عبدالباقي جبارة.. يكتب.. ” فزع الحروف ” .. المصائب لا تأتي فرادى”!
بالفعل الأمر جلل على الشعب السوداني وخاصة بعد اندلاع حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣م اللعينة، التي لا ناقة ولا جمل له فيها، بعد أن قاربت العام ونصف حتى الٱن ما تم احصاءه حوالي ١٥٠ الف قتيل من المدنيين فقط، واكثر من عشرة الاف نازح ومشردين من منازلهم داخليا ، وحوالي ثلاثة ملايين فروا الى دول الجوار، وخمسة وعشرين مليون دخلوا دائرة المجاعة فعليا.. واعتقد الازمة اكثر من ذلك كثير وخاصة اعداد الموتى، لان هذه الحرب تم تغييب الاعلام فيها بشكل لم يسبق له مثيل، لتأتي الامطار والسيوف وتتم الناقصة وخاصة الولايات التي تعتبر اكثر امانا مثل نهر النيل والشمالية التي تضاعف عدد سكانها بالنازحين، وحتى كتابة هذه الكلمات مدينة ابوحمد شمالي السودان اصبحت اليوم اثر بعد عين بسبب السيول الجارفة وانباء عن قتلى وجرحى لم يتم احصاءهم، بجانب الاوبئة التي اجتاحت عدد من المناطق مثل دا الكوليرا التي انتشرت في مدينة كسلا ومازال الخريف في بداياته حيث يبلغ ذروته منتصف اغسطس الجاري وحينها ماذا يتبقى من هذا الشعب الله اعلم..
المصيبة الكبرى ما زال هنالك حفنة من المجرمين والمأفونيين قادة تحرسهم مئات الجنود المدججة يسقطون فداءا لهم وابناءهم تم تامينهم خارج البلاد على اعلى مستوى من الامتيازات يصرون على مواصلة الحرب بشكل غريب ويشكلون حماية لمسؤولين في المؤسسات فاحت ريحة فسادهم وازكمت الانوف ولا وقت للمحاسبة لانهم رافعين شعار ( بل بس) ، وتجار ازمات نمت تجارتهم وزادت ارباحهم بسبب دمار المؤسسات مثل مصفاة الجيلي وغيرها بجانب اعفاءهم من الضرايب لانهم مقربين من دائرة القرار ويتبرعون للقوات المسلحة المفترى عليها بالفتات ، هؤلاء لا بد ان يرفعوا اصواتهم ملء اشداقهم ( بل بس) وايضا يتكفلون بدفع نفقات الاعلام الفج ويقتات من فتاتهم ابواق الحرب يزينون افعالهم ويبررون فسادهم ويرتقون بهم لدرجة الابطال غير المرئيين … والغريبة كلهم محفوظين وارتسمت اجسادهم اللامعة في عيون الجوعى واغمض عليها الموتى صورهم الكريهة وهم يظهرون في الشاشات البلورية يبررون استمرار الحرب ، لكن فيعلموا بان الحكمة الراسخة بان المقتول ظلما يقال بغمض عينيه على صورة قاتله وبالتأكيد بأن الالالف من الموتى لم يغمضوا اعينهم على حامل الرشاش والمدفع او سائق الطائرة فقط بل على كل ماهو في مأمن وابناءه واسرته في مأمن ورغد من العيش ، وهو يردد ( بل بس) .. والمضحك المبكي القاتل الاكبر وزير المالية ورد في الاخبار اليوم وعلى استحياء زيادة الدولار الجمركي وهي تعني مزيدا من التشفي بمضاعفة اسعار السلع على ما هي عليه، أي بلية هذه وأي مصيبة هذه… كثير من شهود الاعيان من اصحاب الوعي كما عبر زميلنا خالد ودالتجاني من نيالا وقال ( والله اصبحت اتمنى باطن الارض من شدة المٱسي التي اراها) بالتأكيد يراها في الذين سرقت اصواتهم لمواصلة الحرب ويراها في الذين تمت المتاجرة بدماهم واعراضهم… ومن الوضاعة ان تجد من يدعي أنه سياسي او ناشط اسفيري أو مغيب يطلق القاب البطولة على هؤلاء القادة.. قاتلهم الله أن يأفكون .. لكن العزاء بأن الشعب السوداني اصبح لا يضيره شئ اكثر من الاضرار التي لحقت به وأن الشاة لا يأثرها السلخ بعد الذبح.. لكنكم انتم الان تحاصركم رغائبكم وافعالكم اين ما اتجهتوا وستحاكمكم نواياكم قبل ان تحاكموا (والله الحي لا يموت والديان لا ينسى افعل كما شئت كما تدين تدان )..