تعج “سجادة الشعر السوداني” بأولياء ٍ، أخفياءٍ، أنقياء، من بينھم عارف كبير تدثر معطف الشعر فصار إسمه مجردا “حميد”.
تأمل ھذا الشعور الإنساني الرفيع في قوله:
“من حقي أغني العالم
إبداع، وعلم، حرية،
إنسان وشعوب نتسالم
نتسالم بي حنية،
على نخب الود نتقادم
لا جنس ولا لونية،
لا عِرق لا آه نتقادم،
سكتنا بياض النية.
مش كلنا جينا من آدم؟
مش آدم أبو البشرية؟
السجن إذاً يترادم
نبنيها قلاع ثورية،
عقبال الخير يترادم
والدنيا تمش دغرية،
مد كفك يا بني آدم،
حرية، سلام، حرية.
تأملوا معي عمق ھذه الكلمات المفتاحية في النص:
(-) “نتسالم بي حنية”.
(-) “سكتنا بياض النية”.
(-) “عقبال الخير يترادم،
والدنيا تمش دغرية”.
(-) “مد كفك يا بني ادم”
مطلق بني ادم بالطبع.
(-) “حرية، سلام، حرية”.
المھم يبدو أن العارف “حميد” له الرحمة والرضوان، كبني ادم صافي النية، كان علي يقين حتي من نوع “أغاني بكرة” التي ستأتي في حينھا.. تطمئن بسماعھا القلوب قائلا:
“وما بتحير بين الفوق
وبين الناس التحتانية
إلا مغير، ولا عقوق،
ولا كفيف الإنسانية.
ومنك وين يا كاشفة عيني،
بنور الإلفة ضي الحنية.
وحلم العالم ناس تتسالم
والبني آدم صافي النية.
للاطفال الناشفة ضلوعها
بطمن روعها، وتبدا تغنى
غناوى البكرة الكم مسموعة”.
ونواصل.