بالامس كنا عدد محدود من الزملاء حضرنا تنوير صحفي للقائد الامين داؤود رئيس الجبهة الشعبية ومساعده الشاب المحنك محمد ادم في المركز الثقافي بالقاهرة .. هذا اللقاء في مجمله اجاب على سؤال مهم جدا يدور في اذهان كل من يراقب الشأن السوداني الا وهو ( هل ما وقع من كارثة غيّر من عقلية السياسي السوداني أو أعتبر وأتعظ)؟ ، الرجل للوهلة الاولى وهو يتحدث ببراءة الاطفال وحكمة الشيوخ جنبنا شر السؤال فقال : مسؤلية ما وقع على وطننا وشعبنا نتحملها جميعنا مدنيين وعسكريين يمينا يسارا ووسطا، ولم ينج من هذا الاتهام حتى الاعلام إن لم يكن رأس الرمح، ثم ذهب داؤود لمعسكر الحكمة وقال يجب أن نتجاوز تبادل الاتهامات مثل من اشعل الحرب ومن دعمها ومن المستفيد منها؟, ثم حدد موقفهم الٱن ورؤيتهم الملحة بأنهم يرفضون رؤية (فريق لا للحرب) التي تخفي حولها أجندة وكذلك موقف ( بل بس) والذين يقولون ذلك وهم خارج السودان موقف غير اخلاقي ، فلذلك المحطة التي توصل اليها الامين داؤود وتنظيمه الذي يقوده هي الوقوف مع أي جهة تريد ايقاف الحرب، ولذلك جاء توقيعهم على بيان القاهرة عن قناعة وقال : داؤود بأن الحرب رغم مأساتها نحن كتبت لنا شهادة براءة امام الذين كانوا يتهمونا بأننا نريد ان نضم كسلا الى اريتريا ولو كان هذا الامر صحيح هذه سانحة من طبق من ذهب بامكان اريتريا أن تدخل كسلا خلال ساعات وخاصة السودان في أضعف حالاته ، ثم عرج الامين على المهدد الخطير لبقاء الدولة السودانية ألا وهو تمدد الحرب لشرق السودان وقال : شعب هذا الاقليم ليس استثناء من ما لحق ببقية الشعب السوداني في بقية الاقاليم الذين قتٌلوا وشردوا ولكن هنالك نقتطتين اثنتين اساسيتين تجعل الحرب في الشرق هي الفاصلة، النقطة الاولى اهل الشرق ليس لديهم خيار اذا وصلتهم الحرب فيصبح البحر امامهم والعدو خلفهم لكن الاخطر من ذلك بأن الحرب في الشرق ستتحول لحرب اقليمية ودولية، وبذلك يصبح ليس هنالك دولة اسمها السودان.. واستشعارا لهذا الخطر المحدق نحن مستعدين لتنازلات كبيرة جدا بما فيها لافتتنا التي ننضوي تحتها اذا كانت هي من توقف الحرب .. ثم ختم الامين رسالته بالاجابة على سؤال حول هنالك من يرفضك من اهل الشرق بما فيهم رموز إدارة اهلية فقال ببساطة انا امثل رؤيتي الشخصية ولا امثل أي شخص والذي يستطيع الفعل ميدان العمل العام واسع ولكن لا يوجد فينا من تم انتخابه من الشعب لجميع القوى التي انبرت للشأن العام وكل الذي يحصل هي اجتهادات شخصية سواء باسم كيان أو افراد..
اعتقد هذه القناعات التي طرحها الامين داؤود لو وصل اليها أي قيادي سوداني سواء كان مع أو ضد الحرب سنكون حتما وضعنا رجلنا في الخطوة الأولى للمخرج الحقيقي من المأزق المعاش الٱن وأهم من ذلك هذه القناعات هي المدخل الحقيقي لايقاف الحرب..
ومهما كانت قناعات الامين داؤود التي تولدت عنده الٱن أو راسخة داخله ، أعتقد مؤتمر القاهرة الذي جمع الفرقاء في مائدة واحدة شكل سانحة طيبة ليخرج الامين افضل ما لديه ويتخذ الموقف السليم، نسأل الله له الثبات فيه.. ولذلك رسالتنا لكل القيادات التي تتاح لها فرصة كما اتيحت للذين حضروا منبر القاهرة عليهم أن ينتهزوا هذه الفرصة ويتخذوا المواقف الوطنية التي تشبه حجم هذا الوطن وشعبه، ويا سادة قيادات الحراك الوطني والشعبي وادأي مسمى مثل هذه الفرص لن تتكرر كثيرا ، ووطنكم في الرمق الأخير فأصبح الدخول في معسكر وقف الحرب ليس فضيلة فحسب بل أمر مبرئ للذمة، وبعيدا عن نتائج الحوار ونتائجه ضعوا ما في غرارة انفسكم على الطاولة، وهي النتائج التي لا ينازعكم فيها احد ، فهل أتخذتم ما يسّر الملايين ما بين نازح ولاجئ.. ولكم في حديث الامين داؤود عبرة هل من معتبر.. ألهم أشهد إني لقد بلغت… للتواصل نازح ولاجئ لا يهمه من يحكم ومن ينتصر على من ، فقط ما يهمه يرجع لبيته ويمارس حياته الطبيعية…