محمد راجي.. يكتب.. هل هي عودة للوعي؟ مبارك الفاضل في مقال مختلف على حسابه بمنصة (x)
(الذين يدعون الفريق البرهان عدم تلبية دعوة التفاوض في جنيف يقفون ضد السلام ولا يكترثون لحال الشعب السوداني بل يعرضون الجيش والوطن لمخاطر جمة).
نص المقال:
منذ ان اعلن عن منبر جنيف لوقف الحرب في السودان، نشطت حملة منظمة في الاسافير تدعو الي عدم ذهاب الجيش لمفاوضات جنيف وتشتم في الولايات المتحدة الأمريكية وتنفي ان هناك وضع إنساني معقد في السودان من نقص في الغذاء وغلاء فاحش بسبب انقطاع الطرق.
اصحاب هذه الحملة قصدوا ان يتجاهلوا ان الحرب استنفدت أهدافها ولم يعد لها معني غير مزيد من التشريد والعذاب للشعب السوداني من عصابات الدعم السريع. كما تجاهلوا عمدا وضع الشعب السوداني والحالة المذرية التي يعيشها عشرة مليون مواطن بين نزوح داخلي ولجوء لدول الجوار وبين العيش تحت رحمة ارهاب المليشيا.
ساقوا مبررات غير منطقية؛ فتارة يتحدثون عن عدم اعتراف أمريكا بشرعية الحكومة، وتارة يحتجون بأن الدعوة قدمت للجيش وليس الحكومة، وتارة يرفضون دعوة دولة الإمارات. ونذكرهم:
أولًا: امريكا وأوروبا والاتحاد الافريقي جمدوا اعترافهم بالحكومة منذ انقلاب 25 اكتوبر 2021، وظلوا يتعاطون مع الفريق البرهان كقائد للجيش ورئيس مجلس سيادة، وبهذا فالأمر ليس بجديد.
ثانيا: الفريق البرهان هو الذي ارسل وفد عسكري لمنبر جدة ولم يرسل وفدًا من الحكومة ، وبذا فأن دعوة الجيش للتفاوض هو مواصلة لمنبر جدة واذا شاء الفريق البرهان فليرسل وزير الخارجية رئيسا للوفد المفاوض ويرسل معه وزراء العدل والدفاع.
ثالثا: وجود دولة الإمارات في المباحثات مهم لنفوذها علي الدعم السريع.
اما القول بتنفيذ جدة قبل الموافقة علي الذهاب الي جنيف فهو قول مردود عليه لأن تنفيذ اتفاق جدةً يحتاج الي آليات سوف يتفق عليها في جنيف، ويحتاج ذلك الي ضغط علي الدعم السريع وجنيف كفيلة به.
إن الذين يدعون الفريق البرهان عدم تلبية دعوة التفاوض في جنيف يقفون ضد السلام ولا يكترثون لحال الشعب السوداني بل يعرضون الجيش والوطن لمخاطر جمة.