د.عثمان البشري .. يكتب.. حليل الفكي الجاب ليكم العرقي !
الحوجة لمفاهيمية صحيحة للدين
الحرب الدائرة الان في السودان .. لو أخضعت لحكم المنطق .. لنالت صفرا كبيرا .. ولعجز أهل المنطق في تأويلاتها..
فما يحدث من دمار طال البشر والحجر .. واغتصاب حرائر .. وسرقات نفيس وما دونه .. وغيرها من المأسي الإنسانية والتي تندرج تحت طائل المعجزات الأرضية .. و دائرة العبث والفوضوية ..
ولعل أكثر ما يؤسف له في هذه الحرب . ۔ تلبيس دثار الدين والتوشح به في حرب أكثر فتكا من نظيرتها المغولية والتترية .
رشحت في الوسائط كثير من فيديوهات .. والتي تري فيها عجب في جمادي أو رجب .. الكل يصيح بالله اكبر داوية ..
فهذا يسرق ويغتصب وتراه مهللا ( الله اكبر ) ..
وذاك يقصف ويدمر ويصيح ( الله اكبر ) ..
تمثيل بالجثث .. وصياح ( الله اكبر ) ..
اذلال للانسان وضرب بالسياط ۔۔ وصياح ( الله اكبر ) ۔۔
وكأنما الله احل في شرعته كل المؤبقات هذه .. وقتل النفس بيسر دون أن يرف جفن أو تغمض عين ..
فشعار الدين .. أصبح يستعمل كغطاء لممارسة كل الانتهاكات والخروقات واللا إنسانية و القتل سمبلة ..
صحب هذه الفيديوهات بأن ذلك لا يصلي .. وذاك ( صاحب كاسات ) .. و اولئك متعاطي للمخدرات .. كدلالة خفية لاقحام سلاح الدين في الحرب .
ليس بمستغرب أو مستهجن في الحياة العامة السودانية سماع سيرة الخمر والمخمورين .. كما اشتهرت تام زين بسوء صناعة ( المريسة ) .. ذهبت الكسمبر بدلوكتها وخمرتها بعقول قوم اضاعوا أموالهم في اللذة ..تتملكنا الدهشة أن هنالك مفهوم يحلل شرب المريسة ( مريسة الفقراء ) في السودان ..
استتبع ذلك الذي تغني به آخرين ( بحليل الفكي الجاب ليكم العرقي ) .. والذي لاندري في فقه الفكي اهو ( عرقي تمر أو عيش ) ..
يا هؤلاء هذه الحرب الدين منها براء .. فلا تخنقوه بها ..
اسرقوا واغتصبوا واشربوا ( عرقيكم) بعيدا عنه ..
فالدين معاملة طيبة ..
الدين تشذيب وتهذيب للنفوس ..
وقبله الدين تنظيم لعبادة الفرد .. وملئ فراغه الروحي واشباعه..
الدين هين .. لين .. لا بطش ولا تقتيل فيه .
نحن بحوجة فعلا لتصحيح مفاهيمنا نحو الدين .. والابتعاد عن المزالق التي تؤدي بنا الي اذية الدين نفسه .