفاصيل الحوارات التي اجراها مع الفاعليين الدوليين في شأن الازمة السودانية ثم انتقل للشان الداخلي حيث ذكر بانه عارض الإتفاق الإطاري وتنبأ بأنه سيحدث حرب هذا حسب زعمه وهنا تظهر إستفهامات كثيرة لأن حديثه في هذه النقطة غير منطقي وإثبات أنه من أنصار الإطاري لا يحتاج الى كثير عناء ولا دليل
الشئ الجدير بالملاحظة هو أنه في هذا الخطاب بلباسه العسكري رجع الى الإنفعالات العفوية والإرتجالية التي كانت تمثل شخصيته ما قبل الحرب من حيث الإيحاءات واللغة ولغة الجسد واختلف تماما عن ذلك الرجل بعد نشوب الحرب بعد أن لبس الثياب المدنية واصبح يجوب العواصم والبلاد ويتحدث بلغة دبلوماسية لا تشبه حديث حميدتي وطريقته المعهودة والمعروفة لعامة الناس وهنا انتاب الكثير من الناس الشك في رواية وفاته والتي لاقت رواجاً كبيرا في السابق
لكل ما تقدم ارى ان خطاب حميدتي كان خطاباً ينعي فيه الدعم السريع وان نجمه قد أفل وهذا يتضح من الخطاب الإرتجالي بكل المقاييس حيث فقد الكثير وهو يعلم ذلك ويواسي جنوده بصبرهم وأداء واجبهم حسب زعمه. كما ان حالة المرارة واليأس والإحباط ظاهرة على تقاسيم وجهه وسينعكس ذلك سلباً على الروح المعنوية لجنوده وطاقمه الإعلامي ومع ذلك لن يكون الطريق مفروش بالورود للجيش والمستنفرين والمشتركة وسيكون هناك نزيف للدماء وخصوصاً دماء الابرياء وهي حرب استنزاف بالمقام الاول وليس فيها رابح بل هى حرب كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى وممكن أن يحسِّن طرف وضعه على الأرض على حساب الآخر ولكن لن ينهيه وسيساعده ذلك على مائدة التفاوض وهذا هو أخر المطاف وهو أمر حتمي لا محالة ولا مناص منه ويعلمه أطراف الصراع جيداً
ومضة:
هى روح مُتعبة بفوضى الجسد مُنهكة بفكر العقل ووعي السؤال