اعمدة

عبدالباقي جبارة.. يكتب.. ( فزع الحروف) .. مصر.. هكذا تتجلى المواقف..!

 

 

 

 

    هنالك اجماع من كل المراقبين على أن مؤتمر القاهرة أحدث اختراقا هائلا في الأزمة السودانية، صحيح لم يصل النجاح لمرحلة ايقاف الحرب وهذا بالطبع أمر لم يكن ينتظره احد لطبيعة الازمة وتجزرها، ولكن ما خرج به مؤتمر القاهرة يمثل قاعدة انطلاق حقيقية لوقف الحرب واعادة الامور لنصابها، والدليل على ذلك بأن هذا المؤتمر لم يغرد منفردا بل استصحب كل الجهود المبذولة لحل الأزمة السودانية ابتداءا من منبر جدة مرورا بالالية الافريقية والأمم المتحدة والجامعة العربية ،  والبدليل على ذلك بأن ممثلي تلك الجهات كانوا حضورا انيقا داخل مؤتمر القاهرة الذي أنعقد يوم ٦ يوليو الجاري، لكن الاهم من ذلك هو تأكيد بأن مصر قادرة على صنع الفارق في الشأن السوداني وكنا دائما على قناعة بذلك لكننا نعيب عليها البطء في التعامل مع هذا الملف والحذر الذي دائما يكون اكثر من اللازم ، بالتأكيد هنالك تقديرات لا نعلمها.. لكن بلا شك بأن مؤتمر القاهرة ألقم المشككين في الدور المصري حجرا.. مصر الان خطت خطوة عملية لايقاف الحرب وازالت كثير من ( الغبش) حول المواقف ورفعت الحرج عن مناصريها والمؤمنين بدورها الهام في الملف السوداني وأكدت ثوابت تؤمن بها وهي وحدة التراب السوداني ومؤسساته القومية واحترام إرادة الشعب السوداني) والاهم من ذلك بأنها تحتوي ملايين من الشعب السوداني بتمايزهم وتناقضاتهم التي ضاقت بها بلادهم لكن احتوتها مصر.. الأمر الثاني القضية السودانية لم تقف عند جهود المؤتمر بل ارتفع الاهتمام الى قمة الهرم حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي القوى السياسية في اجتماع يعد تتويجا لجهود مصر بما فيها مؤتمر القاهرة ومن شذ منه يصبح خارج اجماع الشعب السوداني وجيرانه الحريصين على سلامته وعلى راسهم مصر، وان عبارة لا للحرب كلمة حق اريد بها حق تحت شعار ( معا لوقف الحرب) وهذه هي رسالة مصر التي تدرك رغبة السوداني مع الأخذ في الاعتبار ما يتعلق بالشأن الداخلي بما فيه رد المظالم والحقوق التي يقرر فيها الشعب السوداني.. من المتوقع بأن ما خرج به مؤتمر القاهرة يحرك كل البرك الساكنة ويوجه أي بوصلة لوضع الامور في نصابها في السودان.. شكرا مصر حكومة، وشعبا..

زر الذهاب إلى الأعلى