الجميل الفاضل.. يكتب .. من عجائب قدرة الله في حرب السودان !
إن فصلا من عجائب قدرة الله، يكتب علي أرض السودان الآن.. نراه رأي العين.
فصلا أتي لكي يعلم الذين ظلموا وتطاولوا ببنيان ظلمھم الفاحش من إسلاميي السودان، ھذا البنيان الذي ناطحوا به السحاب أو كادوا، الي أي منقلب سينقلبون في النھاية.
فالظالم يمر بأربع مراحل كما يقول أھل العلم:
هي اولا مرحلة: (الإمهال والإملاء):
“وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِين”.
ثم مرحلة (الاستدراج):
”سنستدرجهم من حيث لا يعلمون”.
يلي ذلك مرحلة (التزيين):
”وزين لهم الشيطان أعمالهم”.
أما المرحلة الرابعة والأخيرة: هي مرحلة (الأخذ):
”حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة”.
إذ أن ارتقاء الظالم بظلمه المتناسل والمتنامي، وإن علا به اعلي المراقي، ومھما تطاول بأثره مَكثَّه وبقاءه في الملك والسلطان.
فإن ھذا التعالي لا يعني بأي حال من الأحوال أن خالق الناس غافل عما صنعت ھذه الجماعة بالناس في ھذه البلاد.
وبالطبع كلما أخذت ھذه الفئة الإخوانية الباغية، العزة بالإثم الكبير الذي باءت به خلال خمس وثلاثين عاما، وبالمظالم التاريخية الھائلة، الذي ارتكبتها بحق ھذا الشعب في عھدھا، فإن ذلك سيضعھا لا محالة في خانة متقدمة من خانات القوم الخاسرين، إذ يقول سبحانه وتعالى عن أمثالھم: “أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ”.
وقد قال رسولنا الكريم (صل): «إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته».
ثم قرأ: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).
فقد إزدادت ھذه الجماعة بھروبھا الي الامام اليوم، استكبارا وترفعا وعنادا، من شأنه أن يجعل سقوطها الحتمي مدويا ومرعبا، بل وفادح الثمن لھا أولا، وكذا لسواھا.
علي قاعدة الإنصاف المطلق التي تقول: “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّام لِلْعَبِيِد”.
فحرب الخامس عشر من ابريل من العام الماضي، تمثل في الحقيقة وبصدق، ضربا من ضروب إرتداد الكيد الي النحر، وصورة لكيف يمكن أن يحيق المكر السيء بأھله.
ثم لكيف يمكن أن يجعل الله تدبير قوم ھو في تدميرھم.
ان مجريات ھذه الحرب برمتھا تعكس نموذجا مثاليا لمعني ضرب الظالمين بالظالمين، وإن لم يخرج منھا بعض الأبرياء سالمين.
فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “ان الناس اذا رأوا الظالم فلم يأخذوا علي يديه، أوشك أن يعمھم الله بعقاب من عنده”.
فالذين تجمعُهم المصالحُ والنفاقُ يُسلِّطُ اللهُ بعضَهم على بعض، حيث قيل: “مَنْ أَعَانَ ظَالِماً سَلَّطَهُ اللهُ عَلَيْهِ”،
وهذه حكمةٌ مصداقُها في القرآن قوله تعالى: “وكَذَلِكَ نُوَلِي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”.
وفي ذات السياق قال مالكُ بن دِينار: قرأتُ في الزَّبُور: “إنِّي أنتقِمُ منَ المنافِقِ بالمنافِقِ، ثم أنتقِمُ من المنافِقين جميعًا”.
وبمثل قوله قال فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: “إذَا رأيتَ ظالِمًا ينتقِمُ من ظالمٍ فقِفْ، وانظُرْ فيه مُتَعَجِّبا”.
وكذا عدد ابن القيم الجوزية مآلات الظالمين ومداخل ظلمھم قائلا: “قد شاهد الناس عياناً أنه من عاش بالمكر، مات بالفقر، وأن من مَكر بالباطل مُكِر به، ومن احتال احتيل عليه، ومن خادع غيره خُدِعْ”.
وھكذا رأينا ماحاق بشيخ ھذه الجماعة المخاتلة الذي أوحي لقائد انقلابه في العام (89) عمر البشير بآية من آيات المكر والغش والخداع، قائلا له: “اذھب الي القصر رئيسا، وسأذھب الي السجن حبيسا”.
ولھذا اورد بن القيم في معرض استدلاله علي مصير أھل الخداع قوله تعالى: “إِنَّ المُنافِقينَ يُخادِعونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُم”.
وقوله تعالى: “استِكبارًا فِي الأَرضِ وَمَكرَ السَّيِّئِ وَلا يَحيقُ المَكرُ السَّيِّئُ إِلّا بِأَهلِه”.
مشيرا الي أنك لا تجد ماكراً إلا وهو ممكور به، ولا مخادعاً إلا وهو مخدوع، ولا محتالاً إلا وهو محتال عليه.
المھم فإن ما تشھده بلادنا لما يزيد من عام ھو فتنة كبري توجب اتباع نصح المصطفي في التعامل مع امثالھا لقوله (صل): “تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ يَسْتَشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْ لَهُ، وَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ”.