مولانا/ نصرالدين_مفرح .. يكتب.. ما بين كابتن هيثم مصطفي والأسطورة ديدي دروغبا !
الرياضة ليست لعباً ، وإنما هي رسالة دبلوماسية وتربية ومنهج وقيم وأخلاق ، بل تهذيب للنفوس قبل حصد الكؤوس لذلك جاء المثل [ خلي أخلاقك رياضية ] الحكمة منه ضبط النفس وعدم التعصب حتي في حالة الهزيمة .
ما بين العام ٢٠٠٢ _ ٢٠٠٧م قامت حرب أهلية طاحنة في ساحل العاج بين الحكومة والمعارضة المسلحة ، إذ كانت بين جنوب البلاد الذي يسيطر عليه جيش الحكومة ، والشمال الذي يسيطر عليه الجيش المعارضة والذين يشعرون بالتهميش والتمييز والعنصرية وهضم الحقوق ، فكانت واحدة من أشرس الحروب الاهلية في القارة الأفريقية ، فقدت فيها أرواح مدنية وعسكرية بالمئات ، وفي العام ٢٠٠٦م كانت تصفيات الأمم الأفريقية المؤهلة لكأس العالم بالمانيا وكانت ساحل العاج تلعب الي جانب الكامرون ومصر والسودان والمنتخب العاجي بقيادة الاسطورة الافريقية والقاطرة البشرية ديدي دروغبا ، الذي حمل احلام العاجيين في الصعود الي كأس العالم ، وكان يحتاج الي الفوز علي السودان بالخرطوم ، مع تعطيل مصر للكامرون إما بالفوز عليها أو التعادل ، وقد كان ، فتعادلت مصر والكاميرون ١/١ وفازت ساحل العاج علي السودان ١/٣ وصعدت ساحل العاج الي كأس العالم و عمت الفرحة العاجيين الحكومة ومن والاها من المواطنين والمعارضة ومن والاهم من المواطنين ، فوحد رفاق دروغبا مشاعر الشعب العاجي والحكومة والمعارضة ، فأرسل دروغبا رسالة الي الحكومة والمعارضة من امدرمان بكلمات وطنية خارجة من قلبه بأن نحن بكرة قدم وحدنا شعبنا فأرجو من السياسيين حكومة ومعارضة ان تعلنوا وقف اطلاق النار وتبدأون بمفاوضات لأجل ايقاف الحرب واحلال السلام في البلاد والتحول الديمقراطي وإقامة الانتخابات ، فتداول كل الناس لا سيما الاعلاميين الوطنيين والناشطين علي مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية بالبلاد هذه الكلمات الوطنية ، واصبحت هاشتاقات وتريند لوقف الحرب ، وكان حينها توج دورغبا بجائزة افضل لاعب بافريقيا وذهب الي مدينة بواكي عاصمة المعارضة واهدي الفوز والجائزة للشعب والحكومة والمعارضة من تلك المدينة واحتفل من هناك ، مستخدماً ذلك في توصيل رسالة المحبة والسلام لكل الشعب ، ومن ثم أعلنت المعارضة والحكومة وقف اطلاق النار ، ودخلوا في تفاوض ووقع الاتفاق الأمني والسياسي الذي انهي الصراع الذي استمر خمس سنوات ، والذي كان خطاب الكراهية هو الرافع الأساسي له ، ولعب دوراً كبيرا في تأجيج الصراع ، وكان ذلك اساساً للتحول الديمقراطي الذي تنعم به ساحل العاج حتي اليوم وهي تخطوا بثبات في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والحلول السلمية للحروب ، في واحدة من أعظم الدروس والعبر التي يجب أن يتعلم منها نخبنا السياسية في قارتنا الأفريقية ودولنا العربية وخاصة [ السودان ] النخب التي ادمنت الفشل والتشبث بالمناصب علي حساب أجيال هضمت حقوقها فتعطلت التنمية والتقدم رغم الثروات والموارد التي تميزنا عن غيرنا .
فهل يفعلها رفاق الحبيب كابتن محمد عبد الرحمن في استعادة الحس الوطني واستشعار المسؤلية في ان المنتخب للجميع للقوات المسلحة ومن يقف معهم في هذه الحرب والدعم السريع ومن يقف معهم ، والأغلبية الصامتة التي تريد إنهاء الحرب واحلال السلام والتحول الديمقراطي ، كل مشاعرهم هذه الفترة والمنتخب والهلال يقدمان دروساً في القتال وحمل اسم السودان عالياً رغم الجراحات والآلام التي نعانيها كشعب قادت القارة الأفريقية لعقود تحرراً وعلماً وإقتصاداً ووعياً .
أرجو أن تتوحد مشاعر المتحاربين وانفعالاتهم واحاسيسهم ومسؤلياتهم ، واعلامهم كما توحدت مشاعرنا في فوز الأمس لأجل ايقاف الحرب واحلال السلام .
رحم الله جميع الموتي
وشفي الله الجرحي
والعودة الآملة للمفقودين
أوقفوها هداكم الله .
السودانيون يستحقون السلام
لا للكراهية نعم للمحبة ولتسامح